عندما تكون مكروهًا ومتهمًا بالفساد والإفساد، وعندما تقوم ضدك ثورة شعب، وعندما يصدر حكم قضائى بحل الحزب، فأنت أكيد «الحزب الوطنى» المنحل. احترق المقر وانحل الكيان، لكن الرجال موجودون بيننا، يتحينون الفرصة للالتفاف والعودة.. طردهم الشعب من الباب فعادوا من الشباك، تغيرت اليافطة والشعار، لكن الوجوه هى نفس الوجوه، والأسلوب هو نفس الأسلوب. هل يتصورون أن عملية التجميل ووضع بعض الوجوه المقبولة فى صدارة المشهد مثل د. على جمعة ود. مصطفى الفقى واللواء أحمد جمال الدين ستنجح فى خداع الشعب..لست متأكدا من النتيجة، فهذه النتيجة ستكون عدد المقاعد التى سيحصل عليها الحزب الوطنى.. عفوا.. أقصد حزب «جبهة مصر بلدى» الجديد. الأنكى أن الحزب الجديد عقد مؤتمرًا يوم الاثنين الماضى فى قاعة المؤتمرات، استخدم له نفس أسلوب الحشد القديم، كل عضو مجلس شعب من أعضاء الوطنى المنحل حشد أنصاره فى سيارات «ميكروباص» شحنتهم إلى قاعة المؤتمرات. أخطر ما فى الأمر أن فلول الحزب الوطنى المنحل عادت فى انتخابات الرئاسة، وستدخل بقوة فى الانتخابات البرلمانية وسيكون لها تمثيل غير قليل فى البرلمان، فلديهم المال المال المنهوب من الشعب بالمليارات ولديهم الخبرة بالعبث والتلاعب فى الانتخابات. أما الأشد خطرًا فى الموضوع أن الفلول فى مؤتمرهم كانوا يرفعون صور الفريق أول السيسى، مستغلين موجة الحُب الشعبى الجارف للسيسى، وامتلأت القاعة بالهتافات «السيسى رئيسى» «السيسى رئيسى». هذا هو أخطر ما فى الموضوع، فلول الوطنى المنحل عادوا للحياة السياسية رافعين صور السيسى فى مشهد أصابنى بالرعب واليأس فى نفس الوقت، خاصة وأن معظم الأحزاب السياسية على الساحة مازالت حديثة العهد وتفتقر للخبرة والتنظيم والتمويل أيضًا. ومعنى ذلك أن حزب فلول الوطنى سيحصدون الكثير من مقاعد البرلمان القادم، لن أقول الأغلبية، لكنها نسبة تسمح لهم بالتحالف والائتلاف مع أحزاب أخرى صغيرة ليصبح الائتلاف صاحب الأغلبية، ويشكل الحكومة، لتكتمل الصورة ويعود الوطنى المنحل تحت يافطة أخرى بعملية تجميل بسيطة ليحكم مصر ويعيث فيها فسادا من جديد. هذا السيناريو الأسود هو الذى أصابنى بالرعب واليأس معًا. يا كل الشرفاء والأحرار فى هذا الوطن انتبهوا لما يحاك ضدكم وضد مصر. الفلول قادمون رافعين صور الفريق السيسى، الهتاف للفريق ورفع صور الفريق سيكون حصان طروادة الذى سيدخلون به البرلمان القادم. يا كل الشرفاء والأحرار.. يجب فضح هذا المخطط الشيطانى لفلول الوطنى المنحل من أجل العودة والسيطرة على الحياة السياسية وعلى مقدرات الوطن. فهل كُتِب على جبين المصريين أن يكون الوطنى أو الإخوان؟.. رحمتك يا رب. يا ترى هل سيتم الضحك علينا من جديد، هل سنفقد البصر والبصيرة وننخدع فى هؤلاء الفلول من جديد، كل شىء جائز، إذا كانوا يملكون المليارات وخبرة التنظيم. إلى كل مصرى أقول: ليس كل من يرفع صورة الفريق السيسى ويهتف «السيسى رئيسى»، وطنيًا ويحب مصر حبًا منزهًا عن الأغراض. ففى انتخابات الرئاسة لا يوجد مشكلة فى أن نؤيد ونُصوِّت جميعًا للسيسى فى حال ترشحه للرئاسة. أما فى انتخابات البرلمان فالوضع يختلف تمامًا، ولا يكفى رفع صور الفريق كجواز مرور إلى البرلمان. فمخطط الفلول يركز على التسلل تحت القبة وتشكيل الحكومة ولو بالائتلاف مع أحزاب أخرى. ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) سورة الأنفال الآية 30 . اللهم انقذ مصر وشعبها من فلول الوطنى المنحل، واحبط مخططاتهم الشيطانية، لا أملك سوى كلماتى التى سطرتها، والدعاء والتضرع إليك يا رب العالمين أن تحمى هذا البلد الذى ذكرته فى كتابك العزيز مرات ومرات.