الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة، وفيما يبدو أننا مازلنا نتخبط طريقنا إلى الديمقراطية، وبالتالى لا نسير خطوات محسوبة ليس لحُسن النية فقط، ولكن للجهل بأبسط قواعد الديمقراطية! فالسادة والسيدات من أبناء هذا الوطن أصحاب الحق فى التصويت، والذين منحوا أصواتهم للرئيس مرسى إما عن قناعة وإما ممن يخشون عودة نظام مبارك مرة أخرى، كلهم فى النهاية منحوه أصواتهم التى تبلغ نصف المصوتين أكثر قليلا أو أقل قليلا لا يهم، المهم أنه أصبح رئيسا لهذا البلد! فإذا أراد الشعب المصرى الذى قام بثورة رائعة أن يزيح الرئيس عن الحكم فهناك قواعد أخرى تتبع، أما إلهاء الناس عن طريق حملات توقيع لا طائل منها، فهذا مضيعة للوقت والجهد والمال! أقول هذا بعد أن بدأت حملة «تمرد» تنتشر فى أرجاء البلاد لتجميع التوقيعات لسحب الثقة من الرئيس، وهو أمر به الكثير من الوعي، لكنه لا يمت للممارسة الديمقراطية بشيء، لاسيما أن الجانب الآخر الممثل فى جبهة الإنقاذ وأحزاب المعارضة قد خذلونا وجعلونا عبرة لمن لا يعتبر، بعد أن انقسم رأيهم وتشتت جمعهم، وبدلا من أن ينزلوا إلى الشوارع والحوارى والأزقة والمدن والقرى والنجوع، ناضلوا فى الفضائيات وأمام الشاشات والميكروفونات، وتركوا الساحة نهبا للإخوان المسلمين والسلفيين يبتزون فقراءنا، ويستغلون جهلهم وحاجتهم، بينما السادة المناضلون يهرجون فى القاهرة! لو كان هؤلاء قد اهتموا بالشارع وبالمواطن المصرى حقا، ما كنا أصبحنا فى هذا المأزق بين رحى الإخوان والسلفيين، وكان عليهم بدلا من أن يضيعوا جهدهم فيما لا طائل منه، بمناشدة الجيش التدخل أحيانا، وجمع توقيعات لإسقاط الرئيس أحيانا أخرى، أن يكونوا جادين ووطنيين، وأن ينزلوا إلى كل مكان فى مصر يتحدثون إلى الناس ويتفاعلون معهم، ويزيلون الغبار العالق فى عقولهم، وقبل هذا وذاك أن يتفقوا أولا فيما بينهم على مرشحهم القادم، وأن يستعدوا للانتخابات النيابية القادمة! أم أنهم كانوا ينوون سحب الثقة، ثم يتفرق الحكم بينهم وهم لا يستطيعون حتى أن يغلبوا أحدهم أو يتخذوه زعيما!