ردا على سؤال حول هواياته الشخصية أجاب الرئيس عدلى منصور عن سؤال رئيس تحرير الأهرام: أنا محب للقراءة، فضلا عن أننى أمارس رياضة المشى وأحب الموسيقى وتحديدًا الموسيقى العربية فأنا مستمع جيد لعبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش. عادى أن يحب الرئيس الاستماع إلى صوتى عبد الوهاب وأم كلثوم أما غير العادى فهو حبه لفريد الأطرش، فهذا الفنان العظيم من النادر أن ينصفه أحد فأجهزة الإعلام تتجاهل أغانيه ولا تحتفل به، وبعض الإعلاميين بينهم وبينه تار بايت، واحد قال إنه «أهبل» وثانى قال «الناس بتحبه عشام أخته ماتت» أما وريثه فقد ساهم فى ظلمه ولا دور له فى حماية تراثه فأصبح من الصعب الحصول على تسجيلات لأغانيه. وفى المرة التى عثرت فيها على «سى.دى» عليها صورته فوجئت بأن المسجل عليها هو مجرد مقاطع فقط من بعض أغانيه!!. فى القاهرة بيعت منذ أشهر آخر ممتلكات فريد الأطرش وهى الشقة التى كان يسكنها فى شارع النيل بالدقى. وقال لى الأستاذ محمد ذكى أكبر المدافعين عن فريد والمجاهد فى سبيله مع الإعلام والإعلاميين المتناسين لهذا الفنان العملاق صاحب الجماهيرية الواسعة فى العالم العربى كله. إن ثمن الشقة بلغ 5 ملايين جنيه أضيفت إلى رصيد وريث فريد فى البنوك وكان قد ورث السعد والهنا كله بعد وفاة عمه عام 1974، خد عندك 70 ألف جنيه مجموعة من الساعات والمسابح الذهبية، وأزرار قمصان من الماس وخواتم ذهبية مرصعه بالماس، وعدد 12من السجاد الشيرازى وسيارة «كريزلر» وأخرى «باكار» وشقة بالزمالك وحصة فى منزل والدته علياء المنذر فى حى المعصرة، وشقة بعمارة الكويتيين بحى رشدى الإسكندرية و130 ألف فرنك فرنسى فى بنك «سوستيه جنرال» ببارس ومكان سكنه فى بيروت وسيارة وملهى ومطعم بحى الروشة بالإضافة إلى حق الأداء العلنى الذى تصرفه الجمعية المتخصصة مرتين فى العام وهو مبلغ كبير وكان فريد الأطرش يوصف بأنه صاحب 5 عزب هى أغنياته العاطفية «الربيع - أول همسة - حبيب العمر - حكاية غرامى - بنادى عليك» وقدر مبلغا سنويا يعادل دخل 5 عزب. كل هذا حلال على الوريث لكنه يجب عليه أن يسعى لرفع الظلم عن الذى ورثه كل هذه الخيرات والذى تخطت ألحانه الحدود العربية مع تمسكه بشرقيتها وطابعها العربى الأصيل، ولما تعرضت مقبرة فريد وأسمهان لتلف تجاهل الوريث دعوته لصيانتها ولم يتحرك إلا عندما كتبت مقالا بعنوان قاسى هو «تبرعوا من أجل سمو الأمير». لم يكن ميراث فريد الأطرش مادة فقط فقد ترك ثروة غنائية وموسيقية عظيمة وسيرة حميدة وكان ملقبا بين معارفه بالكريم فهو أول من قرر صرف أجر للعازفين عن البروفات التى تتم قبل التسجيل أو الحفلات، وتخفيفًا عليهم قرر أن تكون البروفات فى منزله وليس فى قاعات معهد الموسيقى العربية كما كان متبعا ليخفف عليهم عبء المشوار وأجرة المواصلات، وفى أثناء وجودهم كان يعطى الحق لكل منهم أن يطلب من الطباخين ما يريد من طعام أو شراب. حكى لى صديق كان عازفا فى فرقة فريد أن المطرب الكبير محمد عبد المطلب كان متفقًا على إحياء ليلة فى منزل أحد الأثرياء، وذهب ليفاجأ بوجود فريد بين المدعوين ولما غنى «طلب» جلس فريد على الأرض هائما مستمتعا بمواويل «أبو نور» فلما جاء موعد العشاء أمسك صاحب المنزل بيد فريد ليدخله إلى «السفرة» واستشعر فريد بأن طلب وفرقته غير معزومين على العشاء فوقف على باب «السفرة» وقال لمضيفه: هؤلاء يدخلون قبلى وإلا فلن أدخل. لم يكن المستشار عدلى منصور هو أول رئيس مصرى يقبل على الاستماع لفن الأطرش، لكن الأكثر تقديرًا، ذلك أن فريد قد غادر عالمنا منذ ما يقرب من 40 سنة وهى فترة طويلة لكنها لم تقلل من حبه لفنه فيضع اسمه إلى جوار اسمى محمد عبد الوهاب وأم كلثوم. وكان فريد الأطرش تربطه علاقة خاصة مع الزعيم جمال عبد الناصر، وقد غنى فريد 31 أغنية وطنية لمصر وثورة يوليو وإنجازاتها، وفى عام 1955 أصيب فريد بوعكة صحية منعته من حضور حفل افتتاح عرض فيلمه «أهل الهوى» فأرسل خطابا إلى عبد الناصر يستسمحه فى حضور العرض بدلا منه واستجاب عبد الناصر واصطحب معه أعضاء مجلس قيادة الثورة، وحضروا العرض فى دار سينما ديانا ثم توجهوا لمنزل فريد لزيارته والاطمئنان على صحته ورد فريد على هذه الزيارة الميمونه بالتبرع بإيراد أسبوع من فيلمه لصالح المجهود الحربى. أما الرئيس أنور السادات فكان محبا لأغانى فريد الأطرش وأفلامه وعلى رأسها «انتصار الشباب» أول أفلام فريد، ومعه أسمهان وكان لا ينام إلى بعد مشاهدة أحد أفلام فريد البالغ عددها 31 فيلما. كانت أم كلثوم صاحبة العصمة وكان محمد عبد الوهاب مطرب الملوك والأمراء منذ الثلاثينات أما فريد الأطرش فهو مطرب الرؤساء فى حياته وبعد مماته.