حرب شوارع بكل تفاصيلها شهدتها مدينة الإسكندرية الأسبوع الماضى عقب بدء العمليات الأمنية لفض اعتصامى رابعة والنهضة فى القاهرة والجيزة. ورغم الاختفاء التام لقيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة فى الإسكندرية إلا أن أعدادًا كبيرة من أعضاء الجماعة والحزب بدأت الاحتشاد بميدان مسجد القائد إبراهيم عقب تلقى الأوامر من قادتهم، ثم بدأوا الانتشار فى شوارع الإسكندرية لارتكاب كافة أشكال العنف واقتحام أقسام الشرطة وقطع الطرق وترويع المواطنين بإطلاق الأعيرة النارية والخرطوش. بدأت الأحداث فى عدة أماكن مختلفة فى وقت واحد،فى منطقة وسط المدينة قام أعضاء جماعة الإخوان وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى بقطع طريق الكورنيش بمناطق محطة الرمل والازاريطة والشاطبى عن طريق خلع بلاط الارصفة وحرق الإطارات لاستخدامها فى قطع الطريق ،وقاموا بإطلاق الاعيرة النارية والخرطوش بشكل عشوائى ما اثار فزع المواطنين الذين تواجدوا بالشوارع وأخذت السيدات فى الصراخ والاندفاع للهروب من المنطقة مما أدى إلى وقوع العديد منهن بالشوارع،وتوجهت مسيرات لمحاولة اقتحام نقطة شرطة شريف وقسم العطارين والمتواجدة بمنطقة قريبة من شارع طلعت حرب حيث تتواجد البنوك واستمروا فى اطلاق النيران العشوائية مما أدى إلى حالة ذعر غير مسبوقة، وقاموا باقتحام نقطة الشرطة،وتوجهت مجموعات اخرى فى اتجاه مكتبة الإسكندرية ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين وبين الشرطة التى اطلقت الغازات المثيرة للدموع وهو ما أدى إلى تحطم واجهات المكتبة واستمرت الاشتباكات لمدة أربع ساعات حتى قامت قوات الصاعقة بالسيطرة على الوضع فى محيط المكتبة،حيث قام المتظاهرون بقطع الطريق أمام المكتبة فى منطقة الكورنيش وشارع بورسعيد، وبدأوا فى تكسير السيارات والاحتكاك بالسيدات داخلها خاصة غير المحجبات حيث تلقوا وابلا من السباب والاهانات والاعتداءات ومحاولة اخراجهن من السيارات ومنهن عاملات بمكتبة الإسكندرية انصرفن من العمل بعد اشتعال الأحداث. امتدت الاشتباكات والمظاهرات والترويع إلى منطقة الشاطبى ومنطقة باب شرقى حيث حاول المتظاهرون اقتحام قسم شرطة باب شرقى ولكن تصدت لهم القوات الموجودة بالقسم، واتجهوا بعدها إلى منطقة الإبراهيمية حيث قاموا بحرق نقطة شرطة الإبراهيمية واستمروا فى إطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائى. وقد ألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية القبض على شخص مُلتح وبحيازته قُنبلة يدوية وسط المدينة، استهدف من خلالها الاعتداء على قوات الأمن خلال الاشتباكات الدائرة، فى ظل اقتحامهم للمنشآت العامة وأقسام الشرطة وإضرام النيران بها. وقد اشتبه فريق البحث الجنائى بقيادة اللواء ناصر العبد مدير إدارة البحث الجنائى بأحد الأشخاص أثناء مروره فى اتجاه الاشتباكات الدائرة بمنطقة الشاطبى فيما بين أنصار الجماعة وقوات أمن الإسكندرية، وتم ضبطه ومن ثم تفتيشه، وعثر بحيازته على قنبلة يدوية. تم تحرير المحضر اللازم بعد اقتياد المتهم لمديرية أمن الإسكندرية، وعرضه على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، للوقوف على هوية المتهم واتخاذ الإجراءات القانونية. فى نفس الوقت قامت مجموعات أخرى بقطع طريق الترام وأشعلوا النيران فى بعض عربات الترام ، وقاموا بقطع طريق قناة السويس وهو المدخل الرئيسى للإسكندرية من الطريق الصحراوى والطريق الزراعى والطريق الدولى، كما قاموا أيضا بقطع الطرق الرئيسية، الدولى والزراعى والصحراوى. أما فى منطقة كوم الدكة وعند مقر المجلس المحلى للإسكندرية والذى يعتبر مقرًا مؤقتا لديوان عام المحافظة بعد احتراق المقر الرئيسى أثناء أحداث ثورة 25 يناير، فقد كانت هناك معركة أخرى بين أهالى المنطقة وبين المتظاهرين من جماعة الإخوان والذين اقتحموا مبنى المجلس المحلى وقاموا بتحطيم محتوياته ثم اشعلوا النيران فيه، فاشتعلت ثلاثة طوابق من المبنى، كما احرقوا سيارة شرطة كانت تقف بالمكان، وهو ما أدى إلى تصدى أهالى المنطقة لهم ومطاردتهم حتى قاموا بطردهم من المنطقة. وامتدت الاشتباكات إلى منطقة سموحة حيث قطع مؤيدو الرئيس المعزول وأنصار جماعة الأخوان المُسلمين الطريق المؤدى للمنطقة، مُحتشدين بميدان فيكتور عمانويل، عبر إشعالهم لصناديق القمامة وإطارات السيارات، لقطع الطريق المؤدى إلى مديرية أمن الإسكندرية وشارع فوزى معاذ وجاء ذلك تلبية لدعوة حزب الحرية والعدالة بالتجمهر والاحتشاد استعداداً للتحرك للمُشاركة بما أسموه انتفاضة الإسكندرية ضد الدماء المصرية التى تسيل ، بمسجد حاتم. كما شهد محيط مسجد على بن أبى طالب بمنطقة سموحة إطلاق وابل من الرصاص فى الإشتباكات الدائرة بين أنصار المعزول وقوات أمن الإسكندرية، وقنابل مسيلة للدموع. كما احبطت قوات الامن محاولة لاقتحام قسم شرطة الجلاء بمنطقة فيكتوريا شرق المدينة. وفى أقصى غرب المدينة، وفى ساعات الصباح الباكر قام أنصار الرئيس المعزول وبعض البدو بإقتحام قسمى شرطة العامرية أول وثانى، وقسم شرطة برج العرب، كما قاموا بقطع طريق الإسكندرية مطروح بمنطقة أبو تلات وقطع الطريق الصحراوى، فيما أكد شاهد عيان من القاطنين بالمنطقة أن هجوم العرب على قسم برج العرب يأتى ضمن ثأر بينهم وبين قوة القسم والتى قامت منذ أسبوعين بإلقاء القبض على أحد أفرادهم وبحوذته شحنه كبيرة من المخدرات الحشيش ، قاموا على إثرها بالهجوم على القسم منذ أسبوع وقاموا بتكرار المحاولة إستغلالاً لما تمر به البلاد من فوضى نتيجة اشتباكات الإخوان بمختلف أنحاء المدينة وانشغال قوات الأمن بفض اشتباكاتهم. ولم تهدأ الأمور بالمدينة إلا بعد بداية فرض حظر التجول الذى التزم به معظم سكان الإسكندرية.