حكومة «الملفات الصعبة» (ملف خاص )    عبدالرحيم علي يهنئ الوزراء الجدد ونوابهم بثقة القيادة السياسية    سعر الفراخ البيضاء والبيض بالاسواق فى ختام الأسبوع الخميس 4 يوليو 2024    حركة تغيير في أجهزة المدن.. أول قرارات وزير الإسكان شريف الشربيني    هنية: حماس تعاملت بروح إيجابية مع فحوى المداولات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في غزة    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة عقربا وتداهم منازل في سبسطية    حزب الله يعلن قصف مقرين عسكريين إسرائيليين    وزراء خارجية روسيا والصين ومنغوليا يناقشون التعاون في المجالات الاقتصادية    عاجل.. كولر يرحب بانضمام ثنائي الأهلي إلى المنتخب الأولمبي بإستثناء هذا اللاعب    أول رد سمي من موردن سبوت بشأن انتقال «نجويم» ل الزمالك    ميدو: المنتخب الأولمبي «بيشحت» لاعبيه من الأندية    مدرب إسبانيا الأولمبي: سنستغل غياب صلاح.. ونحتاج لتقديم أداء جيد ضد مصر في الأولمبياد    نهال عنبر عن حالة توفيق عبد الحميد الصحية: مستقرة    حلم حياتي إن صوتي يطلع حلو وأتعلم العود.. أبرز تصريحات أحمد حلمي ببرنامج "بيت السعد"    "مين كبر ناو".. شيكو يحتفل بعيد ميلاده    3 أبراج تتوافق مع «الدلو» على الصعيد العاطفي    لميس حمدي مديرا لمستشفى طلخا المركزي    ملف رياضة مصراوي.. تعادل الزمالك.. قائمة الأهلي لمواجهة الداخلية.. وتصريحات وزير الرياضة    دويدار: الموسم الحالي الأسوأ في الكرة المصرية    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 4 - 7 - 2024    بالصور.. انهيار منزل في شبين الكوم بالمنوفية وسط قلق الأهالي    الكويت تعلن اعتقال مواطنين بتهمة الانضمام لتنظيم محظور    ماعت تتناول الفئات الأولى بالرعاية في ضوء المعايير الدولية والاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان    حدث ليلًا| موعد إجازة رأس السنة الهجرية وحالة طقس الخميس    وزير الري: نطالب بتطبيق مبادئ القانون الدولي للحصول على حصتنا من المياه    خبراء ل قصواء الخلالي: السير الذاتية لأغلبية الوزراء الجدد متميزة وأمر نفخر به    ميمي جمال تكشف حقيقة وجود جزء ثاني ل"العتاولة" وثالث ل "كامل العدد"    أفعال مستحبة في ليلة رأس السنة الهجرية    أمين الفتوى: لا ترموا كل ما يحدث لكم على السحر والحسد    أبرز مشروعات وزير البترول الجديد بالقطاع الحكومي.. تعرف عليها    نجم الزمالك السابق: هناك عناد من الأهلي وبيراميدز ضد المنتخب الأولمبي    إجراء تحليل مخدرات لسائق ميكروباص تسبب في سقوط 14 راكبا بترعة بالصف    انتهى الخلاف بطلقة.. تحقيقات موسعة في مصرع شاب إثر مشاجرة بالواحات    رئيس مجلس الوزراء يعلن موعد إجازة رأس السنة الهجرية    تكليف لميس حمدي مديرًا لمستشفى طلخا المركزي بالدقهلية    تونس وفرنسا تبحثان الآفاق الاستثمارية لقطاع صناعة مكونات السيارات    الجانى مجهول.. إصابة شخص ونجله بطلق ناري حي ببنى سويف    والدة شاب تعدى عليه بلطجي بالمرج تكشف تفاصيل الحادث    فحص نشاطها الإجرامي.. ليلة سقوط «وردة الوراق» ب كليو «آيس»    مصرع طفل غرقا داخل نهر النيل بقنا    الجمعية العربية للطيران المدني تزكي الكويت عضوا بمجلسها التنفيذي للمرة الثالثة على التوالي    عمرو خليل: اختيار الوزراء في الحكومة الجديدة على أساس الكفاءات والقدرة    أستاذ استثمار عن التغيير الوزاري: ليس كل من رحل عن منصبه مقصر أو سيئ    أول تصريح لمحافظ الأقصر الجديد: نعزم على حل المشكلات التى تواجه المواطنين    وزير الزراعة الجديد: سنستمكل ما حققته الدولة وسأعمل على عودة الإرشاد الزراعي    «مستقبل وطن»: تشكيل الحكومة الجديدة متناغم وقادر على إجادة التعامل مع التحديات    اتحاد الصناعات: وزارة الصناعة تحتاج لنوعية كامل الوزير.. واختياره قائم على الكفاءة    رئيس جامعة دمياط يشهد مناقشة رسالة دكتوراة بكلية الحقوق    هاني سعيد: بيراميدز لم يعترض على طلبات المنتخب الأولمبي.. وهذا موقفنا النهائي    بايدن: أنا زعيم الحزب الديمقراطي.. لا أحد يدفعني للرحيل    أدعية رأس السنة الهجرية.. يجعلها بداية الفرح ونهاية لكل همومك    وزيرا خارجية أمريكا وأوكرانيا يبحثان تعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا    وزير الخارجية الأرميني: مستعدون لتطبيع العلاقات بالكامل مع تركيا وفتح الحدود    أمين الفتوى: لا تبرروا كل ما يحدث لكم بشماعة السحر والحسد (فيديو)    إحالة طبيب وتمريض وحدتي رعاية أولية بشمال سيناء للتحقيق بسبب الغياب عن العمل    أهم تكليفات الرئيس لوزير الصحة خالد عبد الغفار.. الاستثمار في بناء الإنسان المصري    أستاذ حديث: إفشاء أسرار البيوت على الانترنت جريمة أخلاقية    تعيين عبلة الألفي نائبة لوزير الصحة والسكان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رؤوف مسعد والأسوانى وجها لوجه: اتهام قاس.. ودفاع جمعى
نشر في أكتوبر يوم 27 - 04 - 2014

منذ أن صدرت رواية «عمارة يعقوبيان» للكاتب والروائى والطبيب علاء الأسوانى فى العام 2002، ومثلت نقطة فارقة فى سوق القراءة والتلقى فى مصر والعالم العربى، وغيرت من خريطة توجهات النشر وآليات الاستقبال ورواج الكتب، تزامنا مع حزمة من التحولات والتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية، أصبح الأسوانى من مشاهير الكتاب واحتلت كتبه صدارة قوائم الكتب الأكثر مبيعا، وترجمت إلى أكثر من 30 لغة. لكن الأمر لم يخل من منغصات ومشكلات أمام الأسوانى وفريق آخر من الكتاب الشباب الذين حققت أعمالهم أرقاما خيالية فى التوزيع، فتصدى لهذه الظاهرة فريق آخر من الكتاب الذين هاجموا هذا الشكل من الكتابة، والترويج له، معتبرين أن هذا يحمل تهديدا حقيقيا ومؤشرا خطيرا على القيم الفنية والجمالية للأعمال الأدبية.
وكان من أبرز هؤلاء الكاتب والروائى المخضرم رؤوف مسعد الذى تصدى بعنف للأسوانى واشتبك معه غير مرة، فى مناسبات عديدة منذ العام 2004. وكان آخر هذه الاشتباكات ما كتبه مسعد فى جريدة الشرق الأوسط السعودية فى 5 أبريل 2014، تحت عنوان «الأسوانى ويوسا.. تداخل روايتين أم تأثيرات مباشرة؟»، فى صفحة كاملة، عرض فيها لما اعتبره «تشابهات» و«اقتباسات مباشرة وواضحة» من الأسوانى فى روايته الأخيرة «نادى السيارات» الصادرة عن دار الشروق 2013، عن رواية الأديب العالمى والكاتب الروائى البيروفى ماريو بارجاس يوسا «حفلة التيس»، وهو ما اندلع على إثرها معركة حامية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، و«تويتر»، وعلى الصفحات الشخصية لكتاب ومثقفين ونقاد، تدخلوا فى المعركة الدائرة بإبداء آرائهم أو تعليقاتهم وشهاداتهم، كل من وجهة نظره، ورؤيته للموضوع وانحيازاته الفنية أو الأخلاقية أو الشخصية تجاه هذا الطرف أو ذاك من أطراف المعركة الدائرة..
«أكتوبر» واجهت كلا من طرفى المعركة؛ رؤوف مسعد من جانب، وعلاء الأسوانى من جانب آخر، كما استطلعت آراء آخرين فى الخلاف الحاصل، وسجلت وجهة نظر كل طرف حسبما يرتأيه، فى هذا التحقيق الأدبى..
البداية كانت مع رؤوف مسعد الذى قال «الحقيقة دُهشت من كم ردود الأفعال، التى تجاوز بعضها بر مصر، تعليقا على مقالى الخاص بالتناص بين روايتى الأسوانى ويوسا. كذلك أحسست أن هناك كمية من «الغل السياسى» خاصة تجاه الأسوانى، وجَدَتْ فى مقالى فرصة لتجريحه سياسيا وشخصيا».
لكن البعض أكد أن لك موقفا معاديا من الأسوانى منذ زمن بعيد، وأن خصومتك له تعود بشكل أو بآخر إلى آرائه السياسية التى تخالفه فيها على طول الخط.. فما تعليقك على هذا؟ سألته..
فأجابنى مسعد: كنت قد قرأت تعليقا للصديق الصحفى محمد طعيمة فهمت منه أيضا أن هناك من يتصور أننى «مزقوق» لتصفية حسابات سياسية مع الأسوانى لموقفه من السيسى.
والحقيقة أننى لست من دراويش السيسى، كما أن وقتى المحدود نتيجة لطاقتى الذهنية والجسدية، لا يسمح لى إلا بمتابعات محدودة أدبية وسياسية، لأنى فى الوقت نفسه أشتغل أيضا على رواية جديدة. ولذا أعلن هنا أننى متحمس للسيسى باعتباره مرشح غالبية الشعب التى تعتقد أنه سيخلصها من السقوط فى كهف التاريخ. وآمل أنه نتيجة قدومه من جيش مصر يستطيع مع الشعب الدفاع ضد من يتربصون بمصر الرابضون المسلحون على حدودها الشرقية والغربية والجنوبية، إضافة طبعا لمحاولى النظام الغربى العالمى تفكيكها.
رؤوف مسعد تابع تفصيل رده قائلا «أقسم أنى لا أتابع كتابات الأسوانى السياسية أساسا لأنى لا أعتبره مؤثرا فى الرأى العام المصرى، واعتبر كتاباته السياسية هى «رد عتب» كما يقول أهل الشام على من يهتم بهم الأسوانى فى بلاد الخواجات؛ باعتباره مناضلا ضد «العسكر» وبالطبع سوف نجده غدا - طبقا لاتجاهات الريح الغربية - مؤيدا للسيسى والعسكر و «كده تسليك وكده توليع». وعلى فكرة ليس عندى هنا فى أمستردام دشا لكى أتابع القنوات المصرية التى لم أكن أتابعها إلا لماما وأنا فى مصر بعد أن «لمت» المديكور والسخفاء السياسيين.
واختتم مسعد قوله «لا أجد تفسيرا - علميا أو نفسيا - عن حجم ردود الأفعال بمواجهة الأسوانى، إلا رؤيتى الناتجة عن اهتمامى الحقيقى والمحدود باليوجا وبعلم النفس وهى أن ثمة شخصيات تستطيع دون بذل أى مجهود أن تنتج كراهية لها من الآخرين نتيجة تصرفاتها السوقية ونتيجة عنطزة كذابة ونتيجة تفاهة متأصلة».
** لكن البعض يرى أنك وجهت اتهامات قاسية للأسوانى بالسرقة والاقتباس والنقل المباشر عن نص روائى آخر لأديب عالمى.. ما حيثيات هذا الاتهام ودوافعه لديك؟ وجهت سؤالى لمسعد صاحب «بيضة النعامة» رد قائلا: حسب كلام الغلاف الأخير لرواية علاء الأسوانى «نادى السيارات»، جاء فيها «يصطحبنا علاء الأسوانى إلى مصر الأربعينيات من القرن الماضي، إلى مجتمع بدأ تذمره يعلو ضد سلطة تعبث، وبدأ يدرك على استحياء أن له حقوقًا طال صمته عنها، وما بين ملك منغمس فى لذاته الخاصة وكبير للخدم يتصرف كملك فوق الخدم، ومحتل إنجليزى لا ينفك ينظر إلى المصريين نظرة احتقار»، إذن من كتب هذا الكلام على ظهر الغلاف يخبرنا أننا أمام نص عن مصر الأربعينيات، بما يعنى أنها رواية تؤرخ لمرحلة من أربعينيات القرن الماضى من تاريخ «المجتمع «المصري»، ويقدم تحليلا نصيا للرواية بأن الكاتب عقد «مقارنات بين المصريين حينها والمصريين الآن».
أما رواية «حفلة التيس» للروائى البيروفى الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب، فهى عن اغتيال ديكتاتور فى الدومينيكان تروى من خلال فلاش باك، استرجاعا، لفتاة (أوروا) جرى تهريبها وهى فى الرابعة عشرة من العمر من الدومينيكان خوفا أن يقتلها الديكتاتور بعد أن فشل جنسيا معها، النص، 439 صفحة من القطع الكبير، مليء بالتفاصيل المتقاطعة عن تصرفات الديكتاتور وعن حياة الشعب هناك، ارتباطًا بعودة أورانيا بعد أكثر من ثلاثين سنة إلى موطنها.. وبعد اغتيال الديكتاتور أيضا.
وتابع مسعد قائلا: النص الروائى «نادى السيارات» للأسوانى يتعامل مع إسقاطات اجتماعية/ سياسية فى حين أن «حفلة التيس» تتعامل - مع السياسة - مباشرة دون إسقاطات. الالتباس التناصى هنا يجعل - الأسوانى - ينساق كثيرا مع «حفلة التيس» حتى يصل إلى ذات النتيجة التى وصلت إليها الرواية العالمية فى منطقيتها ومكانها وزمانها: أى الاغتيال، فالاغتيال فى «نادى السيارات» ليس له من مبرر سوى أن الكاتب أراد أن يقدم «حكمته» الأخيرة للقارئ.
كما خلق الأسوانى شخصية «الكوو» كمعادل موضوعى للديكتاتور اللاتينى حتى يصل به إلى نهاية الديكتاتور نفسها؛ أى الاغتيال، لكن من دون منطق زمانى أو مكاني، لوجود اختلاف أساسى فى «تركيب فضاء» الروايتين، فالاغتيال للساسة والحكام فى مصر نادر التحقيق العملى إلا فى مرات قلائل.
غلاف «التيس» يقدم تلخيصًا مركزًا عن «أحداث الرواية» محددًا مهامها بأنها «تأريخ» لتطور أحداث أدى إلى «كمين نصبته جماعة فى الثلاثين من مايو 1961 تمكنت من قتل رجل الدومينيكان القوى، الزعيم والرئيس الموقر والمنعم إلى الوطن فخامة الجنرال يسمى الدكتور رفائيل تروخيو مولينا». فى «نادى السيارات» يريد الكاتب أن «يلخص» لنا ما يطلق عليه «المجتمع المصري» فى مكانين محددين: نادى السيارات الملكي، وأحياء سكنية شعبية داخل القاهرة.
ويتابع مسعد قائلا: يجعل الأسوانى النادى «خلاصة» ما يُطلق عليه «المجتمع المصرى»، فيقدم لنا الاحتلال الإنجليزى فى شخصيات بريطانية؛ كمدير للنادي، وجنرال يستجوب الساقى عن كيفية عمل الكوكتيل، وزيارة الملك فاروق للنادى لكى يلعب القمار، أى المثلث التقليدى من المحتل والحاكم والسلطة الحاكمة باعتبار أن النادى هو «المجتمع» إياه، يقاوم النادى «عبث السلطة وفسادها وانغماس الملك فى لذاته الخاصة واحتقار المحتل الإنجليزي».. بالعمل من خلال خلية سرية سياسية يعمل بعض أفرادها فى النادى يترصدون للملك ليصوروه مقامرا واضعا طرطورا على رأسه.. وبالطبع توجد خلية سياسية فى «التيس» هى التى قامت بتنفيذ الاغتيال.
هكذا عرض مسعد لحيثيات رأيه فى علاء الأسوانى وروايته الأخيرة «نادى السيارات»، تاركا الباب مفتوحا أمام القارئ والمتابع كى يصل إلى ما أضمره بين السطور وواراه خلف المقارنات التفصيلية التى يرى أنها كافية وماثلة أمام عين المطالع ليحكم إن كان الأسوانى «سارقا» أم لا؟!
على الطرف الآخر، ومن جانب علاء الأسوانى ذاته، الذى رفض مرارا وتكرارا الرد بشكل مباشر على اتهامات مسعد فى أكثر من مناسبة، عرض لى الأسوانى رأيه تفصيليا وبشكل واضح وحاسم ردا على تساؤلاتى التى وجهتها له فى لقائنا الأخير بالمعهد الفرنسى بالقاهرة، بمناسبة صدور الترجمة الفرنسية من «نادى السيارات»..
بداية استهل الكاتب والروائى والمعارض السياسى الشرس، علاء الأسوانى رده قائلا: إن هذا الكلام لا يستحق مجرد الالتفات إليه، ولا الانزلاق أو الوقوع فى الفخ الذى يريده صاحب الاتهام وهو البحث عن شهرة يفتقدها أو نجاح لم ينله، خصوصا أن الجميع يتابع الانتقادات والإساءات التى يوجهها لى هذا الشخص منذ العام 2004، ويقرأون ما تحمله من بذاءات وافتراءات وآراء متضاربة وغير منطقية بل متناقضة أيضا.
صاحب «نادى السيارات» قال: إن كل من قرأ الرواية يعلم أنها لا علاقة لها برواية يوسا، ولن يفهم هذا أو يتأكد منه إلا من قرأ الروايتين معا، وعموما أنا تعودت على مثل هذه الحملات المسمومة والهجمات الشرسة التى تشن كل فترة بسبب مواقفى السياسية ويستغل فيها كل ما يمكن حشده فى ذلك، وعلى رأسهم الكتاب وأصحاب الأقلام المدفوعون من أمن الدولة للهجوم على وتشويه صورتى بأى شكل.
وتابع الأسواني: إن الكاتب الذى اتهمنى بالسرقة والاقتباس والنقل المباشر، رؤوف مسعد، مواقفه منى معروفة، والجميع يعلم ما سبق أن ردده عنى عقب صدور رواية «عمارة يعقوبيان»، حينما أثار قضية الشواذ والشذوذ، فقد اتهم مسعد مترجم يعقوبيان بالشذوذ ولذا ترجمها (هكذا!) لأنها رواية تدافع عن الشذوذ، متهمنى بأننى أدافع عن الشواذ وأروج لهم.. إلخ ما قاله فى ذلك الوقت.
وقال الأسوانى إن مسعد عاد ليناقض نفسه، واتهم الرواية بمغازلة العقلية العربية التى تقف موقفا حازما من الشذوذ والشواذ ولذا قام مؤلفها بقتل البطل الشاذ، وقال حينها إن الأسوانى قد قتل فى روايته البطل الشاذ جنسياً طلباً لرضا الأرض والسماء!! مصرحا بأنه سيبلغ الاتحاد الأوروبى عن ناشر الرواية التى تحارب الشذوذ!! هذا هو رؤوف مسعد، وهذه هى آراؤه ومواقفه المتناقضة، ومن وقتها قررت ألا أنشغل بالرد عليه أو إهدار الوقت فيما لا يستحق.
الأسوانى أضاف قائلا: كما ذكرت فى أكثر من مناسبة سابقة، إن مثل هذه الاتهامات التى تكال والأخبار المسمومة لن تجدها فى أى بلد ديمقراطي، لكنها فى مصر تستعمل دائما لتشويه كل من يعارض النظام. فإذا كنت معارضا للنظام، فستفاجأ ذات صباح بموضوع فى جريدة ما يحمل تشنيعا عليك أو اتهاما مشينا، وهو ما تقابله بالتجاهل وعدم الاكتراث، لكنك ستفاجأ أيضا بعدها باتصالات عديدة، من صحفيين كثر، يسألونك عن التعليق على ما كتبه أحدهم عنك، هنا لو أنا رفضت التعليق فسيكتب بعضهم أننى رفضت الحديث والإدلاء بتصريحات للجريدة الفلانية، ولو أننى نفيت فسيكتب بعضهم أن الأسوانى يرفض الاتهام وينكر التهمة! لأصبح فعلا «متهما» وهذا ما لا أقبله ولا أسمح لنفسى بالتورط فيه وحتى لا يصل المغرضون إلى هدفهم بالشوشرة وارتباط الحدث أو الرواية باتهامهم الكاذب.
علاء الأسوانى أحالنى أيضا إلى ما سبق وكتبه الروائى والقاص حمدى عبد الرحيم عن جذور العداء الذى يكنه رؤوف مسعد له، حيث حاورت جريدة «أخبار الأدب» علاء الأسوانى قبل عدة سنوات، وكشف الأسوانى فى هذا الحوار عن حقيقة خلافه مع المترجم الفرنسى «ريشار جاكمون»، حينما قال إنه قدّم إلى جاكمون روايته القصيرة «أوراق عصام عبد العاطى» التى تدور حول شخص مضطرب نفسياً يهاجم الثقافة العربية وينتهى به الأمر نزيلاً فى أحد مستشفيات الطب النفسى. فأثنى جاكمون على الرواية وعلى كاتبها وقال إنه سيترجمها فيما لو تم تغيير نهايتها!!
رفض الأسوانى تغيير نهاية روايته؛ لأن تغيير النهاية سيعنى أن البطل «عاقل» وأن ما يقوله هو عين الصواب. من يومها وجاكمون يعادى الأسوانى الذى فضحه فى قاعة جامعة السربون أمام حشد من الكتاب والأساتذة الفرنسيين. وعلق الأسوانى على هذه القصة بقوله: «أنا لا أعتبر جاكمون ناقدا أدبيا. لكنه شخص جاء إلى مصر بتكليف سياسى وبناء على هذه التكليفات كان يقرر مهامه الأدبية».
وفى الحوار ذاته قال الأسوانى رداً على سؤال من المحرر الذى حاوره عن أمراض الثقافة المصرية: «نتيجة لسياسة وزارة الثقافة المصرية نشأ نوع نادر من المثقفين. المثقف الذى يناضل فى قضايا الأدب ولا يناضل فى قضايا الواقع».. وختم إجابته بقوله: «المثقف الذى يسكت عن حق الناس خائن».
قال مسعد: «إن الأسوانى يحرض على القتل»!! فعدت لقراءة الحوار فلم أجد أياً من مشتقات الفعل «قتل» فمن أين جاء مسعد بالقتل؟.. ثم لم أجد ذكراً لمسعد فى الحوار فلماذا هو ثائر؟
ويختتم عبد الرحيم تعليقه على الواقعة قائلا «الأستاذ مسعد بارع فى التأويل وقد بنى قضيته هكذا الأسوانى قال إن جاكمون اهتم برواية الصقار لأنّها تطاولت على القرآن.. والمتطاول على القرآن قد يُقتل. إذن الأسوانى يحرض على قتل كاتب الصقار ومترجمها!!»
ويبقى أن من أفضل ما كتب تعليقا على هذه المعركة العنيفة ما قاله الناشر والناشط المعروف محمد هاشم: أتابع «من بعيد» للآن، الهجوم الشنيع على علاء الأسوانى واكتشاف رهط كبير دفعة واحدة إنه حرامى روايات «مش فاهم إزاى»، بعض الأصدقاء داخل فى الخناقة عميانى، ونازل تلويش وشتيمة احتياطى.
والسؤال الآن: هل للهجوم علاقة بموقف الأسوانى من ترشح السيسى، وما تردد عن إعلانه دعم صباحى؟ لا أملك معلومات، تنفى وتؤكد الشائعات، أيا كان الأمر، أناشد بعض الأطراف عدم خلط أبو قرش على أبو قرشين، لكون الخلط ضارا أدبياً وسياسيا، ومن لديه معلومات يساعدنى على فهم «حرب داحس والغبراء» التى يتعرض لها وسط صمت مريب من أطراف عديدة.
ونحن معه ننتظر إجابة عن السؤال!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.