ما أعلنه وزير التربية والتعليم د.إبراهيم غنيم - مؤخرًا - عن اتجاه الوزارة لإلغاء الشهادة الابتدائية واعتبار سنة سادسة ابتدائى سنة نقل عادية.. والشهادة الإعدادية هى شهادة إتمام مرحلة التعليم الأساسى.. يدعونا للخوف والقلق خاصة أن معاليه لم يبد الأسباب والأهداف وراء هذا الاتجاه وما هى الفائدة التى ستعود منه على التلاميذ؟! وكنت أرى أن الأمر كان يتطلب إجراء دراسة مستفيضة من جانب التربويين ومعلمى مرحلة التعليم الأساسى قبل أن يعلن الوزير هذا الخبر حتى لا نفاجأ بآثاره السلبية ونكرر أخطاء الماضى من التخبط فى السياسة التعليمية والشواهد خير دليل على ذلك.. فمرة يتم إلغاء الصف السادس الابتدائى مما تسبب فى حدوث الدفعة المزدوجة التى أرهقت الجامعات بالأعداد الكبيرة من الطلاب.. ومرة أخرى تتقرر عودتها فأدت إلى حدوث السنة الفراغ! والحقيقة أن هذا القرار غير المدروس سيزيد من مشاكل وصعوبات القراءة والكتابة لدى تلاميذ هذه المرحلة ويخرج لنا أجيالا تعانى من صعوبات ومشاكل فى القراءة والكتابة تمتد للجامعات.. وهذه من المشاكل التى تواجه التعليم المصرى.. وخير مثال لذلك ما كشف عنه المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية - وقتها - فى أحد المؤتمرات بأن أحد خريجى كليات التجارية تقدم بطلب للحصول على قرض من الصندوق الاجتماعى كان مليئًا بالأخطاء الإملائية والكتابية.. كتبه الخريج كالآتى: (إنه يريد قردًا من قرود الصندوق الاجتماعى) إضافة إلى رداءة الخط! فما بالكم.. إذا ألغينا امتحان الشهادة الابتدائية الذى يعد بمثابة «فلتر» يحد من مشاكل القراءة والكتابة قبل أن يسمح للتلاميذ بالمرور للمرحلة الإعدادية.. فإنه سيزيد من الطين بلة ويزيد من أعداد التلاميذ الذين يصلون للمرحلة الإعدادية ولا يجيدون القراءة والكتابة.. وفى الوقت الذى نطالب فيه بالجودة وتطبيق معاييرالجودة والاعتماد فى تعليمنا ومدارسنا بدءًا من الحضانة وحتى الجامعات ليتواكب مع دول العالم المتقدم. يا سادة.. إننى لست ضد هذا القرار ولكنى أريد أن يكون مرتبطا بدراسة مستفيضة قبل تنفيذه.. ولا مانع من أن نأخذ رأى هيئة الاعتماد والجودة لأن هدفنا فى النهاية هو صالح هذا البلد.. وأن الاهتمام بهذه المرحلة العمرية وهى مرحلة التعليم الأساسى شىء مهم وضرورى للارتقاء بمستوى التعليم فهى بمثابة مرحلة «الأساس» الذى نضعه لبناء الشخص المصرى.. ومعها إذا أجاد التلميذ فإنه يجيد طوال عمره.