يبقى فى شهر مارس يوم تاريخى فى تاريخ دار الإفتاء المصرية حيث يشهد هذا اليوم إعلان اسم المفتى المرشح من قبل هيئة كبار العلماء كأول مفت لا يتم تعيينه من رئيس الجمهورية بل اختياره من بين عدد من المرشحين. وكانت دار الإفتاء تتبع وزارة العدل فى كل شىء ومع قرب انتهاء مدة التجديد لمدة عام للمفتى الحالى د. على جمعة مفتى الديار الحالى بعد أن بلغ سن المعاش واتخذ المجلس العسكرى العام الماضى قراراً بالمد له فى منصبه لمدة عام تم وضع نظام جديد يتم فيه الدمج ما بين الانتخاب والتعيين حيث تقدم 17 مرشحاً للمنصب الجديد ممن تنطبق عليهم شروط الترشح ويحملون درجات أستاذ وأستاذ ورئيس قسم أو عميد كلية.. وقامت هيئة كبار العلماء بتشكيل لجنة لبحث السيرة الذاتية للمرشحين للمنصب والتاريخ الوظيفى لكل مرشح على أن يختار من بين المرشحين ثلاثة يتم التصويت عليهم من قبل أعضاء هيئة كبار العلماء لانتخاب مرشح واحد يتم رفع اسمه لرئيس الجمهورية يتم التصديق عليه أو رفضه وإعادة عملية الانتخاب مرة أخرى عن طريق الاقتراع السرى والحاصل على أعلى نسبة من الأصوات يرفع اسمه إلى رئيس الجمهورية لاعتماده. وعلمت «أكتوبر» أن اللجنة المشكلة لبحث الطلبات المقدمة تتكون من الدكتور نصر فريد واصل مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، والدكتور محمد عبد الفضيل القوصى وزير الأوقاف السابق وعضو الهيئة والدكتور محمد رأفت عثمان والدكتور أحمد طه ريان والمستشار القانونى لشيخ الأزهر د. محمد عبد السلام .. كما لا تقتصر أعمال اللجنة على فحص الإنتاج العلمى للمرشحين فقط ولكن يتم أيضاً إجراء مقابلات معهم لمناقشة كل منهم على حدة للوقوف على مدى مسايرته لما يتطلبه العصر وملاءمته للواقع الاقتصادى المعاصر والهدف بين هذا الوصول إلى اختيار ثلاثة فقط يتم تقديمهم للهيئه لفتح باب التصويت عليهم. ومن بين المتقدمين بأوراقهم لشغل منصب المفتى د.سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ود. عباس عبدالله شوفان أستاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر ود. محمد أبو هاشم عميد كلية أصول الدين بالزقازيق، ود. رمضان محمد عيد عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر،ود.عبد الفتاح إدريس أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، والدكتور محمد عبد الفتاح الجبالى. ويشترط أن يكون المتقدم بأوراقه لشغل المنصب أن يكون قد أمضى 10 سنوات فى درجة الأستاذية وأن يكون استاذاً فى إحدى الكليات الشرعية أو اللغوية، ويدخل فى هذا كليات الشريعة والقانون وكلية أصول الدين وكلية اللغة العربية. الشروط أما الشروط التى تبحث عنها اللجنة المشكلة لاختيار المفتى فأهمها أن يكون عالما بأصول الفقه و أصول الشريعة وأن يتقن لغه أجنبية واحدة على الأقل، وأن يكون عالماً بكل قواعد اللغة العربية وألا ينتمى لحزب سياسى معين أو فصيل بعينه وأن يكون ازهرياً منذ بداية دراسته، وان يكون حائزاً على شهادة الدكتوراة وبلغ درجة الاستاذية فى العلوم الشرعية أو اللغوية وان يكون له بحوث ومؤلفات رصينة تم نشرها. الفرص المتاحة ومع مطالبة عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء وتوصيتهم فى الاجتماع الأخير للهيئة بالتجديد للدكتور على جمعة المفتى الحالى والذى تنتهى فترة ولايته فى مطلع الشهر المقبل وتزايد فرصه فى التجديد.. تبقى فرص الدكتور سعد الدين مسعد أحمد حسن الهلالى هى الأعلى ما بين المرشحين الآخرين. لما يمتاز به من حب داخل جامعة الأزهر وشعبية كبيرة بين طلابه المحبين له بالإضافة إلى آرائه التى تتناسب مع وسطية الأزهر والشهادة له برجاحة العقل واستقامة الفكر وهو ما تستوجبه المرحلة الحالية وما تعكسه سيرة الهلالى حيث حصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية ، وحصوله على جائزة الدولة التشجيعية فى مجال العلوم القانونية والاجتماعية عام 2007.. كما حصل عى العشرات من شهادات التقدير والدروع التذكارية من جامعة الأزهر ووزارات الشئون الاجتماعية والتربية والتعليم والأوقاف بمصر والكويت.. لكن تبقى إجادته للغة الأجنبية ومدى تقدير لجنة علماء الأزهر لهذه النقطة. عبد الرحمن البر! كما يتردد وبقوة اسم د. عبد الرحمن البر عميد كلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة والذى يعرف بلقب « مفتى الجماعة» على اعتبار أنه عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين والذى صرح بأنه من حقه تولى منصب مفتى الجمهورية مثل أى مرشح آخر طالما لديه ما يؤهله لذلك وقوله بأن الحديث مراراً وتكراراً حول أخونة الدولة يعد ابتزازاً لإقصاء الإخوان من توليهم أى مناصب... ففى الوقت الذى اكد فيه هذا الكلام تتضمن اللائحة الخاصه بهيئة كبار العلماء شرطاً قد يتسبب فى إقصاء د. البر بعيداً عن المنصب حيث يشترط عدم انتماء أى من المرشحين لأى حزب سياسى أو تيار دينى معين. والجبالى كما تأتى فرصة د. محمد عبد الستار الجبالى رئيس قسم الفقه بكلية الشريعة بالقاهرة كبيرة إلى حد ما وخاصة وأن هذه تجربة الانتخاب الثانية التى يخوضها بعد الثورة حيث سبق له خوض الانتخابات على مقعد عمادة كلية الشريعة والقانون بالقاهرة ولم يفز بها ولكن الذى فاز هو د. رمضان محمد هشيمة وحصل الجبالى على أصوات لا بأس بها. من جانبه قال د.أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبارعلماء إنه كان فى الماضى تقوم وزارة العدل بتعيين المفتى.. لكنها لأول مرة أصبحت بالانتخاب عن طريق هيئة كبار العلماء حيث يشترط فى المرشح أن يكون متخصصاً فى العلوم الشرعية والفقه الإسلامى وأن يكون له أعماله العلمية ومؤلفاته. وأضاف فى مفاجأة من العيار الثقيل أن اغلب أعضاء هيئة كبار العلماء يتمنون أن يجدد للدكتور على جمعة مفتى الديار الحالى نظراً للظروف الراهنة، وتكملة للمسيرة التى بدأها فى التطوير منذ وقت بعيد. خاصة وأنه مازال قادراً على العطاء موضحاً أنه يرى فرصة د. على جمعة فى التجديد كبيرة وهذا لا يقلل من شأن أى من المرشحين على المقعد. وحول الأنسب أو الأوفر حظا فى الحصول على المنصب من بين المرشحين قال عضو هيئة كبار العلماء إن جميع المرشحين إخواننا وخير وبركةلكن النظر يكون فى مسألة المؤلفات والأقدمية. أما الدكتور محمود مهنى عضو هيئة كبار العلماء فرفض الحديث عما يدور بين أعضاء الهيئة فى هذا الشأن خاصة فى الوقت الحالى ولكنه أكد على أنه كل عضو من أعضاء الهيئة يختار من يراه أفضل وأنسب من بين المرشحين دون أية ضغوط، حيث لم يفرض علينا أحد أية إملاءات والكل يراعى ربه فى اختياره قبل كل شىء.