يأتى تشكيل حكومة الوفاق الوطنى الفلسطينى كبداية للطريق الصحيح لإنهاء الانقسام وتحقيق وحدة الصف الفلسطينى خاصة فى ظل حرص كافة الأطراف الفلسطينية على نجاح الحكومة الجديدة واستكمال الاستحقاقات القادمة وذلك للاستعداد للانتخابات وإعادة إعمار غزة واستعادة أمن المواطنين وتحقيق المصالحة المجتمعية وتشكيل أجهزة أمنية مبنية على أسس مهنية ووطنية. وفى هذا السياق أكد د. بدر عبد العاطى – المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية - أن مصر ترحب بعملية تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة التى أدت اليمين الدستورية أمام الرئيس أبو مازن.. معتبرا أنه انتصارا على إسرائيل وتهديداتها التى تعرقل دائما أى خطوة فى طريق وحدة الصف الفلسطينى. وقال إن مصر ستظل تدعم دائما القيادة الفلسطينية فى الوصول إلى وحدة الصف بين كافة الفصائل الفلسطينية وإتمام عملية المصالحة وتشكيل الحكومة الوفاق الوطنى.. لافتا إلى أن كافة الفصائل الفلسطينية وخاصة حركة حماس أدركت أهمية إتمام عملية المصالحة ووحدة الصف لاستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى ولمواجهة الممارسات الإسرائيلية والمشاريع الاستيطانية, وصولا إلى حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية طبقا لحدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس. ومن جانبه أكد د. محمد صالح أبو عواد – أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر فى غزة - أنه بعد فوز عبد الفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية أصبحت فرص نجاح الحكومة الفلسطينية أفضل خاصة أن حركة حماس عازمة على المضى فى طريق المصالحة وإنهاء حالة الانقسام خاصة فى ظل حرص كافة الأطراف الفلسطينية على إتمامها. وقال إن الحكومة الجديدة عليها أن تتحمل إعمار قطاع غزة والعمل على دمج المؤسسات الحكومية والأمنية فى كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن ثم البدء بالمصالحة المجتمعية والحريات العامة وتهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات. وأوضح أن حركة حماس أصبحت بين فكى كماشة ولا بديل عن المضى قدما فى إنجاح حكومة وفاق وطنى تضم شخصيات مستقلة من دون تفويض سياسى مكلف، مؤكدًا أن ملف المصالحة الفلسطينية لن يشهد تراجعا خاصة فى ظل تدهور علاقاتها مع إيران وسوريا وبالتالى حماس ليس أمامها سوى خيار المصالحة وإتمام الحكومة الفلسطينية. وأضاف أن حماس ليس لديها سوى تصحيح علاقتها مع مصر خاصة بعد فوز السيسى، مشددًا على أهمية الدور المصرى فى إتمام عملية المصالحة الفلسطينية ووحدة الصف وفى حل القضية الفلسطينية. ومن جهته، أكد د.حسن عصفور – رئيس هيئة المنظمات الأهلية وعضو المجلس التشريعى الفلسطينى سابقا- أن الإعلان عن الحكومة الجديدة صفعة على وجه الاحتلال الغاشم لأنه طالما كان يعرقل أى مساعى لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة الوفاق الوطنى التى ستواجه كافة الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى وتقف حجرة عثرة أمام التوسعات الاستيطانية الإسرائيلية وستسعى جاهدة لحل القضية الفلسطينية. وأضاف: أن كل الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية لم تنجح فى عرقلة مسار تشكيل حكومة الوفاق الوطنى الفلسطينى، مشيرًا إلى أن إسرائيل شنت غارات جوية فجر الاثنين الماضى وذلك فى مناطق مختلفة بقطاع غزة لعرقلة الإعلان عن الحكومة الفلسطينية الجديدة. وحول تهديدات إسرائيل بمقاطعة القيادة الفلسطينية قال إنها لن تحول دون استكمال أعمال حكومة الوفاق التى تضم وزراء مستقلين "تكنوقراط" ليس لهم علاقة بأى فصيل فلسطينى سواء كان من حركة فتح أو حركة حماس أو غيرهما، مشيدًا بأداء الرئيس الفلسطينى محمود عباس حول عدم الاستجابة لتلك التهديدات خاصة أن كافة الفصائل الفلسطينية حريصة على إتمام عملية تشكيل الحكومة.