وسط صمت وتجاهل غريب من الدول الإسلامية، أصدرت إسرائيل خمس ترجمات لمعانى القرآن الكريم.. ويرى الخبراء فى موقف الدولة العبرية غرضا خبيثا بنشر القرآن فى الغرب بترجمات تحمل مغالطات خصوصا ما يتحدث عن بنى إسرائيل. يقول الدكتورجمال الشاذلى رئيس مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة وأستاذ الأدب العبرى المعاصر، إن ترجمة معانى القرآن الكريم بإسرائيل جاءت على حسب فهم العلماء اليهود القاصر أو الصورة المسبقة عن الإسلام، كما أن عداءهم للإسلام به نوع من التحفز المسبق ضد الإسلام وخاصة أن أغلب الجماعات التى يتحدث عنها القرآن الكريم هى جماعة بنى إسرائيل لذا فهناك أخطاء كثيرة جدا بهذه الترجمات البعض منها متعمد والآخر يكون نابعا من الجهل بالمعنى الحقيقى للقرآن وقدسيته وقيمة الإسلام كدين وكهوية، محذرا من خطورة زيادة الإقبال على ترجمة معانى القرآن الكريم بالعبرية بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر بصفة خاصة، حيث وزعت نسخ كثيرة فى الغرب. وأضاف الشاذلى أن مجمع الملك فهد بالسعودية له فضل كبير فى ترجمة معانى القرآن الكريم إلى لغات عديدة منها الإنجليزية والفرنسية وأصدر تقريبا ترجمة جديدة للقرآن الكريم شارك فيها أساتذة اللغة العبرية بمصر، ولكن فى الحقيقة إصدار ترجمة معانى القرآن الكريم بالعبرية هو عمل يفرضه الشق الدينى والقومى، ولكن فى حقيقة الأمر هو موضوع يحتاج إلى دعم مالى كبير للغاية وكالعادة خاطبنا مجموعة من الجهات التى من المفترض أن يكون لها دور فى القيام بمثل هذه الترجمات بمصر، وكان الرد سلبيا لأن الثقافة والاهتمام بالعلم بما فيها الترجمة يأتى بالمرتبة السابعة والثامنة فى اهتمامات المسئولين، ورغم أن هذا بالطبع موضوع لا يقل أهمية عن أى قضية مهمة بمصر، وأتصور أن الأزهر بقيمته وقامته كان يجب أن يكون له دور بوصفه أكبر مؤسسة إسلامية بالعالم، ولكن دائما ما يكون الدعم المالى عقبة كبيرة، كما إننا فى حاجة إلى فريق من المترجمين لغويا وتاريخيا وأدبيا وثقافيا وفى البداية دينيا فى حين إننا نجد على الجانب الآخر أن إسرائيل ترجمت معانى القرآن الكريم عن طريق أشخاص أو مجموعة متخصصة بالديانات والاستشراق فقط لا غير، ولهذا يوجد أخطاء خطيرة جدا موجودة فى هذا الإطار وكان فى مركز الدراسات الشرقيةبالقاهرة منذ عشر سنوات مؤتمر عن ترجمة القرآن الكريم للغات الشرقية أواللغات الأجنبية وهناك أخطاء كبيرة للغاية استخرجها الباحثون من داخل تلك الترجمات والأخطر أن هذه الترجمة عندما تنقل وتكتب حتى إذا تمت الترجمة فى مرحلة لاحقة للترجمة الأولى تكون أكثر تأثيرا عما يأتى بعدها من ترجمات بالإضافة إلى ثقة الغرب الكبيرة فى إسرائيل وفقدان الثقة فى العرب حتى فيمن لهم صلة بدينهم فى نظرة تحمل الكثيرمن الشك ضد العرب والمسلمين. ومن جانبها قالت الدكتورة ليلى أبو المجد أستاذ «التلمود والمشنا» بجامعة عين شمس قسم اللغة العبرية أن ترجمة معانى القرآن الكريم التى أصدرها مجمع الملك فهد هى ترجمة قريبة إلى حد ما من الترجمة المرجوة، فقد اشترك فيها ثلاثة من أكبر أساتذة اللغة العبرية بالجامعات المصرية وهم الدكتور محمد خليفة حسن والدكتور عبد الوهاب وهب الله والدكتور محمد أبو غدير، وللأسف مصر لم تتمكن حتى الآن من الوصول للدرجات العلمية التى تجعلها تترجم مثل ترجمة معانى القرآن الكريم وغيرها مما يشبهها من ترجمات. ومن جانب جامعة الأزهر يقول د. سامى الإمام رئيس قسم اللغة العبرية فى كلية اللغات والترجمة إن القسم يعانى من نفس المشاكل التى تعانيها أقسام اللغة العبرية فى الجامعات الأخرى بمصر بالنسبة لترجمة معانى القرآن الكريم إلى العبرية كما نوه إلى أنه منذ عشر سنوات كانت هناك محاولات تحدث فى قسم اللغات والترجمة لترجمة معانى القرآن الكريم للعبرية ولكنها لم تتم حتى الآن لأسباب مادية وقيود علمية نعانى منها جميعا إلى جانب اصطدامنا بأمور إدارية وروتينية. ويرى د. سامى أن ترجمة معانى القرآن الكريم للعبرية هو تفسير سيفيد كثيرا اليهود الذين يقبلون على الدخول إلى الإسلام ولابد أن يكون هذا التفسير تفسيرا حديثا ومعاصرا يتناسب مع مفاهيم العصر الذى نعيش به حتى يتمكن من يقرؤه من فهمه جيدا وبصورة صحيحة فى حين أن الترجمات التى صدرت لمعانى القرآن الكريم بالعبرية فى إسرائيل مليئة بالأخطاء المتعمدة التى تجعل من يقرؤها يختلط عليه الأمر وكان أكثرها نقدا ترجمة «ريفلر» الرابعة التى ترجمت معانى القرآن ترجمة مباشرة وحرفية دون الحفاظ على قدسيته الأمر الذى أوقع المترجم فى أخطاء كثيرة تخل بمعنى النص. وأضاف أن الثقافة فى مصر بها تقصير كبير فيما يخص أعمال الترجمة التى تأتى فى الأساس من الجهات المسئولة سواء كان فى الترجمات التى تصدر للقرآن الكريم بالعبرية أو ترجمة العهد القديم إلى العربية، ولكن هناك مجموعة من أعضاء هيئة التدريس للغة العبرية بكلية اللغات والترجمة الآن تبذل جهودا للتوجه إلى مؤسسة الأزهر لترجمة معانى القرآن الكريم للعبرية ونرجو أن تتحقق قريبا بإذن الله.