على عكس الحكومات الخمس السابقة التى تشكلت بعد ثورة يناير، جاءت الحكومة الحالية برئاسة المهندس إبراهيم محلب لتزيد من إيقاع العمل الحكومى ورغم أن عمرها شهر إلا أنها أنجزت عدة أمور منها رفع معاش الضمان ووضع حلول لعمال الغزل والنسيج، وتتبنى الحكومة الحالية منهجًا جديدًا وهو اقتحام المشكلات بجرأة وصناعة الأمل لدى المواطن. بدأ محلب بعدد من الإجراءات أولها منع الكميات الهائلة من الهدايا والتى وجدها عقب توليه رئاسة مجلس الوزراء وقد أمر أعضاء مكتبه بعدم قبول أيه هدايا عينية يتم إرسالها إلى رئيس مجلس الوزراء، وإعادة تلك الهدايا مع الشكر إلى الجهة أو الشخص المرسلة منه. كما طلب محلب من المسئولين ورجال الأعمال والشخصيات العامة عدم نشر إعلانات تهنئة فى الصحف أو أية وسيلة إعلامية، مناشداً إياهم التبرع بقيمة تلك الإعلانات لصالح أية أعمال خيرية أو مؤسسات علاجية أو دور أيتام، أو غيرها من أعمال الخير التى تسهم فى تنمية المجتمع، مع موافاة مجلس الوزراء بإيصال التبرع لتلك الجهة. عقب ذلك وجه المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء المكلف، بمنع تداول مياه الشرب المعدنية داخل مقر رئاسة مجلس الوزراء بما فى ذلك المياه المقدمة له شخصياً واستخدام مياه الشرب العادية، مؤكداً أن هذه الخطوة تأتى من منطلق حرصه على ترشيد النفقات ومشاركة المواطنين البسطاء فى أسلوب حياتهم، وكذلك لثقته البالغة فى جودة المياه العادية والتحاليل التى تجرى عليها للتأكد من ملاءمتها من الناحية الصحية للاستخدام من قبل المواطنين. كما أصدر قراراً بإلغاء موكب رئيس مجلس الوزراء أثناء التحركات والاكتفاء بسيارة واحدة، مشيراً إلى أنه لا يخشى إلا الله وأنه على ثقة فى الأمن المصرى وإدراك تام لضرورة العمل على استعادة ثقة المواطن وبدأ محلب بزيارات مفاجئة لاكتشاف المشاكل حيث قام بزيارة مفاجئة إلى مستشفى أم المصريين، واطمأن على أوضاع المستشفى من حيث انتظام عمل الأطباء به وتوفير الرعاية الطبية اللازمة للمرضى، وتوافر الأجهزة والمستلزمات الطبية بالمستشفى وخلال الزيارة، تفقد أقسام المستشفى المختلفة وزار عدداً من المرضى واستمع إلى آرائهم حول ما يتلقونه من رعاية صحية فى الوقت الراهن وما يأملون فيه فى المستقبل، وأكد محلب لهم أن النهوض بالمنظومة الصحية يأتى على رأس أولويات حكومته، معتبراً أن صحة المجتمع هى أساس قدرته على البناء والتنمية التى تحتاجها مصر فى هذه المرحلة المهمة، مؤكداً أن حكومته ستبذل قصارى جهدها لتوفير الدعم اللازم للمستشفيات بكل أشكاله بما يساعدها على تقديم الرعاية الطبية التى يستحقها المواطن المصرى. وعلى جانب آخر، التقى محلب بعدد من الأطباء وطاقم التمريض والعمال بالمستشفى، حيث استمع لأهم مطالبهم، مؤكداً أن الدولة تدرس كافة المطالب المشروعة لكل فئات المجتمع. بعد ذلك قام رئيس الوزراء بزيارة مفاجئة إلى قسم شرطة السلام حيث اطمأن على الأحوال الأمنية وأمر بصرف مكافأة لضابط شرطة كان يقوم بالتحقيق مع أحد المتهمين وذلك تشيجعا منه على العمل ثم قام بزيارة أخرى لمنطقة وسط البلد للاطمئنان على حالة المرور ثم على كمائن الشرطة لضبط الحالة الأمنية. وكل هذه الزيارت تأتى فى أوقات قد تكون متأخرة أو صباحا وأخيرًا ذهب إلى عمال غزل المحلة وجلس معهم ولم يرتد الملابس الرسمية، وكذلك الوزراء الذين كانوا بمرافقته كانوا يرتدون ملابس الكاجوال ويتناولون الفول والطعمية فى إفطارهم. وخلال جولته، زار المهندس محلب مصنع شركة مصر للغزل والنسيج وتفقد كافة أرجاء المصنع بما فى ذلك الآلات والمخازن وكذلك مستشفى المصنع، كما التقى بعدد كبير من العمال واستمع إلى مطالبهم واحتياجاتهم والتى تتلخص معظمها فى توفير القطن والمواد الخام بأسعار مناسبة، وتواجد مجلس إدارة منتخب، وإعادة هيكلة أجور العاملين بقطاع الغزل والنسيج، وحث قطاع التأمينات والمعاشات على دراسة رفع مكافأة المعاش إلى شهرين عن كل سنة خدمة بدلاً من شهر حاليا، وتحديد موعد ثابت لصرف الأرباح السنوية للعاملين، وتعيين نسبة من أبناء العاملين كل عام لسد العجز فى العمالة الموجودة، وكذا دعم مرفق النقل العام فى مدينة المحلة، ورفع كفاءة مستشفى الشركة. وأكد رئيس الوزراء أثناء لقائه بالعمال أن زيارته جاءت كنقطة انطلاق لإصلاح الهيكل المالى والاقتصادى لمختلف المؤسسات المهمة فى مصر، بالإضافة إلى إدارة أصول قطاع الأعمال العام فى مصر بطريقة رشيدة، مشدداً على عدم وجود أية نية لبيع شركات القطاع العام. وحث رئيس الوزراء العمال على بذل العرق والعمل والإنتاج، مؤكداً لهم أن هذا الوطن لن يبنى إلا بسواعدهم بوصفهم أهم العناصر فى عجلة الإنتاج والبناء والتنمية. وشدد رئيس الوزراء على أن حكومته ليست منفصلة عن هؤلاء العمال بل تقف إلى جانبهم كتفاً بكتف لتحقيق حلم شعب مصر العظيم فى تجاوز هذه المرحلة الدقيقة وبناء مصر قوية ومستقرة سياسيًا واقتصاديًا. وفى ختام اللقاء، أصدر المهندس إبراهيم محلب مجموعة من القرارات تتمثل فى توفير القطن والمواد الخام اللازمة، وهو ما تم بالفعل، وصرف المستحقات المتأخرة للعمال فى أقرب فرصة، وحل موضوع التأمينات والمعاشات مع وزيرة التضامن الاجتماعى، كما وعد أنه سيتم، خلال ثلاثة أشهر، إيجاد حلول لمشكلات قطاع الغزل والنسيج فى مصر. ولم يترك المهندس إبراهيم محلب هذه القرارات هباء بل تم تشكيل لجان وزاريه للحل الفورى ويقوم سيادته بالمتابعه يوميا فهو يطلب تقارير يومية من الوزراء عما تم فعله فى وزاراتهم بالإضافة إلى مطالبتهم بالنزول إلى الشارع وحل مشاكل المواطنين. وأخيرًا قام محلب بزيارة إلى مجمع التعليم التكنولوجى المتكامل بمنطقة الأميرية، وأبدى رئيس الوزراء عدداً من الملاحظات على مستوى تلك المنشآت والتى لا تتناسب مع أهمية وحيوية الدور الذى يلعبه التعليم الفنى فى تأهيل العمالة الماهرة التى هى قاطرة التنمية فى هذا الوطن، وأعرب محلب عن عدم رضائه عن المستوى الحالى لها، كما استمع رئيس الوزراء إلى شكاوى عدد من الطلبة والعاملين، ومن ثم وجه محلب بتشكيل لجنة عاجلة من وزارتى التربية والتعليم، والتعليم العالى، لعرض تقرير فورى حول المشكلات التى يعانى منها المجمع ومقترحات وسبل حلها.
