تصاعد السجال الحاد بين حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان وتحالف المعارضة عقب الميثاق الجديد للأخيرة الذى تعهدت فيه المعارضة بإسقاط النظام مما ينذر بمزيد من الخلافات بين الطرفين بشأن عدد من القضايا فى مقدمتها الدستور الجديد. د. إبراهيم نوار الناشط السياسى والمشرف على الشئون الخارجية وعلى ملف السودان فى حزب الجبهة الديمقراطية سابقا - يؤكد أن ميثاق الفجر الجديد الذى تعهدت به المعارضة بإسقاط نظام المؤتمر الوطنى ساهم بشكل كبير فى إحداث فوضى خلاقة وعدم الاستقرار، وعدم القدرة على الانتقال أو التداول السلمى للسلطة، لذلك على الحكومة السودانية أن تتعامل مع الموقف بحكمة و تعمل لصالح الشعب، وأن تشارك الآخرين فى حكم بلدهم. يذكر أن من بين القوى المعارضة التى وقعت على وثيقة التحالف، كلا من الحركة الشعبية وحركات تحرير السودان والعدل والمساواة وقوى الإجماع الوطنى التى تضم عشرين حزبا من بينها حزب الأمة بزعامة الصادق المهدى والمؤتمر الشعبى بزعامة الشيخ حسن الترابى والحزبين الشيوعى والبعثى وحركة حق ولكن سرعان ما تنصلت بعض أحزاب المعارضة ومنهما الأمة القومى والمؤتمر الشعبى المعارض فى السودان من توقيع ممثليهما على الاتفاق الذى أبصر النور فى العاصمة الأوغندية كمبالا مؤخراوأطلق عليه ميثاق الفجر الجديد والذى يهدف إلى إسقاط الحكومة السودانية بكافة الوسائل. ويقترح المحلل السياسى أن يكون المخرج من الأزمة من خلال تشكيل حكومة ائتلافية، لكى يشارك الجميع فى البناء مشترطا أن تتفق هذه الحكومة الائتلافية على المحاور الأساسية فى قضايا السلام، والاستقرار، والديمقراطية فى سودان ما بعد الانفصال. ويرفض التعبير عن الرأى بشكل غير سلمى وهو مايحدث من قبل الأحزاب السياسية التى تحاول استخدام هذا الأسلوب لإسقاط النظام حيث إن هناك انتخابات بعد سنتين، ويمكن من خلالها لمن يريد أن يغير السلطة بشكل سلمى وديمقراطى. ويعتبر نوار أن الميثاق قد يفتح الباب أمام تجريم الأحزاب ويتخذ ذريعة لاتخاذ إجراءات قانونية ضدها خاصة أنه ينص على توحيد الرؤى مع الحركات المسلحة التى تسعى لإسقاط النظام عبر العمل العسكرى المسلح، ولذلك لابد من مناهضة الميثاق واتخاذ كل الإجراءات والتدابير لمواجهته ومراجعة منظومة القوانين الرادعة لكل أنواع الأعمال المسلحة. وذكر أن المتمردين فروا بعدما طاردهم الجيش وكبدهم خسائر كبيرة فى الأرواح والعتاد، نافياً سيطرتهم على المنطقة. وقال إن القوات الحكومية تجرى عملية تمشيط واسعة للقضاء على بؤر التمرد. وشدد نوار على ضرورة تطبيق دولتى السودان وجنوب السودان الاتفاقات المشتركة، وأن يعمل مجلس الأمن بشكل جماعى للضغط من أجل توفير الوصول الإنسانى للمحتاجين وتطبيق الاتفاقات التى توصلا إليها فى أديس أبابا فى سبتمبر الماضى من دون مزيد من التأخير.