تسبب رائحة الجسم والفم الكريهتين إحراجاً لصاحبها، وقد تؤدى الى الفشل فى إقامة علاقات اجتماعية، وحتى مهنية ناجحة، وعن أسباب تلك الروائح الكريهة يقول د. عادل الشناوى أستاذ القلب والباطنة بمستشفى منشية البكرى، هى: فرط التعرق: حيث إن معظم أو غالبية الرائحة الكريهة تصدر من المناطق الإبطية والأربية (أصل الفخذ) والقدمين، حيث يفرز العرق من قبل غدد عرقية معينة تسمى الغدد العرقية الفارزة. ويكون العرق فى هذه المناطق غنياً بالزلال والدهون وعديم الرائحة، غير أنه بسبب اعتماد البكتيريا المتواجدة بشكل طبيعى على جلد الجسم، فى التغذية على هذه الدهنيات والزلال، تتكون مركبات كيميائية كريهة الرائحة، وهى الرائحة الطبيعية لهذه المناطق. أضاف: ومعروف أن عمل هذه الغدد يتم بفعل تأثير هرمون التستوستيرون، وهذا يفسر صدور رائحة العرق بعد سن البلوغ. أما العرق فى باقى أجزاء الجسم، فتفرزه غدد عرقية تسمى الغدد العرقية المفرغة ، حيث يكون العرق أكثر ملوحة، فلا تتمكن بكتيريا الجلد من التغذية عليه (لحسن الحظ)، وإلا لأصبحت رائحة كل الجسد (بمناطقه المختلفة) لا تطاق أما بالنسبة لأسباب فرط التعرق، تحديداً، فهنالك عدة أسباب تؤدى اليه، وهي: الجهد الجسدي، وسن انقطاع الحيض وأمراض الكبد، وفرط نشاط الغدة الدرقية والالتهاب الموضعي، والبدانة، والقلق والكرب ، وهبوط مستوى السكر فى الدم وارتفاع درجة حرارة ورطوبة الجو، وتناول بعض أنواع الأدوية، وبخاصة الأدوية المضادة للاكتئاب. وقال الشناوى أما السبب الثانى لرائحة الجسم الكريهى فهى: البدانة: حيث تؤدى زيادة وزن الجسم المفرطة الى تكوين ثنايا وزوايا جلدية عديمة التهوية، والتى تشكل بدورها مناطق مناسبة لنمو الفطريات والبكتيريا والجراثيم اللاهوائية (التى تنمو فى جو خال من الأكسجين)، وتسبب التهابات يترتب عنها صدور رائحة كريهة. وأشار إلى أن السبب الثالث لروائح الجسم الكريهة: داء السكرى: حيث تشكل زيادة مستوى السكر فى الدم أرضية خصبة وغذاء دائماً للجراثيم والفطريات التى تعيش على الجلد، وخاصة فى منطقة الأعضاء التناسلية الخارجية، لأن السكر الزائد فى الدم يخرج عن طريق جهاز التناسل - بولى. وتابع: السبب الرابع لرائحة الجسم الكريهة: التهاب الأعضاء التناسلية: حيث يؤدى التهاب الأعضاء التناسلية الخارجية والداخلية لدى الأنثى، إلى حدوث إفرازات صديدية (قيح) وغير صديدية ذات رائحة كريهة. وهنالك حالة مرضية تسمى التهاب المهبل غير المميز، وتنشأ بسبب تكاثر البكتيريا المتواجدة بشكل طبيعى فى المهبل، ما يؤدى إلى زيادة عددها، وبالتالى تكون إفرازات مهبلية ذات رائحة شبيهة برائحة السمك. إضافة إلى عدم التحكم بالبول: يؤدى عدم السيطرة على البول الى تلوث الثياب الداخلية، وبالتالى صدور رائحة كريهة. والأجسام غريبة داخل الرحم: قد يؤدى وجود أجسام غريبة داخل الرحم والمهبل، وخاصة اللوالب المانعة للحمل، إلى التهابات فى هذه الأعضاء، مصحوبة بإفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة. أما سابع الأسباب التى تسبب الروائح الكريهة: العقاقير: يؤدى تناول بعض أنواع الأدوية والعقاقير إلى صدور رائحة غير مرغوب بها، إذ يتم إخراج العديد من العقاقير من الجسم عن طريق التعرق والتبول والتبرز. ويؤكد د. الشناوى أن السبب الرئيسى الذى يقف وراء رائحة الفم الكريهة، أو النفس الكريه هو خلل التوازن البكتيرى (التوازن بين الأنواع المختلفة للبكتيريا) داخل تجويف الفم والجيوب الأنفية والحلق، علماً بأن هذه الأنواع الكثيرة من البكتيريا لا تؤدى إلى إيذاء عضوى لتجويف الفم، غير أنها تنتج رائحة كريهة تؤثر سلباً فى الفرد من الناحية الاجتماعية. كذلك فإن جفاف الفم يؤدى إلى صدور هذه الرائحة الكريهة (من الأسباب المهمة لجفاف الفم تناول الأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للحساسية وأدوية أخرى لا مجال لذكرها هنا). وللقضاء على البكتيريا المتواجدة داخل التجويف الفمي، وخصوصاً عند الأشخاص الذين يعانون من رائحة الفم الكريهة، يجب تنظيف الفم يومياً (سواء تم تناول الطعام أم لم يتم) بالفرشاة ومعجون الأسنان، وغرغرة الفم ثلاث مرات يومياً، بالماء أو بالمحاليل الطبية. وبعد الغرغرة بهذه المحاليل يجب غسل تجويف الفم بالماء لكى لا تبقى هذه المواد فى تجويف الفم، لأنها قد تؤدى إلى تلف اللثة (والغشاء المخاطى المبطن لتجويف الفم) فى حال بقائها لمدة طويلة فى الفم.