منذ أكثر من 75 عامًا تقلد عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين عمادة كلية آداب الإسكندرية باعتبارها فرعًا لجامعة فاروق الأول والتى صارت جامعة القاهرة. وبعد أن تزايد أعداد طلاب جامعة فاروق من محافظات مصر كجامعة وحيدة حينذاك. وكانت كلية آداب الإسكندرية أول كلية فى جامعة فؤاد التى تم تأسيسها عام 1942 بعد حوالى 5 سنوات من إنشاء كلية الآداب عام 1938.وتم ضم كلية الآداب إليها والتى أصبحت جامعة الإسكندرية. وتخرج من كلية الآداب بالإسكندرية رموز وعمالقة فى مجالات الفنون والثقافة والآداب. ولعل بداية هؤلاء العمالقة الأساتذة الأجلاء الدكتور أبو العلا عفيفى فى الفلسفة والدكتور عبد الحميد العبادى فى التاريخ والدكتور محمد خلف الله فى اللغة العربية. وبدأت الكلية ب 6 أقسام علمية فقط وتفردت بعد ذلك بأقسام ليس لها مثيل فى كليات الآداب الأخرى مثل قسم الحضارة اليونانية والرومانية. وكذلك قسم الانثروبولوجى وهو أول قسم متخصص لعلم الانسان فى الجامعات المصرية ولعله القسم الوحيد حتى الآن وحضرت الاحتفال باليوبيل الماسى لكلية آداب الإسكندرية يوم 5 ديسمبر الجارى، وكنت أتصوره حفلًا مهيبًا يليق بهذا الصرح الثقافى العملاق. وفوجئت بمهزلة شديدة السخرية والامتهان، وأن الاحتفال أشبه ما يكون بحفل عيد ميلاد لعميد الكلية الذى اختار أصدقاءه ومعارفه من خريجى الكلية وغيرهم ليحتفلوا به ويحتفل بهم فى هذه المناسبة التى اعتبرها خاصة ودليل ذلك أنه كرم بعض الخريجين على مزاجه الخاص ودون اتباع أية قواعد أو معايير موضوعية على شاكلة سمك لبن تمر هندى، كما أن أساتذة الكلية الحاضرين لم يراعوا هذه الاحتفالية الجليلة ولم يرتدوا روب الأستاذية احترامًا للحدث المهيب العظيم كما حدث فى مناسبة اليوبيل الذهبى للكلية قبل 25 عامًا. وأقام عميد الكلية حينذاك قواعد عامة موضوعية وكرم رموز للكلية وأعلامها وأساتذتها الذين عاصروا هذه المناسبة فى حفل مهيب ولكن العميد الحالى تجاهل تكريم الأساتذة الأجلاء سواء كانوا على قيد الحياة أو فارقوها وكذلك الفنانون والمثقفون والإعلاميون ومنهم الفنان الراحل محمود مرسى والإعلامى فتحى الإبيارى والدكاترة عاطف غيث ومحمد العشماوى وخميس الزوكة ومصطفى مدارة وأحمد عيسى رحمهم الله. الطريف أنه تم تكريم د. حسن ندير رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق رغم أنه خريج كلية هندسة وتجاهل تكريم د. هند حنفى رئيس جامعة الإسكندرية السابق وهى طبيبة.