جزر سينكاكو جزء لا يتجزأ من الأراضى اليابانية .. وسيادة اليابان عليها غير قابلة للتفاوض مع الصين .. بهذه الكلمات عبر رئيس الوزراء اليابانى المقبل شينزو آبى عن موقف بلاده من هذه الجزر، والذى أعلنه خلال مؤتمر صحفى غداة فوز حزبه الليبرالى الديمقراطى المحافظ فى الانتخابات التشريعية التى أجريت الأسبوع الماضى. هذه التصريحات تعنى استمرار المواجهة بين البلدين بخصوص الجزر المتنازع عليها بينهما، خاصة أن الصين بدأت فى اتخاذ خطوات تصعيدية لتأكيد حقها فى هذه الجزر غير المأهولة والمعروفة ب?«سينكاكو» حسب التسمية اليابانية و»دياويو» حسب التسمية الصينية. وتقع سلسلة الجزر المتنازع عليها فى بحر الصين الشرقى فى منطقة غنية بالثروة السمكية، ويعتقد أنها تضم فى قاع مياهها كميات كبيرة من النفط. من جهتها، سلمت الصين إلى الأممالمتحدة مذكرة تفصيلية شرحت فيها أسباب مطالبتها بجزر دياويو مؤكدة أن التفاصيل الجيولوجية تثبت أن أراضيها تمتد إلى مجموعة الجزر القريبة من اليابان، وفى الوقت نفسه قامت طائرة استطلاع صينية بالتحليق فوق الجزر الأمر الذى اعتبرته اليابان خرقا لمجالها الجوى، بينما رأت بكين أنه «أمر طبيعى» بما أنها تطالب بالسيادة على الجزر، بل طالبت طوكيو بالتوقف عن دخول المياه والمجال الجوى قرب الجزر. وأثارت هذه الواقعة مخاوف بعض المراقبين من أن تكون بكين بصدد اللجوء إلى خيار القوة فى حل نزاعاتها الإقليمية المتعددة فى ضوء التطور الذى شهدته قوتها العسكرية خلال السنوات الأخيرة. واللافت أن هذه الخطوات التصعيدية من قبل الصين جاءت بعد موافقة مجلس الشيوخ الأمريكى بالإجماع على تعديل قانون يؤكد دعم الولاياتالمتحدة لحليفتها اليابان فى نزاعها مع بكين على الجزر حيث يقضى التعديل بأن الولاياتالمتحدة تعترف بالإدارة اليابانية لجزر سينكاكو وبأنه سيتم التعامل مع أى هجوم مسلح على الأراضى الواقعة تحت الإدارة اليابانية وفقا للمعاهدة الأمريكية - اليابانية للتعاون المتبادل والأمن، وذلك بالرغم من أن الخارجية الأمريكية كانت تؤكد منذ أشهر أنها ترفض اتخاذ موقف حول سيادة هذه المنطقة. وأعربت بكين آنذاك عن قلقها العميق ومعارضتها الشديدة للتعديل، حيث قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لى فى لقائه الدورى مع الصحفيين إن بكين تأمل ألا تدخل قضية الجزر المتنازع عليها فى إطار المعاهدة اليابانيةالأمريكية التى تريد واشنطن وطوكيو تحديثها فى مواجهة صعود القوة العسكرية الصينية فى المنطقة. وسبب الخلاف على هذه الجزر التى تسيطر عليها اليابان توترا فى العلاقات بين البلدين الجارين خلال العقود الماضية حيث تقول الصين إنها جزء لا يتجزأ منها منذ العصور القديمة وتتهم اليابان بعدم إعادتها لها بعد انتهاء الاحتلال اليابانى لأراضيها، إلا أن الخلاف تفاقم فى سبتمبر الماضى عندما قامت الحكومة اليابانية بشراء ثلاث جزر من الجزر المتنازع عليها من مالكها اليابانى الأمر الذى فجّر تظاهرات معادية لليابان على مدى أسبوع فى مختلف المدن الصينية شابها أعمال عنف، ومنذ ذلك الحين تزايدت عمليات الإبحار من قبل السفن الصينية فى المنطقة المحيطة بالجزر. ويتوقع محللون أن يؤدى فوز الحزب الليبرالى الديمقراطى المحافظ فى الانتخابات التشريعية باليابان، إلى اتخاذ الحكومة اليابانية القادمة موقفا أكثر حزما فيما يتعلق بالنزاع مع بكين حول الجزر، حيث إن زعيم الحزب شينزو آبى الذى يعتبر من صقور السياسة الخارجية اليابانية كان قد وعد خلال حملته الانتخابية بتبنى موقفا صارما بشأن النزاع الإقليمى مع الصين. ومع ذلك، فإن رئيس الحكومة اليابانية القادم شدد خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده بعد فوز حزبه فى الانتخابات على عدم وجود أية نية لديه فى التسبب بتدهور العلاقات بين اليابان والصين.