رفض التهديدات الغربية والأوروبية بقطع المساعدات عن مصر، وقال إن تلك الأموال لا تزيد على 8 فى الألف من حجم الناتج المحلى، موضحًا أن مصر قادرة على تخطى أزمتها بشرط عودة الأمن وجذب الاستثمارات الأجنبية والعربية، وأشاد بالدور السعودى الداعم لثورة 30 يونيو. السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق والأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب أكد فى حواره ل «أكتوبر» أن مصر لديها أكبر جيش عربى، ومن أهم الاقتصاديات فى المنطقة بعد السعودية والإمارات، وطالب بزيادة الإنفاق الحكومى على البنية الأساسية وخلق فرص عمل جديدة واستعادة معدلات الاستثمار والتنمية. وتحدث عن ملفات كثيرة فى سياق الحوار التالى: n كيف تعبر مصر أزمتها الحالية سياسياً واقتصادياً؟ qq مصر قادرة على تخطى هذه الأزمة، لأنها مؤقتة تتعلق بأزمة سيولة ناتجة عن تراجع الإيرادات وتزايد المصروفات، فضلاً عن زيادة عدد المواليد «5 ملايين طفل منذ ثورة يناير 2011 حتى الآن»، وبالمناسبة هذا العدد يمثل 10 أضعاف تعداد سكان دولة قطر الشقيقة حتى لا نخطأ. الروح التوافقية n كيف ترى موقف قطر من الثورة فى مصر؟ qq الأفضل أن نتعامل مع دولة قطر الشقيقة بالود ونحافظ على الشعورمعها بالامتنان لأنها بادرت بدعم الاقتصاد المصرى ولديها إيداعات بالبنك المركزى المصرى بالرغم من بعض التصريحات غير المسئولة والتى لا تعبر عن حقيقة الصداقة والأخوة العربية، والأفضل أن تكون الروح المتبادلة مع الأخوة العرب توافقية من أجل استعادة الثقة كخطوة أولى لسير القاطرة المصرية. عودة الأمن n وكيف تستعيد مصر تلك القاطرة بسرعة؟ qq لابد من عودة منظومة الأمن بسرعة شديدة لكافة ربوع مصر، ويصاحب ذلك أيضاً توفير وظيفة وعمل لكل مواطن عاطل يكفل له لقمة العيش، خاصة أن لدينا طابورا من البطالة بالملايين يتطلعون لفرصة عمل، وهذا يعتبر علاجا اقتصاديا مهما لعلاج المشكلة الأمنية، لأن من يعمل لا يخرج للتظاهرات فى الشوارع . n وكيف يكون ذلك؟ qq بأن تزيد الحكومة من الإنفاق على البنية التحتية والمشروعات كثيفة العمالة، وأن تزيل كافة العقبات أمام المواطنين، وأمام ضيوفنا من العرب والأجانب الذين يطمحون إلى سرعة عودة عجلة الإنتاج أفضل مما كانت من قبل فى مصر. n لكن العلاقات المصرية بالدول الغربية تراجعت بعد 30 يونيو. qq لاشك أن علاقات مصر بالعالم الخارجى تؤهلها للاستفادة من دعم كل أصدقائها وشركائها فى التنمية، لأن موقع مصر المميز، وحجمها كأكبر دولة عربية ولديها أكبر جيش عربى، وأكبر اقتصاد فى شمال أفريقيا الذى يضم « ليبيا – تونس – الجزائر – المغرب»، وبالأرقام وفقاً لإحصائيات عام 2012 مصر تعتبر ثانى أو ثالث أكبر اقتصاد على المستوى العربى بعد المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ويكون المعيار فى ذلك الناتج القومى المحلى الذى لو احتسب بالقوة الشرائية، وبالأسعار الحقيقية للنقود، ووفق حسابات البنك الدولى، سيحتل الاقتصاد المصرى المركز الثانى بعد السعودية، فكل دولار يستطيع المواطن فى مصر أن يشترى به 7 سندويتشات، أما الدولار فى الإمارات لا يستطيع أن يشترى المواطن الإماراتى به أى شىء. المبادرة السعودية n برأيك كيف تصف مبادرات بعض الدول العربية الشقيقة وعلى رأسها الممكلة العربية السعودية؟ qq لاشك أن المساندة والدعم من جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين رغم أنها شىء متوقع من الأخوة العرب الأشقاء إلا أنها فاقت كل التوقعات من حيث السرعة، ودرجة المروءة، والحمية. n وماذا عن علاقاتنا مع دول الاتحاد الأوروبى والولاياتالمتحدةالأمريكية؟ qq علاقتنا مع دول الاتحاد الأوروبى بها بعض علامات الاستفهام مؤخراً ولكى نتخذ موقفاً يعضد المصالح المصرية الحقيقية فيجب أن نحلل هذه المواقف كالتالى: أولاً بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية فهى تقدم لمصر مساعدات مدنية بمقدار 250 مليون دولار سنوياً، بينما تمثل واردات مصر السنوية من الولاياتالمتحدةالأمريكية مقدار 7 مليارات دولار أى أنها تمثل «66» مرة ضعف ما تقدمه أمريكا من مساعدات لمصر، بينما تمثل صادراتنا لأمريكا مقدار 4 مليارات دولار أى نصف ما نستورده منها، أما بالنسبة للمساعدات العسكرية والبالغة 3.1 مليار دولار فهى تصب بالكامل فى جيب صانعة السلاح « أمريكا» ولا أتصور أن تقدم الإدارة الأمريكية على منع هذا التمويل عن صناع السلاح لديها ، فضلاً عن المقامرة بأنه من المحتمل أن تغير مصر من قواتها المسلحة وتتنوع من مصادرها بما يؤثر ذلك فى منظومة التسلح بدول الشرق الأوسط والمنطقة العربية بصفة خاصة، وهذا تأثير سلبى سيضر المصالح الاستراتيجية والأمن القومى الأمريكى. n وماذا عن العلاقات السياسية والاقتصادية مع دول الاتحاد الأوروبى وعلى رأسها فرنسا وألمانيا وبريطانيا؟ qq دول الاتحاد الأوروبى تعتبر أكبر شريك تجارى مع مصر، وهى أكبر مصدر لمصر للاستثمارات، أما عن المساعدات فهى تقدم لمصر حوالى 150 مليون دولار سنوياً «منح للتنمية» فإذا ما علمنا أن واردات مصر من دول الاتحاد الأوروبى حتى نهاية 2012 تبلغ 19 مليار دولار فإن ذلك يعنى أن كل دولار تقدمه دول الاتحاد لمصر يقابله 135 دولارًا تدفعه مصر سنوياً، وهذه صفقة مفيدة جداً لدول الاتحاد، كما أنها مفيدة أيضاً لمصر لما ينتج عنها من استثمارات وحركة للتبادل معها فى الصادرات، كما أننا لا ننسى أيضاً أن الصادرات المصرية زادت بمقدار 4 أضعاف منذ نفاذ اتفاقية الشراكة مع دول الاتحاد عام 2004. الناتج المحلى n وما تقديرك للمساعدات الأوروبية – الأمريكية التى تمنح لمصر سنوياً ؟ وهل قطع العلاقات معهم يؤثر على الاقتصاد المصرى؟ qq تقديرك للمساعدات الأوروبية – الأمريكية تساوى 1.7 مليار دولار سنوياً، وهذا المبلغ يساوى 8 آلاف من إجمالى الناتج القومى المصرى ، بمعنى أنه إذا كان دخل الفرد فى مصر مثلاً ألف جنيه، فبدون تلك المساعدات سيقل دخل الفرد 8 جنيهات فقط، إذن لن ترهبنا ولن تخوفنا التهديدات بقطع المساعدات من دول الاتحاد الأوروبى أو الولاياتالمتحدةالأمريكية، خصوصاً فإننى أرى هناك تراجع فى الاتجاه من الموقف الأوروبى الذى أعلن ضد مصر مؤخراً. n وكيف جاء هذا التراجع لبعض الدول الأوروبية؟ qq نحن نثمن الجهود الدبلوماسية والموقف العظيم والجولات المكوكية لسعود الفيصل فى دول أوروبا عقب تصدى مصر للإرهاب الأسود، والأرجح أن بعض الدول الأوروبية أخذت تناشد الأطراف فى مصر أن يكفوا عن استخدام العنف، وأن يعطوا فرصة للتفاوض من أجل السعى إلى استمرار الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. n وكيف تفسر موقف ميركل المستشارة الألمانية تجاه مصر؟ qq أنا أتساءل هل يعقل أن 28 سفيراً من دول أوروبا بالإضافة لسفير الاتحاد الأوروبى وسفير الولاياتالمتحدةالأمريكية، لم يستطيعوا نقل الحقيقة بالصورة الصحيحة لعواصم دولهم، أو حتى أن سفارتنا فى تلك الدول لم تستطع نقل الصورة الحقيقية. وتقديرى للموقف أو الصورة بوضوح هو أن ما حدث فى العواصم الأوروبية والأمريكية لا بأس به، وأن الصورة والحقيقة وصلت بالكامل للإدارات المسئولة فى تلك الدول، وأن ما حدث هو أن تلك الدول تجاهلت الواقع والحقيقة خشية أمر لم تعلنه بعد، وهو أن مصر تعمل على وقف الديمقراطية، وحقوق الإنسان. الجبهة الداخلية n برأيك ماذا يجب أن تفعله مصر بعد هذا الزعم الأوروبى والأمريكى؟ qq يجب على مصر الآن تثبيت الأمر الخاص بالجبهة الداخلية بكل صلابة، لأن عودة الجبهة الداخلية للأمان ستعمل على مواصلة علاقتها بجميع الأطراف، كما أننى أنصح عدم مبادراتنا بالعداء لأى دولة أو مقاطعتها. n وما هى روشتتك للاقتصاد المصرى خلال هذه المرحلة؟ qq بعد أن تثبت مصر جبهتها الداخلية بكل صلابة تسعى جاهدة لتوفير وظيفة لكل مواطن لا يعمل، وتوفر الغذاء المجانى والمدعوم لكل من لا يجد قوت يومه، وذلك بالإنفاق على البنية الأساسية من أجل خلق فرص عمل جديدة، وأن تفتح أحضانها بكل حسن نية وبدون شروط لأبنائها فى مصر والدول العربية الشقيقة والدول الصديقة فى مختلف دول العالم، بهدف استعادة معدلات الاستثمار والتنمية، حتى يزداد معدل النمو، عن معدلات السكان . دول صغيرة n وماذا عن موقف بعض الدول العربية الأخرى التى لم تؤيد مصر حتى الآن؟ qq تقصد بكلامك تونس ولبنان وغيرها فهى دول ذات حجم صغير لا تؤثر، أما باقى الدول فقد أعلنت موقفها الرسمى المؤيد لمصر، وحتى الدول الأفريقية فليس بها مشكلة، وتحتاج للتفاهم فى الرؤى لبعض الوقت، بالرغم من أن السودان تجرى تفاوضًا وتتفاهم مع مصر الآن تجاه الأحداث. الإعلام وتدعيم الحقائق n برأيك هل أخفق الإعلام المصرى والدبلوماسية المصرية فى نقل الصورة الحقيقية لدول العالم الخارجى كما يدعى البعض؟ qq لا شك أن الإعلام المصرى كان له دور قوى قبل ثورة المعلومات الحالية، وأظن أنه لا ينقص أى رئيس دولة الآن أن يحصل على كافة المعلومات من خلال جميع وسائل الإعلام المتوافرة، أما وجود أجهزة الإعلام والدبلوماسيين بالدول فالهدف منه هو تثبيت دعائم الحقيقة، حتى لا يسمح لأحد أن يكابر فى وجه الحقيقة الواضحة أمامهم.