قد يصل الغضب بالغصوب إلى درجة الحقد والغل وقد يتطور إلى درجة الإيذاء، بالحقد داء دفين لا يحمله إلا جهول مريض القلب، معلول النفس، يشقى به صاحبه، فيكون فاقد الحيلة أمام حل مشاكله، فينفث سمومه فى حقده على الناس، فيصبح الحقد حملا ثقيلا تشقى به النفس، ويفسد به الفكر، وينشغل به البال، ويُكثر به الهم والغم، وقد يتفاقم الغل والحقد إلى درجة الانتقام من المحقود عليه، فى صورة بدنية، فهو إضمار العداوة والتربص للانتقام من المحقود عليه. والحقد كبيرة من كبائر الباطن، أسبابه غفلة القلب وإهمال الحاقد له بعدم ذكر نعم المنعم، فيستغلها الشيطان، فينفث الحقد على الناس وعدم الرضا عن حاله ويسبب العداوة بين الناس على خلاف الحقيقة هذه الأسباب الخفية، ومن الأسباب الحقيقية الاختلاف فى الرأى، فيجد الشيطان ذريعة لنفث الحقد والغل، مع أن الاختلاف فى الرأى لا يفسد الود، ومهما يكن الاختلاف فى غير الله فلابد أن نعفو عن بعضنا البعض، وقد يكون سببه نصيحة يسديها شخص لآخر، فتؤخذ على غير وجهها، فيظهر حقد الحاقد فى بيان فضائح عن الناصح ليست فيه. وعلاج الحقد التنزه عنه والتوبة إلى الله منه، والسرعة فى المكاشفة والمصارحة عما يعتمل فى الصدر إلى من تغضب فيه حتى يرتاح البال حتى وإن كنت مخطئا فى غضبك، فتريح وتستريح ولا يحدث إلا إذا أرجعت الأمر كله إلى الله. وعلى الحاقد أن يخالف نفسه بأن يعمل عكس ما توسوس به نفسه. والحقد والغل صفتان لا يتصف بهما مؤمن، لذلك كان دعاء المؤمن «ربنا لا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا» فهذه رأفة ورحمة من المسلم لأخيه المسلم» ربنا «استجب لنا» «إنك رءوف رحيم».