فى إطار العلاقات المميزة بين البلدين، دعت حكومة قبرص ممثلة فى وزارة الاتصالات السفينة «عايدة» التابعة للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى لزيارة ميناء ليماسول. وخلال الزيارة تم توقيع بروتوكول لإنشاء مقر للأكاديمية العربية فى قبرص يكون حلقة اتصال وامتدادًا لخدمات الأكاديمية العلمية والتدريبية لطلاب قبرص وتشغيل العمالة البحرية كما تقرر فتح مدرسة دولية متخصصة لليخوت لأول مرة بالإسكندرية لتأهيل وتوفير الخبرات المتخصصة فى هذا المجال. إن العلاقة ممتدة بين البلدين منذ فجر التاريخ فعلاقة مصر وقبرص ترجع إلى 1364 ق. م عندما كانت مصر تستورد من قبرص النحاس أيام الملك «إخناتون» وتصدَّر لها الذهب والفضة ولاتزال علاقات الجوار والإخاء مستمرة منذ عهد الرئيسين الرحلين عبد الناصر ومكاريوس حتى المشير عبد الفتاح السيسى ونيكوس أنا ستاد ياديس. وتشير الدكتورة هبة المراسى سفيرة مصر فى قبرص إلى أن مصر من أوائل دول العالم التى سارعت بالاعتراف بجمهورية قبرص بعد استقلالها وحدوث علاقات دبلوماسية فعالة ولاتزال علاقات التعاون فىشتى المجالات وثيقة ومتميزة بين البلدين طوال هذا التاريخ. ولعل التقارب الجغرافى والتنوع الثقافى والحضارى من عوامل توطيد أواصر التعاون على المستوى السياسى فى إطار الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبى وفى مبادرة اتحاد دول البحر المتوسط على اعتبار أن قبرص ومصر من دول المتوسط. والعلاقات الاقتصادية مع قبرص تكاد تكون متوسطة رغم أن فرص الاستثمار السياحى فى قبرص هائلة نظرًا لروعة شواطئها التى تنتشر فى لارناكا وليماسول التى تمتد شواطئها من مارينا اليخوت بطول نحو 15 كيلو مترا حتى منطقة فندق المريديان. مناورة السفينة عايدة قبل دخول ميناء ليماسول أجرى طاقم السفينة عايدة بقيادة القبطان عبد الحميد القاضى مدير معهد التدريب البحرى والقبطان حسام طه قائد السفينة مناورة لطلاب الأكاديمية عن وسائل الإنقاذ بالرمات وهى العوامات الطافية أو لنشات الإنقاذ فى حالة تعرض السفينة للحريق أو الغرق. واستغرقت المناورة حوالى ساعة وشارك فيها جميع الحاضرين بمن فيهم من فريق العمل ومهندسى وقباطنة السفينة والطلاب المتدربين وتمت المناورة بنجاح باهر. تعاون أكاديمى وتقنى تم توقيع برتوكول تعاون علمى وتقنى بين الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى ووزارة الاتصالات القبرصية لتبادل الخبرات بين أساتذة الأكاديمية والخبراء القبارصة فى نظم المعلومات ووسائل الاتصال ومنها وسائط المعلومات عن الخدمات البحرية وبنوك المعلومات عن حجم التجارة والصادرات والواردات المصرية والقبرصية للاستفادة منها لرجال الأعمال فى البلدين ووقع البروتوكول الدكتور إسماعيل عبد الغفار فرج رئيس الأكاديمية ومستر ماريوس ديميتريادسا وزير الاتصالات القبرصى بحضور الدكتورة المراسى سفيرة مصر فى قبرص ومست اندريس كراستيو محافظ ليماسول. جدير بالذكر أن وزير الاتصالات القبرصى عمره 42 عامًا بالتمام والكمال وعندما سألته عن سر ذلك اجابنى أن معظم الوزراء فى دولة قبرص من الشباب ونادرًا ما يكون الوزراء بعد الستين وأن المعيار الأساسى هو الخبرة وسرعة الإنجاز والأداء الجيد. وتم توقيع بروتوكول لإقامة مقر للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى فى ميناء ليماسول يقدم كافة شهادات التدريب البحرى المعتمدة من الاتحاد الأوروبى للعاملين، كما يوفر فرص التقدم للحصول على كافة المعلومات للتقدم للدراسة بكليات الأكاديمية ويكون المقر حلقة اتصال بين وزارة الاتصالات فى قبرص والموانئ القبرصية والأكاديمية العربية فى تبادل المعلومات وتطوير وتفعيل خدمات النقل البحرى واللوجيستيات باعتبار أن قبرص من أكبر موانى البحر المتوسط جذبًا للسفن العملاقة سواء للحاويات والركاب حيث يزور موانيها الآلاف منها وبعضها تتجاوز الطوابق الخمسة وتستوعب نحو 3 آلاف راكب. كما يقوم المقر الجديد للأكاديمية بتدريب العمالة البحرية نظرًا لخبرة الاكاديمية فى هذا المجال منذ حوالى نصف قرن باعتبارها من أولى الأكاديميات البحرية المتخصصة فى العالم والوحيدة المتخصصة على مستوى العالم العربى ووقع بروتوكول المقر الجديد القبطان عبد الحميد القاضى مدير معهد التدريب البحرى والقبطان أحمد جمال ممثل الأكاديمية العربية فى قبرص وهو من خريجى الأكاديمية أيضًا ومن رجال الأعمال المعروفين فى قبرص. مدرسة دولية لليخوت بالإسكندرية من جانبه وافق الدكتور اسماعيل عبد الغفار رئيس الاكاديمية عقب الزيارة الناجحة للسفينة عايدة لميناء ليماسول على إنشاء مدرسة دولية فى معهد تدريب البحر فى أبو قير لتخريج ربابنة قيادة اليخوت لاستيعاب العمالة الفنية فى هذا المجال وتشجيع سياحة اليخوت فى العالم العربى وهذه المدرسة تعد أول مدرسة عربية متخصصة فى هذا المجال لتخريج أجيال فنية. فرص استثمارية للغاز زار وزير الطاقة القبرصى مصر فى عام 2012 كما زار المهندس شريف اسماعيل وزير البترول قبرص عام 2013 لتبادل المعلومات والمشاورات حول طريقة تقسيم الخزانات المشتركة للغاز فى الحدود البحرية بين البلدين فى إطار اتفاق تعاون مشترك بين البلدين. ويشير مستر مخاليس ميخائيل الملحق الإعلامى للسفارة القبرصية فى القاهرة على أنه تم توقيع اتفاقية للبحث عن الغاز بين مصر وقبرص عام 2003 واتفاقية بين لبنانوقبرص عام 2007 لزيادة فرص اكتشاف الغاز فى المياة الإقليمية للدول الثلاث. ويؤكد الملحق الاعلامى القبرصى أن علاقة مصر وقبرص ترجع إلى عصر الفراعنة ودليل ذلك ما ذكره الدكتور أحمد عتمان أستاذ الدراسات اليونانية بجامعة القاهرة فى كتابه «قبرص.. جزيرة الجمال عند اليونان والألم» بعد تقسيمها إلى جزءين يونانى وتركى. وجاء فى الكتاب أن قبرص كان اسمها قديما «ألسية» وكانت على قدم المساواة مع مدن ملوك الشرق وتم اكتشاف مخطوط يرجع إلى 1364 قبل الميلاد فى تل العمارنه يؤكد أن مصر كانت حليفا قويا لقبرص. إن آفاق وفرص الاستثمار بين مصر وقبرص واسعة فى مجالات الغاز وتجارة السلع والبضائع والمنتجات الزراعية والتعدينية. كما أن فرص التعاون السياحى مفتوحة على مصراعيها خصوصًا أن القرب الجغرافى بين البلدين وسهولة الانتقال، فضلًا عن الشواطئ الرائعة فى مدينة السحر والجمال والحب والتاريخ والحضارة. كما أن قبرص تفتح ذراعيها للشباب المصرى لزيارة معالمها وتبادل الخبرات وتعزيز الثقافة المصرية والقبرصية التى تنهل من عصور تاريخية ضاربة فى القدم منذ عصر الفراعنة.