من لجأ إلى الوساطة «ناقص» يريدها أن تكمل من نقصه، ومن توسط لغير الحق «ناقض» للعدل فى نصه، الجمعية التى تحسن بالوساطة، والرئيس الذى يتأثر بالوساطة والمجتمع الذى تسوده الوساطة، كل أولئك يحكمون على أنفسهم بشلل الفكر وعجز البصيرة وسوء السيرة، لأنهم لا يرون إلا بأعين غيرهم ولا يسمعون إلا بآذان غيرهم ولا يحكمون إلا بأفكار غيرهم من المتوسطين لمآرب أو الموسطين لمكسب، الوساطة خلل فى ميزان العدالة يرفع الرمم ويدفن الجواهر وهو بالتالى جناية الحاضر على الحاضر، وجناية الحاضر على المستقبل الخاسر! الوساطة مرض أعراضه الغرض، إذا انتشرت عداوه أصاب المظلومين بالميكروب ولم يتأثر به حامل الميكروب، الوساطة ثعبان لين جيمه فى يد الظالم، ونابه فى عنق المظلوم، الوسيط متهم لو كان حسن النية، لأنه يستغل مكاناته لدى المتوسط إليه فيحد من حريته، فهو يجنى جنايتين، جناية على الحرية وجناية على حسن النية، حكموا الضمائر، ولا تستعينوا على مصائركم بما يعمى البصائر يا قادة الأمة.