على الرغم من أن معظم زوجات رؤساء الدول يقمن بأدوار مهمة فى مستقبل أزواجهن السياسى، وخاصة إذا كانت زوجة الرئيس تتمتع بالشعبية والقبول بين أفراد شعبها، فإن الأمر ليس كذلك فى الصين. فالأعراف الصينية تمنع أن يكون لزوجة الرئيس أى دور سياسى أو اجتماعى، ودائما ما تكون السيدة الأولى متوارية عن الأضواء، لدرجة أن الكثيرين فى الصين لا يعلمون اسم « ليو يونجكينج» زوجة الرئيس المنتهية ولايته « هو جينتاو»، وقليلون من يستطيعون التعرف عليها وسط مجموعة من الناس. ولكن السؤال الذى يطرح بقوة الآن: هل سيبقى هذا الوضع على ما هو عليه مع السيدة الأولى الجديدة « بينج لى يوان» زوجة الرئيس المقبل «تشى جينج بينج»؟، والذى سيتولى زعامة الحزب الشيوعى الحاكم ورئاسة الدولة بعد انتهاء ولاية هوجينتاو فى مارس المقبل وخاصة أن «يوان» ليست شخصية مغمورة فى الصين، فهى مطربة تتمتع بشهرة طاغية، وتحظى بشعبية جارفة بين الصينيين. ويرى العديد من المراقبين، أن «يوان» لن تقوم بأى دور سياسى كسابقتها، والدليل أنه عندما قام زوجها تشى جينج بينج بزيارة رسمية للولايات المتحدة فى فبراير الماضى لم تكن برفقته، وفى ذات السياق أكد مفكر فى الحزب الشيوعى الصينى لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية « إذا كان فى الغرب يمكن للمرء أن يقول إن السيدة بينج يوان تمتلك المقومات المثالية كى تكون زوجة قائدة، الجمال والحضور على المسرح والقبول لدى العامة، لكن الأمور تبدو مختلفة فى الصين». على الجانب الآخر، يرى البعض أنه إذا كان بمقدور امرأة كسر تقليد اختفاء سيدة الصين الأولى، ستكون يوان، وقال «لى ين خه» خبير علم الاجتماع لدى أكاديمية العلوم الاجتماعية لهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» إن شهرة بينج من الممكن أن تجعل قيادة الحزب التى تنطوى على السرية شيئا أكثر قبولا، بينما يرى البعض أن السيدة «بينج» ربما تتجه إلى التركيز على الأعمال الخيرية، خاصة أنها قد عملت بالفعل سفيرة للمساعى الحميدة لدى منظمة الصحة العالمية لرفع الوعى بمكافحة مرض السل وفيروس الإيدز، فضلا عن كونها عملت أيضا كسفيرة لدى الجمعية الصينية للرقابة على التبغ. على أية حال، لا يبدو أن «بينج يوان لى» تتجه للقيام بأى دور سياسى فى الفترة القادمة، خاصة أنها بدأت تحد من ظهورها كمغنية منذ عام 2007 بعد زيادة احتمالات ترشيح زوجها للرئاسة، كما أنها نادرا ما تظهر حاليا مع زوجها، وسبق أن قالت عن زوجها فى مقابلة نادرة أجرتها مع مجلة حكومية عام 2007 ( عندما يعود إلى المنزل لا أفكر فيه كقائد، فهو فى رأيى زوجى فقط، وعندما أعود إلى المنزل لا يفكر فىّ كنجمة مشهورة). يذكر أن بينج بدأت مسيرتها الغنائية عندما التحقت بجامعة «شاندونج» للفنون كطالبة فى قسم التدريب على الأصوات للتخصص فى الأغنيات الشعبية الصينية، وفى سن 18عاما، انضمت لجيش التحرير الشعبى للعمل فيما أُطلق عليه « محارب فنى وثقافى» حتى وصلت لرتبة ميجور جنرال، وعندما اكتشف رؤساؤها مواهبها فى الغناء سمحوا لها بالتجول فى قواعد الجيش فى برنامج مصمم لرفع معنويات الجنود، ومن هنا كان صعودها الصاروخى للشهرة، حيث ذاع صيتها أكثر بأدائها فى حفلة رأس السنة، والتى يشاهدها مئات الملايين من الناس فى جميع أنحاء الصين سنويا، وتركز أغلبها على مدح الحزب الشيوعى، أما عن لقائها بزوجها فكان عام 1986، وكانت حينها مغنية شهيرة، فى الوقت الذى كان هو يتولى منصب نائب عمدة مدينة شيامين فى مقاطعة فوجيان جنوبى البلاد، وبعد عدة أشهر من اللقاءات المتكررة تزوجا فى سبتمبر 1987، وولدت ابنتهما «سى مينج» عام 1992.