استبشر السكندريون خيراً - قبل أسبوعين - حينما نجح الأمن بها من إزالة العشوائيات فى ميادين محطة مصر والمنشية وشارعى النبى دانيال وسعد زغلول، وأخيراً شارع المعهد الدينى بضاحية العصافرة وهى أكثر الأسواق العشوائية بالإسكندرية. كما أن ضاحية العصافرة من أكثر المناطق كثافة سكانية لدرجة أن السكندريين يطلقون عليها «الصين الشعبية» وهذه المنطقة كانت قبل نصف قرن خالية تماما إلا نادراً من نفر قليل من البشر وكانت تسكنها العصافير، وبذلك سميت بالعصافرة. واللافت للنظر أن قوات أمن الإسكندرية بقيادة اللواء خالد غرابة مدير الأمن أبعدت الباعة الجائلين والعشوائيات الصارخة والفجة فى شارع المعهد الدينى لأول مرة دون مساندة من المنطقة العسكرية كما كان يحدث سابقاًً فى إزالة التعديات على حرم السكة الحديد من المندرة إلى فيكتوريا وكان سندها القوى هذه المرة مساندة الجماهير رجل الشارع البسيط الذى أصبح لا يجد منفذاً لدخول بيته وشارعه من حالة الفوضى العارمة. ولا شك أن هذه الطفرة الأمنية أشعرت المواطن السكندرى بالطمأنينة وأسعدته فى آن واحد بعد أن كان يشعر بغربته وخوفه وفزعه من البلطجية وحملة السيوف والسكاكين الذين عاثوا فسادا وفجورا. بقى أن يتحرك الأمن فى مساكن الهانوفيل والتى شهدت عدة وقائع بشعة من البلطجية ومنها واقعة أمام مسجد عندما شاهد أب بلطجيا يطارد ابنته فنهره بأدب فإذا به يفاجأ بأربعة بلطجية يضربوه بالعصى والسيوف وشجوا رأسه وقطعوا أوردة يده لتطاوله ودفاعه عن شرفه. وهذا المسكين ويدعى عبد الواحد مصطفى ليس له سند ولا مورد رزق ولا أى حماية من أى نوع. ونأمل أن تزداد حملات المرور التى يقودها اللواء مدحت قريطم فى ميادين محطة الرمل والحقانية فى المنشية بعد أن صد سائقوا الميكروباص شارع السبع بنات والوقوف صفين لتحميل ركاب العجمى لدرجة أنهم يمنعون السيارات الأخرى وأتوبيسات النقل العام وحتى المارة من السير. إن الإنصاف والأمانة الصحفية تقتضى أن نشيد بأداء اللواء خالد غرابة الذى تواجد ثلاثة أيام متتالية فى شارع المعهد الدينى حتى نظفه تماما من البلطجية والباعة الجائلين والذين عاد بعضهم إلى محلاتهم فى سوق شارع 30 الذى يضم 750 محلا مرخصا، ولكنهم تركوها لسوق المعهد الدينى، حيث لا يدفعون فواتير كهرباء ولا ضرائب، حيث الزحام الشديد إنها مهزلة وفوضى، أرجو أن تزداد قوة الأمن فى الشارع السكندرى.