أكد وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى على استعداد بلاده لإقامة علاقات متميزة مع مصر، وقال فى حديث، ل «أكتوبر» أن العراق قدم الدعوة لزيارة الرئيس محمد مرسى، وقد وعد بتلبيتها فى الوقت المناسب ووصف العلاقات والتنسيق الراهن بالجيد كما وصف الوضع فى سوريا بأنه «حرب استنزاف» بين البلدين، مشيرا إلى أن تغيير النظام وحسم المعارك العسكرية ليس بالأمر السهل، وحول الوضع الأمنى فى العراق أوضح زيبارى أنه أفضل من السابق نظرًا للخبرات التى اكتسبتها القوات الأمنية ووعى الشعب العراقى واعترف بوجود توتر سياسى بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان، منوهًا بأن الحل سيكون فى إطار الدستور ومن خلال حوار بين الخبراء العسكريين، وأشار إلى أن العراق مهتم بكل القضايا العربية خلال رئاسته للقمة العربية، ورغم ظروفه يحاول دعم ومساعدة الجميع، كما تحدث عن ضرورة دعم القضية الفلسطينية خاصة بعد حصول فلسطين على عضوية مراقب فى الأممالمتحدة، وفى السطور التالية نص الحوار مع وزير الخارجية العراقى: * ما دور بغداد بعد المؤتمر الدولى للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين والعرب فى السجون الإسرائيلية ؟ ** أولا المؤتمر انعقد فى بغداد التزاما منا بقرارات القمة العربية وخلال زيارتنا الأخيرة لغزة مع الأمين العام للجامعة العربية ووزراء الخارجية العرب تحدثنا مع الإخوة الفلسطينيين أن هذا المؤتمر ليس على حساب أية جهة لا فتح ولا حماس وإنما لتنفيذ قرارات القمة العربية والتى لن تكون حبرا على ورق وصممنا على عقد المؤتمر قبل نهاية العام رغم انشغال الجميع بثورات الربيع العربى، وقمنا بدعوة كل أنصار وأصدقاء الشعب الفلسطينى من الأوروبيين والأمريكان إضافة للتمثيل العربى وكل هذه الأصوات مؤثرة فى بلادها؛ لأن منهم القانونيين والخبراء فى مجال حقوق الإنسان، ومنهم أعضاء سابقون وحاليون فى البرلمان، وقبل انعقاد المؤتمر أجرينا اتصالات دولية مهمة بشأن المؤتمر وحتى خلال زيارة بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة لبغداد مؤخرا تحدثت معه عن دور وموقف الأممالمتحدة فى هذه القضية. * هل سيرى إعلان بغداد الصادر عن هذا المؤتمر النور من حيث تنفيذ التوصيات؟ ** سيتم دعم الأسرى من الناحية المادية والإنسانية ونطالب بالإفراج عنهم وإعادة تأهيلهم ورعاية أسرهم وهناك تفكير فى إنشاء صندوق لتقديم هذا الدعم وستكون هناك آلية للمتابعة لهذه القضية الإنسانية والأخلاقية ودعم لفلسطين التى حصلت مؤخرا على عضوية مراقب فى الأممالمتحدة ونحن على اتصال مع كل الأطراف الدولية لدعم قضية العرب الأولى فلسطين. * ماذا عن الوضع الأمنى فى العراق؟ ** الوضع الأمنى الآن أفضل من الظروف التى كانت محيطة بالقمة العربية ببغداد من حيث التحديات والجهات المعادية للعملية السياسية ولذلك اتخذنا وقتها أقصى درجات الاستنفار، أما اليوم فالأمور أخف وبدأت الثقة أكبر مع انعقاد هذا المؤتمر وشهدنا تنسيقًا بين كل أركان الدولة وكنا نشاهد فى السابق عمليات وتفجيرات متتالية وتقوم بضرب أهداف مهمة وحيوية لأسباب منها الوجود الأجنبى وغيره لكن اليوم المسألة أصبحت فى الإطار الإعلامى والسياسى وقد أصبح المواطن أكثر وعيا اضافة لخبرة القوات الامنية. * ما آخر تطورات الأزمة بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان؟ ** نعترف بوجود أزمة وتوتر سياسى وعندما انعقد مؤتمر «الدساتير العربية» ذكرت بأن كل الخلافات يتم بحثها فى إطار الدستور ونأخذ وقتا والحلول ليست سحرية والجميع يدرك أن التصعيد لن يصل إلى الصدام أو انفراط عقد الوفاق السياسى. * إلى أين وصلت مساعى التوفيق بين الجانبين؟ ** جهود حل الأزمة بين الحكومة والإقليم مستمرة وسيعقد فى بغداد قريبا اجتماع من الخبراء العسكريين للطرفين لحل موضوع الحشود التى حصلت مؤخرا، وتسير الاوضاع فى العراق للأفضل بعد رئاسته للقمة والتأكيد على القيام بدوره فى محيطه العربى ودعم ومساندة الأشقاء وتقديم مبادرات لحل العديد من المشاكل وقدمنا مساعدت للسلطة الفلسطينية تقدر ب 25 مليون دولار، وحاليا نقدم مساعدات للشعب السورى فى حدود 10 ملايين دولار فى شكل مساعدات للنازحين داخل القرى من أدوية وغيرها لتخفيف الأعباء عن الشعب فى هذه الظروف الصعبة وكذلك قدمنا مساعدات للسودان بقيمة 10 ملايين دولار ولليمن خمسة ملايين دولار ولموريتانيا 10 ملايين دولار. * كيف ترون تطورات الأوضاع فى سوريا؟ ** منذ البداية كان للعراق دور متوازن وخلال الاجتماعات فى مجالس الجامعة العربية كنا نحذر إخواننا من تعقيدات الأزمة السورية لأنها تختلف عن دول أخرى من حيث المخاوف والمستقبل المنتظر كأن تكون دولة فاشلة أو تحدث حروب أهلية، وقلنا منذ البداية إن النظام لن يسقط خلال أسابيع وانما المواجهة ستطول وستحصد المزيد من الدماء السورية، وقد ثبتت رؤيتنا بحكم اطلاعنا على الأوضاع الداخلية، لأن العراق من اكثر الدول المتأثرة حتى أكثر من لبنان أو أية دولة أخرى ولذلك كنا نساهم فى البحث عن حلول سلمية وساهمنا فى الصيغ الأولى خلال مهمة الفريق الدولى والمراقبين ثم كوفى أنان وحتى خلال مبادرة الأخضر الإبراهيمى. * هل من حل فى الأفق؟ ** الوضع فى سوريا مؤلم جدا ويزداد سوءا، والقتال حاليا فى دمشق وعلى المطار، ولذا نقول إن الحل السياسى يحتاج إلى معجزة لان العلاقة بين النظام والشعب تهشمت، ولا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ولا يمكن لاى نظام ان يبقى مع شعبه وقد تحدثنا مع النظام السورى كثيرا حول خطورة الوضع وأرسلنا رسلا ورسائل ولدينا اتصال ايضا مع المعارضة وسوف تصل إلى العراق مجموعة من المعارضة الحقيقية والتى لها دور على الارض للتواصل مع الجميع وليس لدينا مشاكل مع أى طرف ونحاول دعم الشعب السورى حرصا على الجوار. * هل يمكن للمعارضة السورية حسم المعركة التى أصبحت عسكرية الآن ؟ ** تجربتنا مع البعث العراقى أخذت وقتاً ولسنوات ومهما كان الدعم للمعارضة لن يكون مثلما هو موجود لدى النظام ومن ثم أرى ما يحدث فى سوريا حاليا حرب استنزاف فى الداخل وحتى لقوى إقليمية، وهناك أطراف تعمل بالوكالة فى سوريا، والوضع ليس بالسهولة التى قد يتصورها البعض حتى العودة إلى آلية مؤتمر جنيف من خلال دعم حكومة انتقالية وإيفاد قوات دولية لحفظ السلام، وهذا أيضا يحتاج إلى موافقة دولية وهى معروفة حيث توجد خلافات وربما يتغير الموقف خلال فترة الربيع القادم إذا استمر القصف بالطائرات من قبل النظام ضد الشعب السورى – لكن تتكرر تجربة ما حدث فى العراق أو ليبيا وسبق وأن نبهت الإخوة وقلت لا تذهبوا إلى نيويورك لاصطياد الأسد لأن الرغبة الدولية لن تكون بنفس الموقف العربى. * كيف ترى الاعتراف الدولى بالائتلاف السورى المعارض ؟ ** هو من أجل الضغط وربما تظهر قوى معارضة أخرى. * إلى أين وصلت العلاقات المصرية العراقية وهل من جديد؟ ** العراق يهتم كثيرا بمصر وبعلاقات متميزة تصل إلى تعاون شامل فى كل المجالات والتنسيق السياسى طيب وجيد وقد وجهنا الدعوة للرئيس د. محمد مرسى لزيارة العراق ونتواصل مع مصر الثورة – لكن ظروف مصرالآن قد لا تسمح بتنظيم الزيارات والعلاقات والتعاون بالشكل الذى نريد، ونأمل أن تسمح الفترة القادمة بعمل كبير ومفيد يخدم شعبى البلدين.