يقف «الارهابى الخفي» كما كان ملقبًا فى السابق أبو بكر البغدادي القرشي الحسيني خلف مزاعم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الذي غيّر في ساعات خرائط مرسومة منذ سنين تستهدف إعادة تقسيم المنطقة. توحي كنيته، البغدادي، من مواليد بغداد، عام 1971 فى سامراء بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق يبلغ من العمر 43 عاماً. اسمه «عوض ابرهيم علي البدرى السامرائى»، ومن ألقابه «أبو دعاء» و«الكرار» و«علي البدرى السامرائى». يعرف عنه إنه طموح وعنيف، لم يكن يهوى الظهور حتى وسط أنصاره وذلك قبل البيعة واعلان الدولة الاسلامية. يقال أنه كان يضع قناعاً حين يخاطب أتباعه قبل الظهور يوم الجمعة قبل الماضية، من هنا لقبه «الشيخ الخفى». وتتلمذ على يد أبو مصعب الزرقاوى، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة فى العراق، الذى قتل فى قصف أمريكى عام 2006، وهو ما يفسر ولاء التنظيم للزرقاوى ورفع صوره من قبل بعض المقاتلين على الرغم من مرور 8 أعوام على مقتله. وانخرط فى البداية فى تهريب مقاتلين أجانب إلى العراق، ثم صار «أمير» بلدة صغيرة على الحدود السورية. وسرعان ما أسس محكمة عرفت بتفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية والأحكام القاسية. وحين صعد نجمه بين المسلحين الشباب، ضم إلى مجلس شورى المجاهدين فى «دولة العراق الإسلامية» حتى تولى قيادته عام 2010 بعد مقتل زعيميه السابقين أبو عمر البغدادى وأبو حمزة المهاجر. ومع إذاعة التسجيل المصور لأبى بكر البغدادى زعيم التنظيم الإرهابى «داعش»، وهو يلقى خطبة الجمعة فى الجامع الكبير «الحدباء» بمدينة الموصل العراقية حتى تكشفت معالم الخريطة الجديدة التى تستهدف تفتيت المنطقة تحت ستار الدين. اعتبر حزب التحرير الإسلامى إعلان تنظيم الدولة الإسلامية قيام دولة الخلافة الإسلامية «لا قيمة له»، واصفا الدعوة لبيعة أبى بكر البغدادى «أميرا للمؤمنين» بأنها «لغو لا يقدم ولا يؤخر فى واقع تنظيم الدولة». وكان التنظيم قد أعلن فى أواخر يونيو الماضى قيام ما وصفها «بالخلافة الإسلامية» وتنصيب البغدادى «إماما وخليفة للمسلمين فى كل مكان»، ودعا الفصائل الجهادية فى مختلف أنحاء العالم إلى مبايعته. كما أعلن التنظيم حينها أنه تم إلغاء الاسم القديم «تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام» ليقتصر على «الدولة الإسلامية»، وهو قرار اتخذه أهل الحل والأعيان والقادة، بحسب المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدنانى. وبعد ذلك دعا البغدادى من سماهم المجاهدين للهجرة إلى «دولة الخلافة». كما قام التنظيم الإرهابى ببث تسجيل مصور بعنوان «كسر الحدود» تضمن مشاهد لدخول عناصر التنظيم الأراضى العراقية من الحدود السورية. ويعد أبو بكر البغدادى المسئول عن كافة النشاطات العسكرية لتنظيم القاعدة فى العراق وقام بتوجيه وإدارة مجموعة كبيرة من الهجمات والعمليات كهجوم 28 أغسطس 2011 على جامع أم القرى الذى أدى إلى مقتل 6 أشخاص من بينهم خالد الفهداوى. وبعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هدد أبوبكر بالانتقام العنيف بسبب وفاته. وأعلن فى 5 مايو عن مسئولية تنظيمه فى الهجوم الذى وقع فى مدينة الحلة والذى نتج عنه مقتل 24 عسكريًا وإصابة 72 آخرين. فى شهرين فقط بين مارس وأبريل أعلن التنظيم عن مسئوليته عن 23 عملية هجومية فى جنوببغداد بناءً على أوامر أبوبكر. وفى 22 ديسمبر 2011 وقعت سلسلة انفجارات بالعبوات الناسفة والسيارات الملغمة ضربت كثيرًا من أحياء بغداد نتج عنها مقتل 63 شخصًا وإصابة 180 آخرين. وجاء الهجوم بعد أيام قليلة من انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة. وفى 2 ديسمبر 2012 ادعى مسئولون عراقيون أنهم قد ألقوا القبض على البغدادى بعد عملية تجسس وتتبع استمرت لشهرين وقالوا إنهم حصلوا على أسماء وأماكن متعلقة بتنظيم القاعدة. فى الوقت ذاته أعلن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى حل ما تعرف بدولة العراق والشام الإسلامية التى يتزعمها أبو بكر البغدادى. وأقر الظواهرى بقاء ما تعرف بدولة العراق الإسلامية وجبهة النصرة فى الشام كفرعين مستقلين يتبعان للقاعدة، وينشط الأول بالعراق والثانى بسوريا. كما أكد بقاء البغدادى أميراً لدولة العراق وأبو محمد الجولانى أميرا لجبهة النصرة لمدة عام قابل للتجديد. وأسف الظواهرى، برسالة وجهها للتنظيمين، على الخلافات التى وقعت بينهما، وقال إن قيادة التنظيم لم تبلغ بتلك الخلافات وسمعت بها من وسائل الإعلام، وطالبهما بالتعاون المشترك والحرص على إمداد كل طرف الآخر بما أتيح له من مساعدات، وأن يتوقف الطرفان عن أى اعتداء بالقول أو الفعل ضد أى طرف آخر. وقرر الظواهرى تعيين أبو خالد السورى مندوبا عنه لفصل الخلافات التى قد تحدث بين الطرفين، ووصفه بأنه «خيرة من عرفنا وخبرنا وعايشنا من المجاهدين». وقد أصدر قائد «النصرة» بيانا طالب فيه الجبهة بالتوقف عن الخوض فى الخلاف، وبالتزام جميع ما ورد فى رسالة الظواهرى. ولا يعرف الكثير عن الهيكلية الإدارية ل «داعش». وتردد أخيراً أن قياديين سابقين فى الجيش العراقى وأعضاء فى حزب «البعث» الحاكم سابقاً انضموا إلى التنظيم. وثمة أنباء عن تنسيق مع عزة إبرهيم الدورى، الرجل الثانى السابق فى نظام صدام حسين. والأيام المقبلة وحدها كفيلة بفضح خيوط الشَرَكِ الكبير الذى سقط العراق فيه أو يكاد