للنظام الغذائى علاقة كبيرة بضعف الذاكرة أكثر من علاقة السن أو الجينات الوراثية.وكل ما يتناوله الإنسان يؤثر تأثيراً كبيراً فى ذاكرته وتركيزه ومستوى ذكائه ومدى قدرة المخ مع تقدم العمر. وقد ثبت أن الأشخاص الذين يتناولون وجبة عالية من البروتين يميلون إلى أن يكونوا أكثر يقظة، بينما تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات يجعلك أكثر هدوءًا وميلا للنعاس. والسبب أن البروتين غنى بالحامض الأمينى (تايروزين) حيث يتحول للناقل العصبى (الدوبامين) فى المخ، ما يؤدى للإحساس بالنشاط واليقظة لأن الدوبامين يتحول بدوره لهرمون الأدرينالين والنور أدرينالين اللذين يمدان الجسم بالطاقة والحيوية، بعكس الكربوهيدرات التى تزيد مادة السيروتينين فى الدماغ، وهو عنصر كيماوى مهدئ للأعصاب يبعث على الارتياح وعدم الاكتراث. ويقول د. محمد ندا أخصائى المخ والأعصاب إنه بالرغم من أن حجم المخ يمثل فقط 2% من وزن الجسم، إلا أنه يستهلك 30% من السعرات الحرارية المكتسبة يوميا، يقوم المخ بحرق هذه الطاقة بسرعة كبيرة، حتى أثناء النوم، لذلك فإن تناول الإفطار هو أفضل طريقة لتخزين الطاقة طوال اليوم، وتجنب أية مشاكل ذهنية قد تحدث. وبعد أسبوع أو أسبوعين من المواظبة على وجبة الإفطار، يلاحظ اكتساب كمية كبيرة من الطاقة والقوة الذهنية، خاصة إذا كانت الوجبة تحتوى على نوع فاكهة واحد على الأقل، ومصادر مختلفة غنية بالبروتين، فلا يجوز القفز عن هذه الوجبة بحجة إنقاص الوزن، أو عدم توافر الوقت لتناولها صباحا. لأن وجبة الإفطار تعتبر وقوداً للجسم، كما هو البنزين للسيارة، لتساعد الجسم على القيام بالأعمال الجسدية والفكرية والتركيز أثناء العمل أو اليوم الدرسى. ويؤكد د.ندا أن فنجان من القهوة يوميا يجعلك تعمل وتفكر بطريقة أسرع وبجدارة أكبر، لكن الإكثار من القهوة له أضرار كبيرة حيث إن الكافيين الموجود فى القهوة يبقى تأثيره فى الجسم لأكثر من خمس ساعات، وكوب من القهوة، أو الكولا، فى منتصف الليل أو قبل النوم، يمكن أن يسبب قلقاً أثناء النوم، ويؤثر فى القدرة الذهنية للمخ. ومن ناحية أخرى يساعد الحديد على نقل الأكسجين إلى الخلايا وخاصة خلايا المخ، فعندما ينخفض مستوى الحديد تكون الخلايا فى حاجة للأكسجين، ويؤدى ذلك للإحساس بالتعب وفقدان الذاكرة وضعف التركيز وقلة الحماس وضعف الانتباه وانخفاض مستوى الإنجاز فى العمل. ويشير د محمد ندا إلى أن نقص فيتامينات (ب1 ، ب2 ، ب6 ، ب12 ) مع حامض الفوليك، يجعل المخ بحاجة كبيرة للطاقة. ويؤدى ذلك إلى التشويش واضطراب المزاج وعدم القدرة على التركيز والتفكير وضعف الذاكرة B12 ويسبب نقصه كآبة وإحباطاً وذاكرة سيئة. وهو كثيرا ما ينقص عند النباتيين، وعند المدخنين بشراهة وعند كبار السن (فوق سن 50عاما). وتتواجد مصادر هذا الفيتامين فى صفار البيض والأسماك والكبد. وقد ثبت وجود علاقة بين تدهور الذاكرة والإصابة بمرض الزهايمر، من جهة، وبين نقص كميات فيتامين B12 وحامض الفوليك، من جهة أخرى. وترجع أهمية فيتامين B12 لمساهمته فى تكوين مادة المايلين، التى تتراكم على شكل طبقات، فتكون مادة عازلة حول ألياف الأعصاب لتحميها. ويوضح د.محمد ندا أيضا أن تناول البصل الأبيض أو الأحمر المحتوى على كميات كبيرة من الكيرستين وهى مادة مضادة للتأكسد والالتهابات يلعب دور المسكن، ويساعد على الشعور بالنعاس، إذا أخذ مساء بمعدل بصلة متوسطة، لأنها تؤثر فى الجهاز العصبى للجسم وكذلك تقشير تفاحة مفيد لصحة المخ والدماغ، نظرا لاحتواء التفاحة للكثير من مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الدماغ، بشكل خاص والصحة العامة بشكل عام.