فى 6 ساعات، نجحت قوات الجيش الشرطة فى دك حصون « مدينة الخوف» ومعقل التيارات الإرهابية والعناصر الإجرامية، حيث تم اقتحام مدينة كرداسة فجر الخميس الماضى والسيطرة على جميع مداخل ومخارج المدينة وضبط العديد من العناصر الإرهابية المتورطة فى مذبحة قسم شرطة كرداسة. و«أكتوبر» أستطاعت الدخول إلى «حقل الألغام» ورصدت حرب الشوارع بين العناصر الإرهابية وأفراد القوات الخاصة داخل المدينة وصاحبت عمليات اقتحام البؤر الإرهابية وتمشيط المنطقة. أقل ما يمكن وصفه أنه يوم عصيب لأهالى كرداسة بمحافظة الجيزة عاشه أطفال ونساء ورجال المدينة أثناء اقتحام عناصر الأمن للمدينة لتطهيرها من الإرهاب، وعلمنا أن احتشاد العناصر الإرهابية كان يتركز فى مدخل المدينة أمام جامع الشاعر وكان عددهم لايقل عن 1000 شخص من الجماعات المحسوبة على التيار الإسلامى والدين كانوا يرفعون شعارات (راجع مرسى) وشعارات ضد القوات المسلحة والشرطة الصدفة كانت كبيرة عندما تجولت «أكتوبر» فى شوراع كرداسة عقب ساعات من تطهيرها من بؤرة الإجرام إذ كانت رائحة الدم تنتشر فى كل بقعة، ساعات قليلة ولكنها كانت طويلة فى تفاصيلها منذ خروجنا من بوابة دار المعارف حيث كان الخوف ينتابنى وزميلى المصور عقب انتشار أنباء عن سقوط قتلى إلا أن الواجب المهنى بدد كل المخاوف حيث قمنا بالاتجاه نحو مدينة كرداسة فرأينا فى مدخلها كميناً من قوات الشرطة والجيش يمنع دخول السيارات والأفراد ولكننى طلبت من رئيس الكمين الاتصال بأى قيادة أمنية للسماح لنا بالدخول وخاصة بعد رفضه الحديث معنا أنا وزملائى من بعض الصحف ووسائل الإعلام قائلاً إنها تعليمات ويجب تنفيذها وأيضا خوفاً علينا من أى إصابة، ولكنى قلت له إن هذا عملى ولابد من تأديتة فقال الضابط إننى أحاول الاتصال بالقيادة لأخذ موافقتها وبالفعل تم الاتصال بمسئول أمنى وحصلت وعدد من زملائى على الموافقة ولكن كانت المسافة بين تواجدنا ومدخل كرداسة بعيداً فتم استئذانه بدخول السياده بعد التعرف علينا من كارنية تحقيق الشخصية وأثناء دخولنا كرداسة تلاحظ وجود ساتر ترابى وطوب وبعض الخرسانات المسلحة كان يستخدمها الإرهابيون لإعاقة أى هجوم أمنى إذا تم رصد بعض الأماكن المحترقة أمام مسجد الشاعر وسيارات وأشجار محترقة وكان معظم أهالى كرداسة بداخل منازلهم مما جعل المدينة خاوية من السكان ولكن ذلك تم وفق تعليمات الأمن للسكان بعدم خروج أحد إلى الشارع خوفاً من إصابتهم بأى شىء وخاصة بعد إطلاق أعيرة نارية من قبل الإرهابيين لترويع المواطنين ضد الإرهاب وأثناء سير «أكتوبر» فى الشارع السياحى الرئيسى بكرداسة لوحظ وجود تجمعات لبعض المواطنين بمفارق الطرق وهم يرددون شعارات ضد الإرهاب، وأشاروا إلى منزل كان قد عثر أمامه على قنبلة محلية الصنع وتم الإبداغ عنها فور عملية الاقتحام، فى الوقت الذى حث أفراد الأمن فى محيط شارع السياحة للمواطنين بإبلاغهم عن أى شىء غير طبيعى فوراً وقد وصلت «أكتوبر» إلى قسم شرطة كرداسة مكان الأحدث حيث لاحظنا وجود أكثر من 50سيارة من قوات الأمن والجيش متواجدة أمام القسم الذى يقع فى منتصف كرداسة وبجواره موقف كرداسة الرئيسى ومسجد عيسى والجمعية الشرعية بجانب العمارات السكنية ولاحظنا كذلك وجود 6 سيارات شرطة محترقة بينما كانت سيارات الدورية الأمنية تتجول فى شوارع كرداسة من أجل السيطرة الأمنية وملاحقة العناصر الإجرامية التى يتم القبض عليها تباعاً. استئصال الإرهاب وقد صرح مصدر أمنى بأنه تم القبض على أحد أفراد العناصر الإرهابية التى قامت بقتل الشهيد النقيب هشام شتا معاون مباحث قسم كرداسة وسرقة تليفونه المحمول، وأضاف أنه تم التحضير للعملية منذ أحداث قتل مأمور وأفراد القسم مؤكداً أنه تم ضبط معظم العناصر الإجرامية قبل دخول كرداسة للسيطرة على بقية العناصر لأنهم بمثابة القوة المحركة لهؤلاء قائلا أنه تم القبض على العناصر الإجرامية التى تم تصويرها بالطائرات من خلال عمليات قتالية للعمليات الخاصة مؤكدا أن تعليمات وزارة الداخلية الحفاظ على حياة المواطنين وعدم إطلاق أية أعيرة نارية إلا إذا تتطلب الأمر التعامل معهم، وأضاف أنه طبقا لتحريات الجهات الأمنية تم رصد المكان من خلال كاميرات تصوير جوى ودراسته أمنياً تم التوجه إلى مكان الحادث من خلال مجموعة من قوات الأمن فى تمام الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس حيث بدأنا عملية الاقتحام وفوجئنا بقيام بعض العناصر الإجرامية بإطلاق أعيرة نارية وإشعال النار فى الشوارع بجانب الكر والفر من قبل الإرهابين بعد استشهاد اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة وإصابة ضابط وأربعة أفراد شرطة. روايات الشهود وقد التقت «أكتوبر» مع عدد من شهود العيان من أهالى كرداسة حيث تحدث إلينا المواطن أشرف أبو دنيا أحد شهود العيان فقال إن العناصر المتطرفة كانت تقوم بترويع المواطنين والأطفال بإطلاق أعيرة نارية من وقت لآخر، وكانوا يضعون المتاريس الخرسانية حتى لا يستطيع أحد الدخول أو الخروج إلا بعد تفتيشه من قبل اللجان الشعبية، وأوضح أن رجال الأمن قاموا بتحذيرهم ولكنهم لم يستجيبوا لأى نداءات ولم يتم إطلاق أى أعيرة من قبل قوات الأمن. ويرى شاهد عيان آخر هو عماد كمال كامل (ترزى) أنه شاهد نزول أكثر من 20 مدرعة شرطة انتشرت فى جميع مداخل كرداسة وأضاف أننا كنا فى حالة ذهول من سماع طلقات النار فى الشوارع والكر والفر والشعارات التى كانت تهدد بحرق المدينة من قبل العناصر الإرهابية إذا تم القبض عليهم مضيفاً أن هؤلاء كانوا يحاولون إغراء أصحاب النفوس الضعيفة من البسطاء للسير فى طريقهم لتقديم الدعم المادى. ويقول إسماعيل محمود- من سكان كرداسة: نحن مع جهود الداخلية للقبض على أى فرد خارج على القانون وعدم السماح لأى تجمع فى أى مكان حتى لايعيقون حركة المكان وترويع المواطنين، والحمد لله الشرطة رجعت قوية بدليل الانتشار السريع فور وقوع أى حادث أوالإبلاغ عنه، وأضاف: الآن أرى أن جميع أفراد المباحث الجنائية منتشرة فى أرجاء المدينة بهدف التحرى عن أى عناصر إرهابية. حكاية مركز كرداسة رغم أن الدمار كان فى كل مكان بكرداسة إلا أن الأكثر تدميراً كان مبنى قسم الشرطة الذى حل الخراب عليه بعدما احترقت مبانيه وأقتت النيران على محتوياته، كان الصعود إلى المبنى مستحيلاً وسط الأدخنة والدمار إلا أن أحد عناصر الأمن التى رافقتنا فى رحلتنا الصحفية ساعدتنا للوصول إلى المبنى الذى يحتاج إلى إعادة ترميم، وأكد المصدر الأمنى أن الإرهابيين استهدفوا مبنى قسم الشرطة عقب ثورة 30 يونيو من أجل تفريغ المدينة من أى تواجد أمنى لكى يعيثوا فساداً بكرداسة، مؤكداًُ أن اقتحام المدينة وتطهيرها من الإرهابيين ضربة أمنية ناجحة وثأر لأرواح شهداء قسم كرداسة. يذكر أن حادث قتل جميع أفراد قسم كرداسة والتمثيل بجثثهم فجر حالة من السخط الشعبى، وطالب أهالى كرداسة خاصة والمصريون عامة بضرورة استئصال الإرهاب والإجرام. كرداسة فى سطور مدينة كرداسة تابعة لمحافظة الجيزة، وتم تحويلها إلى مدينة سنة 2007 عدد سكانها حوالى 85 ألف نسمة.. وتشتهر بصناعة العباءات الحريمى ذات الطراز الحديث والتى يتم تصديرها إلى بعض البلاد العربية بجانب توافد السائحين عليها باعتبارها سوقا سياحية، والمدينة مكونة من مجموعة عائلات مع وجود بعض المقيمين من أماكن مجاورة .. ومن المعتاد أن إذا حدثت مشكلة يتم السيطرة عليها من كبار السن والجميع يخضع لما يصدر من أحكام.