طهران: مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الإيراني المنتخب بعد التأكد من صحة العملية الانتخابية    قائد القوات الجوية الأوكرانية: إسقاط 24 مسيرة روسية من طراز شاهد    وزير التعليم يتابع امتحانات الثانوية العامة من غرفة العمليات المركزية    نظام جديد لإدارة العمليات المالية إلكترونيا بالمنشآت الصحية    محافظ سوهاج الجديد يوجه بوضع خطة لتطوير المنطقة الأثرية بأخميم    متى يعلن البرلمان خلو مقعد عبلة الألفي بعد توليها منصب نائب وزير الصحة    ملك تايلاند: الأزهر منارة علمية عالمية لنشر الفكر الوسطي المستنير    صنع هدفا وحيدا والأكثر محاولة على المرمى.. ماذا قدم رونالدو في يورو 2024؟ (تقرير رقمي)    بعد الانخفاض.. السعر الرسمي ل الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 6-7-2024 في البنوك    بعد انخفاض درجات الحرارة.. الأرصاد تحذر من موجة حارة تضرب البلاد في هذا الموعد    «التعليم»: ضبط 4 طلاب أثناء محاولة الغش في امتحاني الكيمياء والجغرافيا    تفاصيل مصرع عامل سقط عليه رمال في الواحات البحرية    غارات جوية تستهدف المناطق الشمالية من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    مهرجان العلمين 2024، تفاصيل العروض المسرحية في الدورة الثانية    بعد تعاقدها على فيلم "رزق الهبل".. تعرف على أبرز الأعمال الكوميدية للفنانة منى زكي    أسعار البيض ترتفع اليوم السبت في الأسواق (موقع رسمي)    جمال شعبان يكشف الأسباب المحتملة لوفاة أحمد رفعت    رئيس وزراء بريطانيا الجديد يتعهد من دوانينج ستريت: سنعيد بناء بلادنا    زور توكيل.. تفاصيل القبض على شقيق عصام صاصا في الهرم    انتشال جثمان شاب ثالث غرق في انقلاب سيارة بترعة المنصورية بالدقهلية    وزير الخارجية والهجرة: دول الجوار الأشد تأثرا بالأزمة في السودان    أسعار اللحوم الحمراء اليوم السبت 6 يوليو    «المركزى للتعمير»: 142 مليار جنيه استثمارات تنفيذ 1642 مشروعاً خلال 10 سنوات    هل التهنئة برأس السنة الهجرية الجديدة بدعة؟.. دار الإفتاء تجيب    أسعار اللحوم اليوم السبت 6 يوليو 2024.. الجملي 320 جنيهًا    اسعار الأسماك اليوم 6 يوليو بسوق العبور    سرايا القدس: عدم قدرة جيش الاحتلال على مواصلة الحرب ستجبر حكومة نتنياهو على قبول أي اتفاق    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 6-7-2024    انتظام طلاب الثانوية العامة في دمياط لأداء امتحان الكيمياء والجغرافيا    أيمن الجميل: نجاح المشروعات الزراعية الجديدة بالأراضى الصحراوية يفتح الباب لمضاعفة الرقعة الزراعية    شاهد.. أخر لقاء قبل وفاة أحمد رفعت (فيديو)    يورو 2024| تشكيل منتخب إنجلترا المتوقع لمواجهة سويسرا    البابا تواضروس الثاني يترأس القداس الإلهي وسيامة آباء كهنة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية    هيثم عرابي ينعى أحمد رفعت لاعب مودرن سبورت    عاجل.. الزمالك يرد على أنباء حرمانه من الجماهير أمام الأهلي بالسوبر الأفريقي    «في الساحل الشمالي».. شوبير يكشف عن أولى صفقات الأهلي (فيديو)    الأونروا تحذر من خطر القنابل غير المنفجرة بين البيوت في غزة    «جوميز» يُقيم ملف الناشئين في الزمالك لتصعيد بعض اللاعبين للفريق الأول    وفاة اللاعب أحمد رفعت إثر تدهور حالته الصحية    وزير الثقافة الأسبق: دار الوثائق القومية تعرضت لهجوم من الإخوان    توفيت في حادث سير.. من هي لونا الشبل مستشارة بشار الأسد؟    أبرز تصريحات بايدن في أول مقابلة بعد مناظرته أمام ترامب    احتفالات السنة الهجرية الجديدة 1446 في العراق    مؤلف ففرقة العمال المصرية: أمضيت 7 سنوات في توثيق مشاركة نصف مليون مصري في الحرب العالمية الأولى    تشكيل فنزويلا الرسمي ضد كندا في كوبا أميركا 2024    نتيجة الدبلومات الفنية 2024 "عاااجل" الدور الأول عبر بوابة التعليم الفني برقم الجلوس    6 أعمال احرص على فعلها قبل صلاة الفجر.. تغفر ذنوبك وتوسع رزقك    قصة تاريخ العام الهجري الجديد.. داعية يوضح    رأس السنة الهجرية 1446.. أجمل التهاني والأدعية    حظك اليوم برج العذراء السبت 6-7-2024، على الصعيدين المهني والعاطفي    اتهام محامِ شهير بالتعدي على «فتاة» داخل مكتبه في الهرم (تفاصيل)    يقلل الاكتئاب ويحسن صحة العقل.. فوائد مذهلة للحليب الذهبي    تحمي القلب وتعزز الإبداع.. 7 فوائد صحية لنوم القيلولة يوميا    الزمالك يكشف المبلغ المتبقي لحل أزمة إيقاف القيد    الأنبا إغناطيوس برزي: الأسرار المقدسة منها خمسة عمومية    قداسة البابا فرنسيس يبعث برسالة إلى شباب مؤتمر اللاتين بمصر    «هنمنع عنكم طائرات الأباتشي».. نبيل فهمي يكشف تهديد أوباما بعد ثورة 30 يونيو (فيديو)    الصحة العالمية تحذر من مادة مسرطنة يستخدمها الملايين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جبال مصر.. «دهب سكرى»
نشر في أكتوبر يوم 07 - 07 - 2013

رحلة شاقة استغرقت يومًا كاملًا فى درجة حرارة مرتفعة جدًا، فبعد الوصول لمطار مرسى علم اصطحبتنا سيارة سياحية مكيفة حيث وجهتنا لمنجم السكرى الذى يبعد عن المطار حوالى 30 كم، وقبل الدخول للمنجم مررنا على وحدة أمن وتفتيش ذاتى وهى وحدة يمر بها كل من يدخل المنجم سواء عامل أو مراقب أو زائر، وفى وسط درجة الحرارة الشديدة ارتدى طاقم العمل من المهندسين زى العمل، وكنا معهم بنفس الزى، وهو الخوذة، والنظارة، وجهاز التنفس، والحذاء الواقى، ومعهم بدأت جولاتنا للجبل فوق سطح الأرض، وتحت السطح بمحيط نحو 12 كم طول، وعمق 290 مترًا، وما بين فوق سطح الأرض وفى الأعماق أدق الأسرار حول التراب الذى يتحول إلى ذهب، من أنقى الأنواع فى العالم وهو ما ترصده لكم أكتوبر فى هذه الرحلة إلى منجم السكرى. بداية قالت المهندسة دعاء أبو العيلة مدير الاستدامة وتطويرالأعمال بالشركة صاحبة امتياز البحث والتنقيب واستخراج ذهب جبل السكرى إن هذا الأخير يبلغ طوله 2.5 كم بعرض 100 متر فى الجنوب و600 متر فى الشمال وعلى بعد 30 كم من مرسى علم، مشيرة إلى أن بالجبل 4 مناطق أساسية هى أمون ورع وغزال وفرعون، وقد تم الانتهاء من التنقيب والبحث والتعدين والتكرير لجبلى أمون، ورع ويتبقى بعض المناطق التى يتم البحث فيها بجبل رع، ويجرى أيضًا البحث والتحليل لخام البيرايت الموجود بجبل الغزال.
600 ألف حفرة
وأشارت أبو العيلة إلى أن مناطق جبل السكرى تتكون من صخور تسمى بورفرى موضحة أن أنشطة البحث بدأت منذ عام 1995، وبرنامج الحفر البحثى الفعلى بدأ فى عام 1998، وتم حفر أكثر من 600000 متر حتى الآن .
وأضافت المهندسة دعاء لقد قامت الشركة بإحضار معدات حديثة للحفر فى الصخور الصلبة وهى تستخدم لأول مرة فى مصر فى منذ أكتوبر 2000.
وأشارت إلى أنه حتى الآن تم تعدين أكثر من 600,000 طن من الخام بما يعادل تعدين أكثر من 220,000 أوقية من الذهب، وأن الموقع به أكثر من 4,700,000 طن من احتياطى بمتوسط تركيز 10 جم/طن، ويبلغ إجمالى الاحتياطى للذهب حوالى 4 ملايين طن من الخام، وحجم السبيكة يتراوح من 25 - 30 جم، ويستخرج من كل طن خام حوالى 300 جم من الذهب.
262 ألف أوقية
وأضافت مصنع السكرى أنتج حتى 2012 حوالى 262 ألف أوقية، والمتوقع إنتاج حوالى 300 ألف أوقية حتى نهاية 2013، والمستهدف إنتاج 320 ألف أوقية خلال العام القادم 2014، وحوالى 500 ألف أوقية فى 2015 بعد إضافة التوسعات المطلوبة للمشروع ، مشيرة إلى أن المشروع به كافة الأنشطة الرئيسية ومنها الخدمات والصيانة والمعمل، ومحطة تحلية المياه من البحر وتأتى من على بعد 23 كم، ويتم تدويرها والاستفادة منها فى جميع الأغراض، والبيئة المحيطة، بالإضافة إلى أن الشركة أنشأت محطة لتوليد الكهرباء بقدرة 500 ميجا وات، إلى جانب وجود معسكر للعاملين للإعاشة .
السلامة والأمان
قالت أبو العيلة إن الشركة تعمل جيداً فى ظل اعتبارات سلامة مشددة وتشمل تطبيق النظم الآمنة للعمل، والتداول الآمن للكيماويات فى كل المراحل، وحماية العاملين، وصلابة الهياكل والمنشآت والتدريب المستمر للعاملين، موضحة أن جميع العاملين البالغ عددهم 1500 عامل ومهندس، وجيولوجى، وباحث، ومعظمهم من الخريجين الجدد، والغالبية العظمى من محافظات الوجه القبلى المجاورة للمشروع، ويبلغ نسبة العاملين من الشباب حوالى 60% من حجم العمالة ولا يتعدى سنهم 33 عاماً، ومعظمهم يطالبون بالإبلاغ عن حالات الحوادث أو التصرفات غير الآمنة.
وأضافت: هناك اعتبارات للبيئة، ومنها الاهتمام بالبيئة وتشمل إدراج حماية البيئة فى التصميم، وتعظيم إعادة التدوير وإعادة الاستخدام لمختلف المخلفات فى الموقع، واسترجاع المواد ذات القيمة (المياه، الكيماويات المستهلكة والمحلول الملحى)، وإعادة استخدام المياه المعالجة، وإعادة التدوير والمعالجة خارج الموقع، وعملية الرصد الذاتى.
المنجم السطحى
ومن داخل بطن جبل السكرى وخلال جولتنا مع فريق العمل بقيادة المهندس هيثم عكاشة كبير المهندسين قال لنا إن اكتشاف هذا الجبل يرجع الفضل فيه إلى أجدادنا الفراعنة، ثم جاء من بعدهم الرومان، والإنجليز، وخلال القرن الماضى جاء الهوارى باشا أحد أشهر الباحثين فى جنوب مصر إلى هذا المكان واستقر فيه وبنى منزلاً، ومازال القائمون على المشروع محتفظين به حتى الآن، والآن يشارك رجل الأعمال المصرى سامى الراجحى الشركة الأجنبية فى الاستثمار بهذا المشروع، مشيراً إلى أن مهمة الخبراء والمهندسين العالميين والمصريين تقوم بتحليل عينات التعدين فى الموقع، ثم إعادة تحليل عينات البحث فى أستراليا.
الرقابة
وأضاف: هناك بالموقع منجمان الأول منجم المفتوح ويتم حفره فى صورة مصاطب وإعطاء الجوانب شكل الدرجات العملاقة ويبلغ ارتفاع المصاطب حوالى 10 أمتار، وتمثل كل مصطبة مستوى من العمليات والتى يمكن الحفر فوقها مشيرًا إلى أن تصميم فتحة المنجم يتم بناؤها وفقًا لعدة شروط فنية للوصول إلى الخام بطريقة آمنة وبأقل التكاليف، حيث أوضح أن الهدف الأساسى فى عملية التنقيب والتعدين هو تحديد توزيع تركيزات الذهب قبل التفجير/التعدين حيث يتم عمل تصميم للحفر فى كل مصطبة تعدينية، ويتم أخذ العينات من كل 1.5 متر وتحلل فى معمل الموقع الداخلى، ثم يتم تصنيف الخامة وفصلها عن الصخور الخاوية.
تابع: أن الهدف من عمليات التفجير خلخلة الصخور بين الحفر لضمان سهولة الحفر، ويتم حفر الحفر بناء على تصميم التفجير، ثم توضع المفرقعات داخل الحفر ويكون التفجير محدوداً، ويتم استخدام مفرقعات حديثة آمنة لأول مرة فى مصر، وأهم شىء أن السلامة تأتى أولاً فى كل مكان بالموقع، مع ضرورة تواجد عناصر مدربة ولديها خبرة من وزارة الداخلية (هيئة الأمن العام ). وأضاف المهندس هيثم أن عملية التخطيط للخامة تتم بعد عملية التفجير، حيث يحديد فريق التحكم درجة التركيز عن طريق تحديد المناطق ذات التركيزات المختلفة ثم ترسل الصخور التى لا تحتوى على الذهب لمنطقة المخلفات، أما الخام المحدد بتركيزات الذهب المختلفة فترسل إما لكومات التخزين المختلفة أو للكسارة.
والتقط أطراف الحديث المهندس محمد الحديدى مشرف إنتاج بالجبل حيث أشار إلى أن الحفارات المستخدمة ضخمة للغاية بقبضة تسع 30 طنًا، بالإضافة إلى مجرفات ضخمة بقبضة تسع 45 طنًا وأيضاً شاحنات ضخمة تسع 150 طنًا، مؤكدًا أن مصر أمامها فرص ضخمة للاستثمار فى البحث والتنقيب عن الذهب، حيث تؤكد الدراسات أنها مشتركة مع دول القوس النوبى الغربى والذى يضم دول السعودية، واليمن وتقدر الدراسات إن مصر وحدها بها حوالى 90 جبلا تحتوى على خام الذهب، ولاينقصنا سوى تشجيع الاستثمار فى هذا المجال .
وأشار المهندس محمد الحديدى مشرف إنتاج، إلى أن عملية الإنتاج للذهب تتضمن 8 مراحل أساسية هى التكسير والطحن والتعويم والطحن الفائق واستخلاص بالكربون واستخلاص بالترويق والترسيب الكهربائى والصهر، وأضاف: عملية النقل من الجبل إلى أماكن الفحص والتحليل تتطلب دنابر ضخمة، وبتكلفة عالية جداً موضحًا أن بالمشروع 29 دنبر « 785» يحمل 150 طناً و5 دنابر « 775» ، و4 دنابر «740»، وتقوم تلك الدنابر بنقل حوالى 100 ألف طن من الخام يومياً، وحتى هذا اليوم تم نقل وتحليل ما يقرب من 3 ملايين طن من الخام، حيث إن مراحل إنتاج الذهب من الصخور إلى السبيكة لابد أن تمر بالمراحل الآتية البحث والتعدين ثم التصنيع وهناك صخور لا تحتوى على الذهب فتوضع فى موقع مخلفات الصخور، ومخلفات التصنيع توضع فى موقع مخلفات التصنيع، ويتم تحديد مناطق تواجد الذهب، ويتم أخذ الخام الحامل للذهب.
توسعات المرحلة الرابعة
وأشار الحديدى إلى أن المرحلة الرابعة لتوسعات المشروع تتضمن دوائر جديدة للتكسير والطحن والتعويم والاستخلاص .
أما غرفة الذهب الخالص فبها إجراءات أمنية متشددة وأفراد أمن وكاميرات مراقبة وتفتيش ذاتى لكل من يدخل الغرفة أو يخرج من غرفة الذهب مزودة بكاميرات مراقبة فى كل الاوقات داخل غرفة الذهب، بالإضافة إلى التواجد الحكومى لأنشطة الصب والشحن والنقل، بالإضافة إلى وجود مفتشى هيئة الثروة المعدنية يشاركون فى كل الأنشطة .
وحول الجملة الأخيرة لاستخراج الذهب أوضح الحديدى يتم وزن وترقيم سبائك الذهب، ويتم التسجيل فى سجلات مع هيئة الثروة المعدنية والمنجم، بالإضافة إلى وجود هيئة الدمغة والموازين بهدف تحليل وإعداد السبائك، واعتماد شهادات السبائك.
نظام الكومات
أضاف: الهدف الأساسى للشركة هو الحصول على أرباح من خامة تكون منخفضة التكلفة و التركيز، ويعرف هذا النظام بالكومة لأنه يوضع الخام فى كومة بدون تكسير أو طحن ويتم رى الكومة بواسطة محلول مخفف من السيانيد، والذى يعمل على إذابة الذهب، ويترك الخام 18 شهراً داخل القواعد.
ذهب عالى التركيز
وحول عملية التعدين تحت سطح الأرض والمشهورة بالمناطق ذات التركيز العالى من الخام فى عمق يصل إلى 290 مترًا، بطول 12 كم اصطحبنا فريق البحث المكون من المهندسة دعاء أبو العيلة والمهندس حسام الدين أبو العطا مهندس تعدين تحت سطح الأرض، والذى أوضح لنا أن البحث فى هذه المنطقة هدفه زيادة الاحتياطى لخام الذهب إلى جانب زيادة عمر المنجم، مشيرًا إلى أن عملية التطوير للمنجم تحت السطح بدأت فى أواخر 2009، وبدأ أول تعدين لخام الذهب تحت السطح فى أكتوبر 2010، وأوضح أن عملية التعدين تحت سطح الأرض عملية تشغيلية متخصصة، ويستخدم المنجم فيها مقاولون متخصصون على مستوى عالمى
مع مراعاة السلامة والآمان كأولوية قصوى، مضيفاً أن المنجم تحت سطح الأرض عبارة عن منحدر تجاه الخامة، والمنجم مزود بالمروحة الأساسية بهدف توفير الهواء المتجدد للمنجم ، وبالمنجم المنحدر الثانى للتهوية.
مراحل النجاح
أما العالم والخبيرالجيولوجى اندي ديفيدسون رئيس تطوير الأعمال وعلاقات المستثمرين بالشركة وأحد أهم المسئولين «بمنجم السكرى» فقد أكد أن هناك العديد من الأسباب التى أدت إلى نجاح المشروع وجنيه حتى الآن العديد من المكاسب أهمها أن الخطط التى يسير عليها المنجم على الطبيعة تسبق الخطط المدروسة بمراحل، فالإنتاج بدأ من عام 2010 ب 100 ألف أوقية وسيصل إلى 500 ألف أوقية فى 2016، والتكلفة الفعلية للإستثمار ستصل إلى مليار دولار فى نهاية العام الجارى 2013، وأن مراحل تقسيم الأرباح بنسبة 50 % + ( 3 % أتاوات) لصالح مصر، 50% لصالح الشركة ستبدأ مع بداية 2016 حينما تحصل الشركة على جميع حقوق استثماراتها، مشيراً إلى أن الشركة غير مسئولة عن الهدايا التى قدمت للرئيس السابق وحكومته ولم تقدم له أى هدايا، بل إن الأمر تأكد بوجود إحدى الشركات التى تعمل فى مجال التنقيب والبحث وتنتج سبائك فى حجم ال 5 كجم ذهب، هى التى قامت بذلك أما الشركة فأقل سبيكة لديها تصل إلى 25 كجم ذهب، مضيفاً أن الشركة يتم معاملتها بشكل مختلف عن مثيلتها من الشركات المالتى ناشيونال التى تعمل فى مصر فيتم إجبارها على دفع سعر الديزل «المحروقات» بالسعر العالمى، بل وبأثر رجعى منذ بداية العمل فى 1994، إلى جانب تغريمها أكثر من 403 آلاف جنيه بالإضافة إلى فرض مبالغ أخرى على الشركة بخلاف الأرباح، نافيا تهريب الذهب لكندا أو غيرها من الدول وأوضح أنه يتم نقل الذهب لتكريره هناك بسبب عدم وجود معامل لتكرير الذهب مصر، كما أن الحكومة المصرية فى الإتفاق معها لا تريد سبائك ذهب بل تريد سيولة نقدية، لافتاً إلى إن منجم السكرى يراقبه ويعيش فيه مفتشون من الثروة المعدنية، وجهاز المحاسبات، يتابعون مراحل الإنتاج لحظة بلحظة من باطن الجبل حتى خروجه للبيع، مضيفًا إن اجمالى الاستثمارات التى تم ضخها حتى الآن وصلت إلى 836 مليون دولار وستصل إلى مليار دولار نهاية العام الجارى، وأن العائد الذى حصلت عليه بالشركة حتى الآن هو 900 مليون دولار، ولم يتم توزيع أى أرباح منه على المساهمين بل تم ضخه فى المشروع، كما أن الشركات المصرية الموردة للمشروع والبالغ عددها 6 آلاف شركة حصلت على 650 مليون دولار .
المرتبة 22
وأوضح أندى منجم السكرى هو أول منجم ذهب حديث فى مصر، والدراسات تقول إن هناك مناجم أخرى ولكنها ليست بحجم السكرى، سيصبح السكرى بعد 2016 فى المرتبة 22 على مستوى العالم إنتاجاً، أما الاحتياطى المقدر للمنجم فيبلغ حوالى 5.15 مليون أوقية، وهو مستمر فى النمو.
أندى إلى أنه قبل 2004 لم يكن هناك أى شركات منافسة للشركة للعمل فى السكرى، وبالشركة وقتها بدأت فى عمليات البحث والتنقيب بعد حصولها على اتفاقية الامتياز وكنا الشركة الوحيدة التى تعمل فى مصر، ونتميز دون عن لأى شركة فى العالم بثلاثه مميزات هى الالتزام بالاتفاقية ومواعيد الإستخراج وكميات الإنتاج والتكرير، والميزة الأخرى توفير الانتقال والتأمين وسداد الأرباح للمساهمين والمشاركين معنا ممثلة فى هيئة الثرة المعدنية، والميزة الثالثة تقليل التكلفة الإجمالية للإنتاج، إلى جانب الامتيازات الموجودة فى مصر والتى يتمتع بها جميع المستثمرون من خريجى الجامعات والمتخصصين، وسهولة تدريبهم، والعمالة الرخيصة.
فإذا ارتفعت أوقية الذهب فى البورصات العالمية ارتفعت الأرباح وهذا ما حدث العالم الماضى بعد أن وصل سعر الأوقية إلى 1400 دولار .
أضاف أن: مؤشر حرصنا على النجاح هو استمرارنا حتى الآن فى المنجم رغم كافة الصعوبات وخروج مئات المستثمرين من مصر على خلفية سوء المناخ والظروف المحيطة بالاستثمار فى مصر، وتابع: أنتجنا منذ 4 سنوات حوالى 150 ألف أوقية فى 2010، 200 ألف أوقية فى 2011، و260 ألف أوقية فى 2012، ومن المتظر أن يصل الإنتاج هذا العام 2013 نحو 310 آلاف أوقية، وفى 2014 سننتج حوالى 410 آلاف أوقية، وفى 2015 سيزداد الإنتاج إلى 420 ألف أوقية، وسيصل الإنتاج فى 2016 ما بين 450 – 500 ألف أوقية فالإنتاج يزداد ونسبة النمو والأرباح تزداد وتعتبر الشركة من أقل الشركات المنتجة للذهب تكلفة فى العالم حيث إن إنتاج 262 ألف اوقية تكلف 669 دولار للأوقية الواحدة، موضحًا أرقام ومؤشرات الحكومة المصرية لا تكذب فإن حجم الاستثمارات خلال 2012 – 2013 انخفض 10 مليارات فى مصر ورغم ذلك إستمرت بالشركة فى ضخ إستثماراتها مع مساهميها دون النظر لأى مخاطر أو معوقات للإستثمار سواء من ناحية الاستقرار السياسى والأمنى، وإضراب العمال وغير ذلك، وتابع أندى الفائض يتم إستثماره فى مصر لبناء مشروع تعدينى عالمى، وحتى الآن لم يحصل أى مستثمر مع الشركة على سنت من الأرباح .
مليار دولار
وأوضح أندى أن إجمالى الاستثمارات التى بلغت836 مليون دولار ضخت فى نفقات الإنشاءات والبحث والتنقيب، وشراء الحفارات والماكينات والآلات، منها حوالى 650 مليون دولار كانت للشركات والموردين المصريين الذين وصل عددهم أكثر من 6 آلاف شركة مصرية أضاف: عائد الأرباح السنوى يبلغ 4 مليارات دولار، بالإضافة إلى 450 مليون دولار أراها إتاوات ستحصل عليها هيئة الثروة المعدنية خلال 20 عاماً، وستقسم الأرباح حسب إتفاقية الامتياز التى وقعت مع الشركة وبين هيئة الثروة المعدنية ب 50 % الشركة، 50 % + ( 3 % لهيئة الثروة المعدنية فى شكل إتاوات) وهو أعلى من المتوسط العالمى، «مقارنة بدول مثل مالى وأوغندا وجنوب أفريقيا تدفع للمستثمر ما بين 60 إلى 63% سنويًا «بالإضافة إلى 10% تدفع للشركة الفرعونية لمناجم الذهب فى أول عامين من جنى الأرباح ثم 5% أخرى خلال العامين التاليين، أما نصيب الحكومة المصرية ممثلة هيئة الثروة المعدنية فسيرتفع من 150 إلى 200 مليون دولار سنوياً فى حالة عودة سعر الذهب إلى ما كان عليه 1600 دولار للأوقية .
وتابع قامت الشركة بدفع جزء من مستحقات مصر من حصتها فى اقتسام الأرباح لدعم ومساندة الاقتصاد المصرى، خاصة مع تراجع الاحتياطى النقدى الأجنبى، حيث تم توفير نحو 9 ملايين دولار للخزانة العامة للدولة، تم دفعها خلال شهر مارس الماضى.
سعر الأوقية
وأضاف: أندى ميزة منجم السكرى أنه لا يتأثر بانخفاض سعر الأوقية للذهب فى البورصات العالمية لأن كميات الإنتاج تعوض هذا الانخفاض، والسبب الأهم أن الشركة تقوم بخفض تكاليف الإنتاج للذهب، وهو عكس ما يتم إنتاجه من الذهب فى مناجم أخرى على المستوى العالمى أو المحلى.
ويشير إلى أن المستثمرين معظمهم من الأفراد سواء من دول أوروبا أو أمريكا، ومن المصريين مجموعة جوزيف الراجحى وهى التى تعد أكبر مساهم فى الشركة لا تزيد حصتها على 6.5% من الشركة، تلتها صناديق معاشات وتأمينات وصناديق استثمار طويلة الأجل منها عدد كبير من الصناديق والمستثمرين على دراية بطبيعة نشاط التعدين وحجم العوائد التى يحققها ولكن على الأجل الطويلة.
العمالة
أوضح رئيس عمليات التطوير أن العمالة الأجنبية فى الشركة لا تزيد على 10% وهى أقل من المسموح به قانونًا، وحتى الآن يعمل فى الشركة حوالى 90 % من العمالة المصرية المقدرة ب 1500 عامل بالإضافة إلى أن المشروع يوفر حوالى 3 آلاف فرصة عمل غير مباشرة فى الصناعات التكميلية والصغيرة الموردة لمنجم السكرى، وزاد عدد العاملين بالمشروع خلال عام الثورة 2011 ما يقارب 50 % فى الوقت الذى ارتفع فيه حجم البطالة إلى 32%، بالإضافة إلى أن الشركة تعمل بأحدث التكنولوجيا والمواصفات العالمية للممارسات التشغيلية، إلى جانب تدريب العمال والفنيين والجيولوجيين فى الخارج على أحدث الأساليب العالمية، وإنتقل عشرات من العمال المحترفين الذى تدربوا فى الشركة إلى شركات عالمية بالخارج، والآن المدير التنفيذى للمشروع مصرى 100 %، وكذلك مدير التفجير مصرى تدرب وتعلم منذ قدومه للمنجم، وأغلب العمالة بالمنجم من محافظات الصعيد المجارة للمنجم يصل تعدادهم حوالى 50 % من حجم العمالة، بالإضافة إلى أن 60 % من العمال أعمارهم لا تزيد على 30 عامًا.
ومنجم السكرى وضع مصر على خريطة مصنعى الذهب فى العالم وقام ببناء كوادر تعدينية ستقود صناعة التعدين خلال السنوات القادمة .
المشاكل
وطالب أندى، بتوفير الاستقرار السياسى والأمنى، خاصة للاستثمار طويل الأجل، وارتفاع سعر الديزل لشركة بعينها كما حدث معنا ولم يطبق بأثر رجعى للشركات الأخرى، فرض الإتاوات على الشركة بخلاف نسبة الأرباح المتفق عليها، وبخلاف ذلك ليس هناك أى مشاكل أو معوقات أمام الشركة.
أما بالنسبة للطاقة والكهرباء فالشركة منذ بداية عملها فى 2004 أنشأت محطة للكهرباء بطاقة 50 مليار ميجا وات أكبر من المحطة المغذية لمدينة مرسى علم بالكامل وتكفى احتياجات المشروع وتفيض.
وأضاف بالنسبة للحفاظ على البيئة فلقد قامت الشركة بالدراسات المناسبة بهدف حماية البيئة بالرغم من أن أقرب مكان للمشروع يبعد حوالى 25 كم مربع، وضع أجهزة امتصاص التفجيرات والضوضاء، والعادم من التفجير خلال مراحل التنقيب والحفر والقياس، وتقوم الشركة من جانبها كمسئولية اجتماعية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.