لم يكتب لأعضاء البعثة المصرية العائدة من دورة ألعاب البحر المتوسط بمدينة مرسين التركية أن تكتمل فرحتهم بما حققوه من انجازات، بعدما تبخرت كافة آمالهم فى الحصول على مكافآتهم المادية أو حتى تكريمهم معنويا من قبل وزارة الرياضة، وذلك بعدما تقدم الوزير العامرى فاروق باستقالته من الحكومة فى ظل الأوضاع السياسية المتوترة فى البلاد، مما جعل اللجنة الأوليمبية المصرية ورئيسها المستشار خالد زين يقرر تأجيل تكريم أبطال المتوسط إلى أجل غير مسمى بسبب الحالة الأمنية وما تشهده البلاد من تظاهرات حاشدة وأوضاع سياسية غير مستقرة، بالإضافة إلى رغبة أعضاء اللجنة فى مشاركة الجميع، فى حين أن هناك عددا من الأبطال الحاصلين على ميداليات بالبطولة يتواجدون خارج القاهرة مما يصعب حضورهم فى ظل الوقت الراهن». العامرى فاروق سبق أن أصدر قرارا بمضاعفة مكافآت الفوز بالميداليات، حيث رصد مبلغ 25 ألف دولار بدلا من مبلغ 12 ألف دولار كمكافأة لمن ينجح فى حصد أى ميدالية ذهبية بالبطولة، ومبلغ 22 ألف دولار بدلا من 11 ألف دولار لصاحب أى ميدالية فضية، و17 ألف دولار بدلا من 8 آلاف دولار لصاحب أى ميدالية برونزية، وذلك بعد إصرار اللاعبين واللاعبات على زيادة المكافآت ورغبة خالد زين فى ذلك لتحفيز اللاعبين على بذل قصارى جهدهم خلال دورة ألعاب البحر المتوسط، والفوز بأكبر عدد ممكن من الميداليات. كان من المتوقع حصول البعثة المصرية على 35 ميدالية متنوعة كحد أقصى، إلا أن ما حدث فاق التوقعات بكثير حيث عادت البعثة محملة ب 67 ميدالية مقسمة إلى 21 ذهب و22 فضة و24 برونز، احتلت على إثرها مصر المركز الخامس خلف كل من إيطاليا وتركيا وفرنسا وإسبانيا على التوالى، ومتفوقة على كافة الدول العربية وبفارق كبير عن أقرب منافسيها الجزائر التى جاءت فى المركز العاشر برصيد 26 ميدالية فقط، وشاركت مصر ببعثة قوامها 183 فرد بين 141 لاعبا و42 لاعبة، ومقسمين على 21 لعبة رياضية. وكان لأبطال رفع الأثقال نصيب الأسد من حيث عدد الميداليات بعد أن نجحوا فى تحقيق 26 ميدالية متنوعة، 10 ذهبية و9 فضية و7 برونزيات، أعقبهم أبطال لعبة الكاراتيه الذين حصدوا 8 ميداليات متنوعة، 2 ذهبية و3 فضية و3 برونزية، ثم أبطال المصارعة ب 6 ميداليات منها واحدة ذهبية و4 فضية وواحدة برونزية، ثم الملاكمة ب 5 ميداليات 2 فضة و3 برونز، ثم ألعاب القوى ب 4 ميداليات، ثم التايكوندو والسلاح لكل منهما ميداليتان، وكلا من تنس الطاولة والجمباز والجودو والقوس والسهم والسباحة والتجديف وكرة اليد حصدوا ميدالية واحدة. شهدت البطولة أول ميدالية ذهبية لمنتخب القوس والسهم، وكذلك أول ميدالية ذهبية لمنتخب كرة اليد فى تاريخ مشاركات مصر بألعاب البحر المتوسط، وهى الميدالية الوحيدة هذا العام لمصر فى الألعاب الجماعية، والذهبية الثانية لها فى تاريخ مشاركتها بألعاب البحر المتوسط، عقب الميدالية الذهبية لمنتخب كرة الطائرة بدورة ألميريا عام 2005. وبعيدا عن أبطال اليد، فإن الألعاب الجماعية خيبت آمال الجميع حيث لم ينجح أى منها، فمنتخب كرة السلة ودع البطولة مبكرا دون أن يشعر بها أحد، بينما اكتفى منتخب الكرة الطائرة بالمركز الخامس رغم أنه كان مرشحا لأحد المراكز الثلاثة الأولى إلا أنه خذل الجميع، وهناك ألعاب أخرى كالشراع والطائرة ومنتخب المعاقين الباراليمبى والكياك والكانوى والرماية والريشة الطائرة اكتفت بمجرد التمثيل، فى الوقت الذى وضع فيه مسئولو اتحادات هذه الألعاب شروطا مسبقة للاشتراك فى البطولة نفذت لهم على أمل تحقيق ميدالية أو احتلال مركز مشرف على أقل تقدير. يذكر أن مسابقات الفروسية ألغيت بسبب رفض اللجنة المنظمة دخول الخيول التابعة لبعض الدول للاشتباه فى إصابتها ببعض الفيروسات!