تشهد مصر اليوم حفلا تاريخيا لتنصيب الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى لتعود معه روح التضامن العربى من جديد وقد أقام المصريون الاحتفالات فى الميادين والشوارع، عقب إعلان اللجنة العليا للانتخابات فوز الرئيس. وقد كثفت مؤسسة الرئاسة من جهودها على مدار الساعات الأخيرة، للانتهاء من إعداد قصرى الاتحادية والقبة، استعدادا لحفل تنصيب الرئيس المنتخب، المقرر له عقب أدائه اليمين الدستورية فى العاشرة من صباح اليوم - الأحد - بمقر المحكمة الدستورية العليا بالمعادى لإعلان بدء عهد جديد تعود فيه مصر الى أمتها العربية من جديد وتستعد لقيادة المنطقة بعد أن افشلت مخطط تقسيم الوطن العربى. وكانت قد وجهت الدعوات لعدد من الدول ورؤساء منظمات، وتجمعات إقليمية، ودولية لحضور مراسم التنصيب، منها اليونان الرئيس الحالى للاتحاد الأوروبى، وموريتانيا الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى، فيما تم استثناء قطر من دعوتها لحضور الحفل. وشملت الدعوات إيران الرئيس الحالى لمجموعة دول عدم الانحياز،للمشاركة بمراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس المصرى الجديد. ومن الدول التى تمت دعوتها الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا والمملكة العربية السعودية والإماراتوالكويت الرئيس الحالى للقمة العربية والبحرين وفرنسا وبريطانيا والسودان وغينيا الاستوائية الرئيس القادم للقمة الأفريقية وسلطنة عمان والأردن ورئيس السلطة الفلسطينية وإيطاليا. كما تشارك الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الاوربى ، كاثرين أشتون، الحفل، برفقة رئيس البرلمان الأوروبى، ورئيس المجلس الأوروبى، ورئيس المفوضية الأوروبية. وكانت السفارة الروسية بالقاهرة اعلنت أنها تسلمت الدعوة لحضور الحفل، لكنها لم تحدد من سيمثل روسيا فى الاحتفال حتى كتابة هذه السطور، بينما أعلنت سفارة الولاياتالمتحدة بالقاهرة عن قبولها دعوة مصر لحضور حفل التنصيب، دون أن تحدد من سيمثل واشنطن فى الاحتفال. ومن المقرر ان يؤدى الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى اليمين الدستورية بمقر المحكمة الدستورية العليا ، فى حضور أعضاء الجمعية العامة للمحكمة الدستورية، والرئيس المؤقت عدلى منصور، ومستشارى الرئيس المؤقت. ثم يتوجه الرئيس ، عقب أدائه اليمين، إلى قصر الاتحادية الرئاسى بمصر الجديدة، حيث سيقام حفل تنصيب بحضور ملوك ورؤساء العالم، يعقبه احتفال وطنى بقصر القبة بحضور رؤساء الأحزاب والشخصيات العامة، مشيرة إلى أن الاحتفال الوطنى سيقام فى حديقة قصر القبة أمام النافورة. استعدادات واسعة وقد شهدت قصور رئاسة الجمهورية خلال الاسبوع الماضى عمليات إحلال وتجديد، استعداداً لاستقبال الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى. وشملت عمليات التجديد إعادة طلاء حوائط المبانى وحملات نظافة وتشجير، خاصة قصر القبة، الذى يشهد حالة من الاستنفار الأمنى استعداداً لحفل التنصيب، بحضور كبار رجال الدولة وعدد من ممثلى القوى السياسية والأحزاب والمجتمع المدنى. ورجحت المصادر أن يمارس الرئيس عمله الرئاسى فى أغلب الأوقات من قصر القبة الرئاسى باعتباره أكثر تأميناً من قصر الاتحادية. وأفاد مصدر سيادى بأن الحرس الجمهورى استعد لاستقبال وتأمين المشير عبدالفتاح السيسى، واستقر على اختيار طاقم حراسة جديد، يضم لأول مرة ضباطاً من فرقتى (999 و777). وأوضح المصدر أن الحرس الجمهورى، بقيادة اللواء محمد زكى، سيتولى تأمين المحكمة الدستورية العليا، من الداخل والخارج، أثناء تأدية الرئيس اليمين الدستورية، كما تسلم منزل عائلة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتأمينه. وكشفت المصادر عن أن الرئيس سيراجع كل الاتفاقيات التى عُقدت فى عهد المعزول محمد مرسى، وقرارات العفو الرئاسية التى أصدرها، وسيطلق مبادرة للمّ شمل الشباب من القوى السياسية المختلفة. من جانبه أكد وزير الشئون الخارجية الفلسطينية،رياض المالكى أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس سيحضر مراسم تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسى. انتصار تاريخى من ناحية أخرى قال المستشار الإعلامى بالسفارة المصرية بأبوظبى شعيب عبد الفتاح فى تصريحات صحفية إن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة يؤكد أن دولة الامارات ماضية بعزم صادق وإرادة صلبة فى دعم مصر على المستويات كافة والوقوف إلى جانبها فى كل الظروف هو انتصار تاريخى لمعنى التضامن العربى الحقيقى واستمرار للموقف الإماراتى القوى والصادق فى أن تعود مصر إلى مكانتها الاقليمية وموضعها الدولى وأن يجتاز الشعب المصرى آلام محنته التى يعيشها فى مواجهة الارهاب وقوى الظلام ودعاة الفتنة والفرقة وأن ينهض الى آفاق رحيبة من التقدم والقوة والازدهار. وأوضح عبد الفتاح أن الشعب المصرى تلقى بفرح شديد وسعادة بالغة رسالة التهنئة التى بعث بها صاحب السمو رئيس الدولة إلى فخامة عبدالفتاح السيسى بمناسبة انتخابه رئيسا لجمهورية مصر العربية بعد فوزه بأغلبية أصوات الناخبين لأنها رسالة أثبتت أن هناك من الأشقاء العرب المخلصين الذين يقفون مع الشعب المصرى فى خندقه يزودون معه عن قوة مصر واستقرارها الأمر الذى اشاع لدى المصريين روح الاطمئنان والتفاؤل بمستقبل مصر وقدرتها على النهوض وامتلاك زمام أمرها ومستقبل أجيالها. وقال إن دولة الامارات كانت أول من بادر بالترحيب المطلق بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة إلى عقد مؤتمر أشقاء وأصدقاء مصر للمانحين، مشيرًا إلى أن هذا الموقف الإماراتى سيعطى قوة دفع متعددة التأثير وسيزيد من زخم فاعليته الايجابية على منظومة الاقتصاد المصرى ويختصر على الشعب المصرى الكثير من مراحل طريقه نحو البناء والتنمية. وأكد شعيب عبد الفتاح أن فرحة الشعب الإماراتى الكبيرة بنجاح مصر فى انجاز الاستحقاق الرئاسى 2014 وفوز المشير السيسى بالرئاسة هو مشهد من المشاهد النادرة فى مسيرة العلاقات بين الدول والشعوب وأن التاريخ سيقف أمامه كثيرا ليستخلص منه الدلالات السامية الرفيعة والمعانى الأخوية النبيلة التى يجب أن تحذو حذوها العلاقات العربية – العربية فى تاريخنا المعاصر. مؤتمر الأشقاء من جانبه اعتبر الملك عبدالله فوز السيسى، «يوما تاريخيا»، موجها الدعوة إلى «مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين»، لمساعدتها فى تجاوز الأزمة الاقتصادية. وقال الملك عبد الله فى برقية تهنئة، بعث بها إلى السيسى،: «نقول لكل الأشقاء والأصدقاء فى هذا العالم، إن مصر العروبة والإسلام أحوج ما تكون إلينا.. لتتمكن من الخروج من نفق المجهول»، محذرا من ترك مصر فى محنتها الحالية، قائلًا: «من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب، وهو قادر مقتدر.. فإنه لا مكان له غداً بيننا، إذا ما ألمت به المحن وأحاطت به الأزمات». وفى أول رد فعل على دعوة العاهل السعودي، رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة، بعقد مؤتمر أشقاء وأصدقاء مصر للمانحين، حيث أكد ولى عهد أبوظبى، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن توجيهات رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تؤيد وتدعم هذه المبادرة، مؤكدا أن الإمارات ستساهم بإرادة صادقة، فى كافة الجهود التى من شأنها «تمكين الأشقاء فى مصر من مواجهة مختلف التحديات، وبما يحقق لهم ما يصبون إليه من عز وكرامة وتطور ونماء». وأضاف ولى عهد أبوظبى: «الشعب المصرى قال كلمته وحسم خياره، وأعلن عن تأييده للبرنامج الذى قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسى، والذى يركز على العمل من أجل بناء مستقبل مصر، وحماية حقوق شعبها وصون أمنها واستقرارها». وفى مكالمة هاتفية، توجه العاهل الأردني، الملك عبد الله الثانى، بالتهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسى، وبالثقة التى أولاه إياها الشعب. وقال العاهل الأردنى، إن هذا الفوز يعكس ثقة الشعب المصرى بالرئيس المنتخب السيسى، وبقدرته على قيادة مصر نحو مرحلة جديدة من البناء والتنمية والتحديث، وتعزيز الأمن والاستقرار والوفاق الوطنى، واستعادة دور مصر القيادى والمحورى، على الصعيدين العربى والإقليمى. كما بعث الرئيس اليمنى، عبد ربه منصور هادي، برقية تهنئة إلى السيسى، معربا عن ثقته فى دعم القضايا الانتخابية، وتعزيز العلاقات بين مصر واليمن. وأعرب أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فى برقية تهنئة، عن ثقته فى قدرة السيسى على قيادة مصر نحو التقدم والازدهار. وأرسل العاهل المغربى برقية تهنئة، متمنيا تعزيز العلاقات بين البلدين، وأن تستعيد مصر دورها إقليميا ودوليا. وعبر برقية تهنئة، قال ملك البحرين: «نثق فى قدرة الرئيس المصرى المنتخب، على تحقيق الاستقرار والتقدم والازدهار». عهد جديد من جانبه قال د. على الدين هلال استاذ العلوم السياسية إن رسالة الملك عبد الله عبرت عن أن «الثقل السعودى اصبح فى صف مصر» وإن الصفحة الجديدة فى الحالة المصرية دعت الرياض للقول إن أى مساس بأمن مصر، يعد أولا مساسا بالإسلام، والعروبة، وبذات الوقت، مساسا بالمملكة العربية السعودية، وهو مبدأ لا يمكن قبول المساومة عليه، والنقاش حوله، تحت أى ظرف من الظروف. وأضاف «هنا تعبير عن إيمان ووعى بوضع الثقل السعودى فى خدمة مصر، وشعبها، الذى قال عنه الملك إنه وضع كل آماله وطموحاته وأحلامه فى عهدة «العهد الجديد»، ومن هذا المنطلق يجب الحرص على ذلك ، لا سيما وأنه عانى من فوضى خلاقة فيما مضى من وقت. وأشار إلى أن «تكاتف القلوب قبل الأكف»، دعوة أيضا رسمتها الرسالة الملكية للمصريين، وهى ذات معنى هو الآخر كبير. و مقرون بضرورة الإيقان بأن «ميزان» الحكم لا يستقيم إلا بضرب هامة الباطل بسيف عماده «العدل»، وصلابته «الحق»، ومن هنا جاءت الدعوة السعودية لفتح باب حوار «وطنى» مع كل الفئات التى لم تتلوث أيديها بسفك دماء الأبرياء، شريطة أن يكون ذلك الحوار مبنيا على هدف واحد «نبيل»، يسبقه «حسن فى النوايا». وأكد أن العمق الآخر فى الرسالة الملكية أيضا، وهو ما لا يقل أهمية عما سبق، الدعوة الصريحة للجميع، بالابتعاد والنأى بأنفسهم عن التدخل فى شؤون مصر الداخلية بأى شكل من الأشكال، هذا بحد ذاته أمر من الضرورى أخذه على محمل الجد، وتنفيذه «عمليا» لتجنب أخطاء وقع فيها البعض فى السابق، وتكرار الأخطاء تلك سيكون ثمنه باهظا هذه المرة. وأضاف «كون المملكة - وبتجلى قيادتها - تستشعر الفرح لشعب عانى الكثير من المصاعب، هذا إيمان تام بالعمق الكبير، الذى يقوم على وحدة الدين، والشعب، والمصالح، ومن هذا المنطلق، قالها الملك: «وطنى الثانى». فيما هنأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، المشير عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية المنتخب، بفوزه فى الانتخابات الرئاسية، معربا عن تمنياته أن تنعم مصر خلال الفترة المقبلة بالمزيد من الاستقرار والتقدم والرخاء. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة خلال اتصال هاتفى أن ملايين المصريين أعطوا ثقتهم للمشير السيسى خلال العملية الانتخابية فى لحظة فارقة من تاريخ مصر، لافتًا إلى أنه يتطلع لتعاون أكبر من الدولة المصرية، باعتبارها عضو هام ومؤثر فى الأممالمتحدة. وأوضح بان كى مون أن الرئيس السيسى يواجه مجموعة من القرارات الصعبة ، فى الفترة القادمة ، على رأسها استعادة الأمن ومواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار لأبناء الشعب المصرى. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة خلال الاتصال الهاتفى الرئيس السيسى لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المزمع انعقاده فى شهر سبتمبر من العام الجارى، متمنيا أن تجمعهم زيارة خلال أقرب وقت ممكن. من جانبه أعرب المشير عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية المنتخب عن سعادته البالغة بالتواصل مع الأمين العام للأمم المتحدة ، وأكد له أن ما يدور فى مصر خلال المرحلة الراهنة ، تأكيد حقيقى على إرادة المصريين نحو التغيير، وتطلعهم إلى بناء مستقبل أفضل لبلدهم. ودعا الرئيس السيسى إلى ضرورة مشاركة الأممالمتحدة بقوة فى مواجهة خريطة الإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط، التى باتت تمثل تهديدا حقيقيا لمستقبل مختلف دول المنطقة، من خلال أدوات فعالة، ووسائل أكثر تقدما. وأكد الرئيس المنتخب أن مصر حريصة على التعاون مع كافة الدول الشقيقة والصديقة، وتتعهد بتنفيذ التزاماتها الدولية، متمنيا أن تكون الأممالمتحدة داعما قويا لمصر فى مجالات تحسين الأمن والاقتصاد والثقافة، إلى جانب متابعة التطور السياسى والتحول الديمقراطى.