«بأفكارهن المشاغبة وريشتهن الرشيقة قامت مجموعة من فنانات الكاريكاتير بعمل معرض كاريكاتير «النص الحلو» والذى اقتصر على العنصر النسائى دون غيره ليعبر عن مشاكل المرأة بجرأة وصراحة وصدق، المعرض أقيم بساقية الصاوى بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمى للمرأة وافتتحته الكاتبة الكبيرة «سناء البيسى» وفنان الكاريكاتير القدير «جمعة» ومؤرخ الكاريكاتير المصرى «أحمد عبد النعيم» وعدد من كبار الفنانين وخلال افتتاح المعرض تم الإعلان عن إطلاق رابطة رسَّامات الكاريكاتير المصرية.. وحول هذه التجربة آثرنا أن تقتصر أسئلتنا على أصحابها فقط من «النص حلو». الفنانة هويدا إبراهيم منسقة المعرض وإحدى الفنانات المشاركات تقول: الفكرة جاءتنى من خلال حبى لفن الكاريكاتير ومعرفتى بكل فنانات الكاريكاتير فى مصر، ففكرت فى تجميعهن فى معرض واحد وشاركتنى الفكرة الفنانة داليا مختار التى قدمت ورشة لتعليم فن الكاريكاتير بالأوبرا حضرها الكثير من الفنانات واكتشفت الكثير منهن لأول مرة خلال الورشة فقمنا بالتحضير للمعرض واخترنا المكان والميعاد بصعوبة ليتزامن مع الاحتفال باليوم العالمى للمرأة, ثم جاء اختيارنا لاسم المعرض «النص الحلو» ونقصد به أن المرأة هى النص الحلو فى أى مجتمع ولا نقصد به العنصرية على الإطلاق ولكن كان هدفى هو إثبات وجود المرأة فى فن الكاريكاتير حيث شاركت فنانات من أجيال مختلفة, بعضهن محترفات وشابات وأصغرهن فاطمة عليوة فنانة بالصف الثالث الإبتدائى لكى نشجعها على الاستمرار ومواصلة ما بدأناه فى المستقبل. وعن رابطة رسامات الكاريكاتير المصرية قالت هويدا: عندما عرضنا فكرة المعرض على الفنان الكبير أحمد طوغان اقترح علينا إنشاء الرابطة من خلال المعرض وبعد أن سعينا فى تحقيق ذلك اكتشفنا أن إيران هى الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى لديها رابطة لرسامات الكاريكاتير تضم حوالى ثلاثين رسامة فأصررنا على إطلاق الرابطة فى يوم الافتتاح وهى بداية لأفكار ومشاريع مستقبلية سوف تتوالى إن شاء الله قريبا وهدفها هو تقديم الدعم الفنى والمعنوى للفنانات من خلال إقامة معارض لهن ثم التفكير فى عمل مطبوعة لاستيعاب أعمالهن، لأنهن يجدن صعوبة بالغة فى نشر أعمالهن بالصحف العادية حيث إن فن الكاريكاتير أساسا مضطهد فى الصحافة المصرية بالنسبة للفنانين الرجال ويزداد الأمر سوءا مع الفنانات, لذلك جاء المعرض كخطوة أولى لكى تعبر من خلاله كل فنانة عن نفسها وعن بيئتها ووضعها داخل المجتمع بصدق وصراحة, وقد اتفقت معنا إدارة الساقية على إقامة المعرض بشكل ثابت سنويا فى نفس الميعاد تقديرًا للمرأة المصرية خاصة وللمرأة فى كل مكان. الاضطهاد أما الفنانة بسمة حسين فتقول عن مشاركتها فى المعرض: جاءنى اتصال من الفنانة هويدا منسقة المعرض وأخبرتنى عن الفكرة فأعجبتنى بشدة لأننى من أنصار المرأة ومهتمة بشئونها جدا لأن اهتمامنا بالمرأة نابع من مخاطبة جانب واقعى فى حياتنا، وعلينا أن نعترف بأن المرأة المصرية بالأخص والعربية بشكل عام بمختلف أعمارها ممارس عليها الاضطهاد بنسبة كبيرة سواء كان ذلك بشكل مباشر أم غير مباشر, فقد عرفت ذلك من خلال رسالة الماجستير الخاصة بى والتى كانت تبحث فى «رمزية المرأة فى فن التصوير قديما وحديثا» ودلالة المرأة فى الفن الذى يوضح التاريخ, ذلك التاريخ الذى بدأ بعناية شديدة بالمرأة وصلت إلى حد التقديس وإقامة الطقوس والشعائر لإرضائها فى بعض العصور وقبولها كزعيمة أو قائدة أو ملكة واعتبارها نبع الحياة وكل شىء يدار تحت رعايتها فى عصور أخرى، لكن هذه الرؤية انحدرت بشكل كبير وتعرضت المرأة لظلم شديد إلى أن جاء الإسلام فأنصفها وعمل إن يعدل الناس عن ذلك, لكن ومع الأسف بمرور الزمن تم تشويه حقائق دينية موجودة فى الدين الإسلامى حتى لا تأخذ المرأة حقها كما كتبه الله لها ومن ثم تم الرجوع بنا لنقطة الصفر من خلال صنع أفكار وآراء كاذبة عن المرأة يصدقها الكثيرون. رمز الشكر وأضافت بسمة: بالنسبة ليوم المرأة العالمى أعتبره رمزًا للشكر والتقدير والامتنان لهذا المخلوق الذى كرمه الخالق وتذكير العالم برمز العطاء، وأيضا تسليط الضوء الكافى على مشاكلها ومعاناتها كل عام، فهذا اليوم يمثل بالنسبة لى جرس الإنذار الذى ينبه كل العالم على ما وصلت إليه المرأة. مواهب أنثوية وفى نفس السياق قالت الفنانة فاطمة حسن إحدى الفنانات المشاركات بالمعرض: أولا فكرة المعرض كانت للفنانة هويدا بالتعاون مع داليا مختار فى التنسيق للمعرض وإيجاد مكان له وتم اختيار الاسم (النص الحلو) لأنه يقتصر على البنات والسيدات فقط حيث إن الكاريكاتير دائما كان يقتصر على الرجل فقط ثم بدأ ينتشر الكاريكاتير النسائى وخصوصا بعد الثورة ولأن المرأة لم تأخذ حقها فى النشر والصحف والمجلات مثل الرجل جاءت من هنا فكرة المعرض النسائى لنثبت للمجتمع أننا أيضا لدينا مواهب ساخرة ونستطيع أن نقول رأينا من خلال الكاريكاتير، وقد شاركت ببعض أعمال فيها نوع من السخرية والفكاهة من وجهة نظرى وأقرب لوحة أحبها فى المعرض هى الزوجة التى تضرب زوجها لأننى أشعر فيها بكوميديا أكثر حيث ينعكس فيها الوضع وتنقلب الأدوار من أجل إبراز سلبيات بعض الرجل الذين يمارسون العنف ضد زوجاتهم. واستكملت فاطمة حديثها قائلة: لم يكن اختيارنا لليوم العالمى للاحتفال بالمرأة مصادفة بل كان مرتبا له وذلك لكى يلفت الأنظار إلى القضية التى تبناها المعرض والتى عبّرت عنها أنامل الفنانات المشاركات من خلال لوحاتهن الكاريكاتورية، ونتمنى فى المستقبل أن يكون هناك مطبوعة صغيرة ننشر فيها أعمالنا باستمرار.