يا أخى هذه قناة: فاجرة.. سمعتها على كل لسان وتفخر أخر الليل أن اسمها «شريفة»... تبكى على شهداء فلسطين وعلاقتها مع إسرائيل كأنها أختها الشقيقة وخالتها أمريكا. تكشف لك فظائع وأهوال الحرب ضد العراق.. وأصحابها أقاموا قاعدة عسكرية جاهزة من مجاميعه فى بلادهم وقالوا للأمريكان: «وحياة الديمقراطية ماتكسفونا» واقبلوا مننا الهداية البسيطة هى عربون محبة تحارب الأحتلال على شاشتها وهى تدعمة على أرض الواقع وكيف لا وقد شارك فى تأسيسها الأخوان ديفيد وجان فرايدمان الإسرائيليان ويعيشان فى فرنسا الحرة.. ومع الأطاحة بأمير قطر الكبير الشيخ خليفة.. واستيلاء الابن (حمد) علىالسلطة وتغير مسار قطر. بدت الظروف متاحة لاطلاق هذه القناة العربية بنكهة أوروبية تبدو مستقلة وهى فى حقيقة الأمر تابعة.. وقد أدرك (حمد) منذ الوهلة الأولى أن بلده الصغير يستطيع أن يلعب دوراً كبيراً فى مسألة الحوار العربى الصهيونى. وفى بداية الأمر كانت السعودية طرفا فى هذه القناة مع BBC لكنها أنسحبت لأن المناخ المشبوه لم يلائمها..فتح الأمير القطرى خزائنه وقدم للقناة الجريئة المهرة 137 مليون دولار كقرض بدون فوائد لمدة خمس سنوات على أن تعتمد ست الكل على دلالاها وجمالها بعد ذلك .. استغرق الإعداد لها سنوات منذ 1988 ولكن إرسالها انطلق رسمياً فى يناير 1997 بإرسال لمدة ست ساعات فقط ثم أصبح بعد ذلك 24 ساعة. ظهرت الجزيرة فى ثوب مختلف عن كل ما أعتاده الناس من القنوات الإخبارية العربية واكتسبت شعبية كاسحة فقد كانت مختلفة ويكفى مشاجرات «الإتجاة المعاكس» وأسرار «شاهد على العصر».. والنقل الحى لأهم الأحداث دون غيرها..وكيف لا وهى تحمل الرعاية الأمريكية الصهيونية حتى أنها سبقت «التايمز» البربطانية فى نشر أخبار العراق وأسرار صواريخ «كروز» وظهر صدام حسين على شاشتها يخاطب العالم فى إنفراد.. وكيف لا فهى صاحبة شعار الرأى والرأى الأخر.. الذى يسمح للصهاينة بالظهور لتبرير أفعالهم فى فلسطينالمحتلة.. تقدم بيانات الجيش الأمريكى.. وفى المقابل ولتمرير طبخة السم بقليل من العسل تعرض الصور الوحشية للعدوان الأمريكى.. وهى الوحيدة أيضا التى قدمت اعترافا بن لادن وكم كان يخصها بالكثير ممايقول فى أى وقت ومن أى مكان ولاتندهش لأن المثل الذى كانت تقوله جدتى رحمة الله عليها: «دموع الفواجر..حواضر» أى حاضرة وجاهزة وفى قول أخر «زى العوالم تتبغدد فى بيت الزبون» ومن القاعدة القطرية كانت الطائرات الأمريكية تخرج لضرب العراق وتخريبه.. وقناة الجزيزة القطرية تبكى على بغداد ومايجرى لها. وهى نفسها التى سلمت شريط اعتراف بن لادن عن أحداث 11سيتمبر للمخابرات الأمريكية.. لكى تفرش الأرض وتمهدها أمام الطغيان الأمريكى الأهوج ضد كل ماهو مسلم على أرض المعمورة بحجة مكافة الأرهاب نعم هى لاتذيع استقبالات ومباحثات وتصريحات أمير قطر فى نشراتها كما يحدث فى معظم التليفزيونات العربية.. لكنها أيضا لاتقترب نهائياً من مشاكل وفضائح هذه القرية التى ترتدى ثياب الدولة وتعتمد على فلوسها فى اكتساب «برستيج» ينفخها إعلاميا حتى تبدو فى مستوى الأكابر وعلى رأى جدتى مرة آخرى :الدراهم مراهم تخلى للعويل (قليل القيمة) مقدار.. وبعد ماكان «بكر» سموه «بكار» ولأنها نجحت فى زغللتة العيون كما هو أن كل من اختارت الإغراء مساراً استراتجيا للحياة لهذا تقدم «حاييم صبيات» رجل الأعمال الأمريكى الإسرائيلى فى 26 سيتمبر2006 لشراء 50% من أسهم قناة الجزيرة رغم أن اللعب أصبح على المكشوف وإذا أردت أن تخرب بلدا.. سلط عليه هذه القناة تحتضن شلة من العملاء والجواسيس يعيشون فى أوربا.. كى يظهروا على الشاشة ويطلبون من أهل بلادهم الخروج على الحاكم وقلب نظام الحكم الاستبدادى ثم ترصد مسيرة كل عشرة أفراد.. وتسلط الضوء عليها لتكون مسيرة بالملايين كما قالت مؤخرا مراسلة تابعة لهم عن مظاهرة خرجت من منطقة حلوان التى تبعد عن القاهرة بأكثر من 40 كيلو متراً لم يكن يتجاوز عدد من شاركوا فيها مئات قليلة لكن الست المراسلة قالت إن الأعداد تزيد على 15 مليوناً أى أكثر من سكان القاهرة والقليوبية معا. وهى أول قناة فى العالم تصور المظاهرات التى تصورها لوحة عليها التاريخ واليوم لأن الناس بدأت تشك فى كل ماتقدمه.. ثم بعد التظاهر والغليان يدخل العملاء والسماسرة على الدبابات الأمريكية للحصول على الغنائم حدث هذا فى العراق ثم ليبيا وتونس واليمن وأيضا مصر فى ثورتها الأولى (25 يناير) وكيف لها.. وهى التى خصص لها سعيد العمان وزير الإعلام العراق بأوامر من صدام مبلغ 50 ألف يورو شخصيا لدعم القناة مقابل تقديم بيانات وتصريحات النظام العراقى وكان بدأها فى ذلك أنها تريد أن تكشف النظام المستبد... ولعبة القبض على مراسلين فى أفغانستان وباكستان سبق إليها زكى رستم فى «فيلم رصيف نمرة 5».. مع الريس خميس (فريد شوقى) فالقاتل هو نفسه أول من قدم واجب العزاء فى القتيل ويده الملطخة بالدم تمسح السبحة التى انفرطت حباتها وانكشف أمره وبعد تسريبات ويكليكس التى انفردت بأغلبها قناة الجزيرة.. ابتعد مديرها «وضاح خنفر» فلسطينى الأصل الذى كان مراسلها فى أفغانستان وباكستان لفترة ... وقد جاءت الاستقالة أو الإقالة غير المتوقعة لتؤكد تورط هذه القناة فى قضايا شائكة عديدة.. ثم تبع ذلك استقالة «حسين عبد الغنى» مدير مكتب القاهرة ثم «يسرى فودة» و «غسان بن جدو» و «سامى كليب»..وآخرين..لأن أدوارهم انتهت علىمسرح الجزيرة ولكل مرحلة رجالها وأهلها. ضغطت الجزيرة وأبرزت الثغرات الطائفية وعلى طريقة من يطفئ النيران بالبنزين.. ساهمت فى تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد.. بإشعال الخلافات بين السنة والشيعة والعلوى والدرزى والتركمانى والكردى والمسلم والمسيحى تحت شعار «الرأى والرأى الأخر».. مثل التى تتعرى لصالح أعمال خيرية. وللأمانة قد يستقبل يشم رائحة العفونة داخل رغم الفخامة والأبهة فى المبنى والكيان والأموال والبريق بصراحة أنا شخصياً لم أعد أقترب منها وإذا تصادف وجاء الريموت كنترول عفوا بها أفر هاربا لأنها شبهة فقد كانت المظاهرات تمر أمام بيتى وأراها فى الجزيرة مظاهرات عديدة وتحولت فوراً إلى قناة أخرى وبالصدفة رايت مشهداً للراحل القدير توفيق الدقن يقول كلمته الخالدة:أحلى من الشرف مفيش يا أه..يا أه!