فى أمسية نقدية أقامها المجلس الأعلى للثقافة تحت عنوان "ثلاثون عاما على رحيل أمل دنقل" حضرها عدد قليل من الكتاب والشعراء وتحدث فيها بعضهم عن أهمية شعر أمل دنقل ومدى تأثيره على المناخ الشعرى والأدبى فى مصر خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، وقد بدأت الإذاعية والشاعرة حكمت الشربينى حديثها بأبيات شعر أمل دنقل "لا تحلموا بعالم سعيد فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد" وقالت إن ما علينا سوى أن نقرأ مقتل القمر وتعليق على ما حدث وأوراق الغرفة 8 حتى نستطيع أن نرى مدى عبقرية هذا الشاعر، كما تناول الشاعر أحمد طه حياة أمل دنقل متحدثا عن تناول الصحف لحياة أمل دنقل خاصة بعد تعرضه للإصابة بالسرطان فى غرفة رقم 8 وخصوصية الأشعار التى كتبها أثناء مرضه، مشيرًا إلى أن تلك الفترة تناولت الجانب الذاتى لدنقل. وأضاف أنه يعد بحق شاعر تلك الفترة التاريخية خاصة أن كتاباته الشعرية أو النثرية أخذت الجانب الملحمى فعبرت عن التحولات السياسية فى تلك الفترة ومما يميز أشعاره أنه كان يميل إلى الوضوح الشعرى والعراقة البلاغية فى وقت واحد ويظهر ذلك فى قصيدة الطيور وقصيدة الخيول وقد أبدع فى أشعاره الأخيرة التى كتبها وهو على فراش المرض والتى تجسد رؤيا الموت والرعب من زائر الموت. وتحدث الناقد شريف رزق عن شعر أمل دنقل بأنه ليس مجرد تعبير عن مرحلة تاريخية بقدر ما هو تعبير عن سياسة الشعر فهو يمتلك العديد من الأدوات اللغوية وغير اللغوية وشعر السرد والقصيدة والحوار الدرامى واستعرض رزق عددا من أشهر أشعار دنقل كما أكد أن أشعار دنقل لم تكتشف بعد فشعره يتخطى كثيرا حداثة كثيرين ممن جاءوا بعده. أما الشاعر شعبان يوسف فقد تناول النواحى الجمالية فى كتابات دنقل فهو دائما موجود بالإضافة إلى توافر الموهبة النقدية لديه فهو يقدم مزيجا من الوعى السياسى والوعى الجمالى مؤكدا أن أعماله ستظل باقية بالمقارنة بين شعره وشعر ثورة يناير فشعر دنقل سيظل باقيًا أما شعراء ثورة يناير فالأيام سوف تظهر الخامات الجيدة لأن ما يبقى هو الجيد. من جهه أخرى انتقد أن يتجاهل المثقفون ذكرى أمل دنقل قائلًا: نحن الشعراء نلام على عدم الاحتفال بأمل دنقل الاحتفال اللائق فى حين تخلو القاعة من الحضور سواء مثقفين أو إعلاميين أو شعراء أو كتاب مقارنا بين الاحتفال هذا العام بدنقل وبين احتفال عام 2003 إذ كانت تعج القاعة بالمهتمين بشعره متغنين به وأضاف أن هذا التجاهل هو نفس ما حدث فى الاحتفال بذكرى جلال عامر.