كل ما يحلمون به حياة كريمة ونظرة تقدير من المجتمع.. إنهم الأقزام الذين يعانون من التهميش والإهمال إذ لاتعترف بهم الحكومة ضمن أصحاب الاحتياجات الخاصة ولاهم يستطيعون الحصول على فرصة عمل تمنحهم دخلاً يكفل لهم الحد الأدنى من متطلبات الحياة.. لذا انطلقت من الإسنكدرية أول جمعية للأقزام فى مصر لتكون بادرة أمل وشعاع نور نحو هذا الهدف.. البداية كانت مع 1500 قزم كنواة للجمعية.. ولكن الطموحات أكبر من ذلك. فى البداية يقول عصام شحاتة رئيس أول جمعية للأقزام:فكرة تكوين الجمعية طرأت لى منذ عام 2000 «وللأسف لم يقف بجانبى أحد وظللت أسعى حتى العام الماضى حتى تحققت الفكرة». ومن خلال موقعنا على الفيس بوك تلقيت عروضاً ومكالمات هاتفية للانضمام للجمعية من أقزام من مختلف المحافظات، وخلال المرحلة القادمة سنفتح فروعاً لنا فى القاهرة والمنيا ثم باقى المحافظات ومن خلال الفيس بوك فوجئت باتصال من رجل عراقى يدعى «حسن العراقى» وهو حاصل على بكالوريوس شريعة وقانون من الأزهر الشريف.. أقام نقابة «لقصار القامة» وعرض التعاون معنا بكافة السبل وتقديم النصح والإرشاد ولحل مشاكل الأقزام التى تواجهنا. ويضيف: أنا قصير القامة ولست قزماً ولكن تعرفت على مشاكل الأقزام من زوجتى ومن خلال برنامج تلفزيونى كان يذاع فى الإسكندرية باسم «دنيا الأقزام» وسافرت للعمل بالكويت وعملت فى أحد المطاعم يطلق عليه عالم الأقزام وتوجهت للسعودية حيث مكثنا عاماً ونصف العام وعملت أنا ومجموعة من الأقزام المصريين فى أحد المطاعم وكنا نقدم رقصات خاصة بالأقزام لحذب الزبائن وخاصة الأطفال، رغم أن عملى الاساسى بإدارة الضرائب العقارية بالإسكندرية. وحول مطالب الأقزام يقول رئيس الجمعية إن عالم الأقزام غريب ومنسى، فنحن نطالب بحقنا الدستورى، متسائلاً لماذا تتجاهل الجمعية التأسيسية سماع أصواتنا ومطالبنا؟ مضيفاً: هناك من يمثل العمال والفلاحين ولايوجد من يمثل الأقزام.. رغم اننا شريحة كبيرة فى المجتمع، لذا تسعى الجمعية لاستخراج كارنيه للتأهيل المهنى مثل المعاقين للأقزام،. وتوفير فرص عمل، وعمل تأمين صحى للأسر واستخراج معاش مؤقت من التأمينات الاجتماعية، وتخصيص مندوب لمساعدة الأقزام فى استخراج الاوراق الخاصة بهم وتبنى المواهب الخاصة بالأقزام فى جميع الأنشطة وبالمناسبة كان فى الاسكندرية مطرب ومطربة من الأقزام متزوجان وصلت شهرتهما العالم العربى وكانا يعملان بالأفلام. وهما «حودة» ورمانه» ومع سفرهما إلى المانيا ليعملا كمهرجان بالسيرك انقطعت اخبارهما... وفيلم «الأقزام قادمون» الذى قام ببطولتهم الفنان يحيى الفخرانى جسٌد معاناة الأقزام والقى الضوء عليهم.. وكان أبطال الفيلم من الأقزام وعن هدف الجمعية قال: التعارف والتواصل للترابط الاسرى والزواج وتأسيس نقابه خاصة بالأقزام لترعى مصالحهم.. ومساعدتهم فى توفير مصاريف التعليم.. وعمل دورات كمبيوتر لرفع المستوى لهم لمواكبة سوق العمل... وتضيف إيمان حسن رجب نائب رئيس مجلس ادارة الجمعية وتعمل مدير إدارة بإحدى شركات النقل البحرى هناك العديد من المشاكل التى تواجة الاقزام منها نظرات السخرية والضحكات والشفقة، ورسخ ذلك الأفلام والمسرحيات، والكارثة الكبرى اننا غير معترف بنا فى التأهيل المهنى فهم يقولون إن القزم غير معاق ولا تجوز تطبيق نسبة ال 5% عليه عند التعيين فى الحكومة. وبالتالى لا نعلم لأية فئة ننتمى، فنحن لا نتميز بالطول ولا توجد أعمال تناسبنا، فهل نحن جنس منقرض.. وكيف تنظر إلينا الدولة؟.. زواج سعيد من اخبار جمعية الأقزام أنه سيتم فى شهر ديسمبر أول زفاف بين اثنين من الأقزام وهما «فؤاد» راقص بفرقة فنون شعبية ويعمل فى محل اسماك إيضاً و «رضا» وهى موظفة بشركة استثمارية بالعامرية.. وسيتم عقد حفل العرس بالجمعية. حكاية الأقزام عرف من الأقزام فى مصرالقديمة نوعان... الأقزام الأفريقية... والأقزام المصرية... الأقزام الأفريقية منشؤها الغابات الاستوائية بأواسط أفريقيا... وكان المصريون قد جلبوهم من خلال تجارتهم مع بلاد النوبة... وقد جىء بأول قزم من بلاد بونت أيام الملك اسيسى عاهل الأسرة الخامسة... على حين جىء بآخر قزم من بلاد يام فى النوبة العليا من أجل الملك الطفل بيبى الثانى. وكان دور الأقزام الأفريقية أداء الرقص المسمى «الرقص للأرباب» أوأداء الرقص فى القصر الملكى لإدخال السرور على قلب الملك. وقد كان فى الأقزام المصرية تشويه جسدى.. حيث كانوا يتميزون برأس كبير وجذع طبيعى وأطراف قصيرة.. وكان أكثر ما يكلفون به هو رعاية الحيوانات الأليفة وصناعة الحلى... ومنذ بداية الدولة الوسطى أصبحوا يظهرون كأتباع لسادتهم... وكان أشهر الاقزام يسمى «سنب» وقد عاش فى عصر الأسرة الخامسة... وكان موظفاً كبيراً يتمتع بكثير من الألقاب الاجتماعية والدينية والشرفية... وتزوج من امرأة ذات بنية طبيعية ودفن فى قبر فخم من هرم خوفو بجبانة بالجيزة.. وكان سنب يشغل منصباً رفيعاً... فقد كان رئيس اقزام القصر... وكان مكلفاً بالعنايه بالملابس الملكية.. يقتصر وجود الأقزام على حوض الكونغو ويمتد شرقاً حتى حدود أوغندا ويعتبر الأقزام الذين يسكنون غابات هذه المنطقة من أنقى الأقزام دماً... يعيشون على الترحال... وهم مغرمون بأكل الموز حتى انهم لديهم القدرة على بيع حريتهم فى سبيل الحصول عليه.. ولديهم إلهام كبير بحيوان الغابة.