هل فكر صناع القرار المصريون السعوديون الإيرانيون فى النظر بعين ثاقبة إلى المصالح المشتركة بين الدول الثلاثة؟، بعيدًا عن أية ضغوط إقليمية أو دولية. وفى يقينى أن التفاهم المصرى السعودى الإيرانى سيعيد التوازن إلى المنطقة.. وهناك قواسم مشتركة للمصالح المصرية السعودية الإيرانية يمكن أن نسميها: خط الدفاع العربى الإيرانى، فمصر والسعودية هما قطبا الأمة العربية، وإيران دولة مسلمة وجارة شقيقة، المطلوب من إيران الدولة المسلمة الصديقة أن تتعهد بالحفاظ على مصالح الدول العربية خاصة دول الخليج، فى مقابل دعم العرب لإيران، وفك الحصار عنها. التقارب المصرى السعودى الإيرانى سيحل الكثير من قضايا المنطقة خاصة القضية السورية، ويمكن للدول الثلاث جمع الفرقاء السوريين حكومة ومعارضة لوقف الحرب الأهلية الدائرة منذ أكثر من عامين.. وأبعاد الأزمة السورية أكبر من قدرات الحكومة والمعارضة، فهناك نزيف مستمر فى هدم البنية التحتية للدولة السورية، وقتل وتشريد مئات الآلاف من أبناء الشعب السورى.. وإذا كنا نقدر المعارضة السورية فى هدفها من إصلاح الدولة السورية نرفض تدخل ميلشيات مسلحة جاءت من 80 دولة لخوض حرب دينية بزعم إعادة نشر الإسلام فى دولة الخلافة( دمشق)!. فالإسلام متعمق ومتجزر فى بلاد الشام ولا يحتاج لهذه العصابات المسلحة التى تقتل الشعب السورى تنفيذًا لأجندة أجنبية.. وتنفذ هذه الأجندة كل من تركيا وقطر وإسرائيل بدعوى إسقاط نظام بشار الأسد لتحقيق الديمقراطية!. وإذا اعتمد البعض على الدول الكبرى فى حل مشاكلهم فهم مخطئون، وبذلك فإن إيران مكسب للعرب والعرب ضرورة قصوى لحماية إيران.. وأمن الخليج مسئولية مشتركة بين العرب وإيران.. وبعد انتفاضة شعوب المنطقة فإنه يمثل دافعا وحافزًا لاتخاذ قرارات شجاعة بالتقارب العربى الإيرانى بأى مستوى وبأية طريقة، وسيجد معارضة شديدة من قوى إقليمية فهذا لا وزن له إذا كانت الإرادة السياسية موجودة عند الأطراف الفاعلة فى المنطقة، والتوجه الجديد المنتظر يمكننا من حل قضايانا بأنفسنا بغير الانتظار للآخرين. نحن الذين نصنع المشاكل، ثم نبحث عن الآخرين لحلها.. والأزمة السورية تؤكد ذلك.. إذ كيف نفسر الحصار الذى لم يسبق له مثيل على الشعب السورى، وشن حرب دولية ضده فى عقر داره.. والميلشيات المسلحة المنتشرة فى الأرض السورية تقتل الآلاف من السوريين وتتقاتل فيما بينها على مناطق النفوذ داخل سوريا، ويأتيها الدعم المادى والعسكرى والمخابراتى من بعض دول المنطقة والنتيجة التدخل الدولى لمحاولة وقف نزيف الدم السورى.. والأطراف الأصلييون يتفرجون ولا يتحركون!. هل يتحركون عندما تتعمق الأزمة فى سوريا ويقسم القطر السورى الشقيق إلى كانتونات طائفية وإثنية؟!.. وعندما يحدث ذلك لن يستفيد من ذلك إلا إسرائيل. وبالرغم من الأطماع الدولية، نطالب بتوحيد الصفوف وحل الخلافات المذهبية التى لا تمثل شر أو خطورة مثل الشر القادم إلى المنطقة الذى يخطط لاتفاقية سايكس - بيكو جديدة لإعادة تقسيم دول المنطقة على أساس طائفى وعرقى وضد الخطة الشيطانية تعرضت لضربات أليمة ثورة 30 يونيو المصرية، والصمود الإيرانى أمام الحصار الدولى الظالم المفروض عليها، والحنكة السياسية لحكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وكذلك صمود الشعب والجيش السورى أمام العصابات المسلحة المأجورة وهذا الصمود يمكن ترجمته إلى تقارب مصرى سعودى إيرانى للقضاء نهائيًا على مؤامرة الشرق الأوسط الجديد، وإذا عادت العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول الثلاث فيمكن تبادل الخبرات الفنية المختلفة، وهذه الخبرات متنوعة ومتباينة فى الدول الثلاثة. والسؤال: هل يمكن أن تنشىء دول المنطقة شرق أوسط جديد يتفق مع مصالحها وأهدافها؟.. والاجابة عند صناع القرار، وهناك متغيرات وانجازات حدثت لصالح دول المنطقة يمكن الاعتماد عليها لتحقيق التوافق والاتفاق. وقد أشاد مسئول أمريكى سابق بالتحالف العربى الذى أيد وساند ثورة 30 يونيو وفى مقدمته السعودية والإمارات العربية.. وأشار المسئول الأمريكى السابق إلى أن حكم الإخوان إذا استمر كان سيؤدى إلى تدمير الجيش المصرى، كانت ستصبح مصر سوريا جديدة. ولفت إلى أن المساس بدول مجلس التعاون الخليجى سيسمح للشركات العملاقة بالسيطرة على نفط الخليج بعد انهيار هذه الدول لا قدر الله، وبذلك يجب أن تتصدى كل من مصر والسعودية وإيران لهذا المخطط الشيطانى المجرم بمساندة كل الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الصديقة المحبة للسلام. ويعجبنى قول الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين أن مصر هى العمق الاستراتيجى لكل العرب، مشيدًا بأهمية دور مصر الداعم للأمة العربية، وبعد ثورة 30 يونيو وبسببها عادت مصر إلى محيطها العربى الأفريقى أكثر قوة وتأثيرًا، والتهديد بورقة المعونة الأمريكية غير مُجدى، لأن مصر دولة محورية قادرة وتستطيع الاستغناء عن هذه المعونات، إذا تعارضت مع قراراتها الوطنية أو كرامتها القومية.. ولدى مصر بدائل كثيرة تتجه إليها.. ومصر تستند إلى قاعدة عربية صلبة تؤيدها.. وقاعدة دولية لها مصالح استراتيجية مع مصر.. ومصر تملك أوراق الضغط، وهم الذين يحتاجون إليها أكثر من احتياجها لهم.