هل تشهد العلاقات بين مصر وأثيوبيا تطورات جديدة فيما يتعلق بالخلافات حول الاتفاقية الإطارية الشاملة لدول حوض النيل؟ تساؤل أثارته وفاة رئيس الوزراء الأثيوبى « ميليس زيناوى» صاحب الدور الرئيسى فى دفع دول المنبع إلى التوقيع على تلك الاتفاقية فى أوغندا عام 2010 لإعادة توزيع مياه النيل والتى رفضتها مصر والسودان. ورغم تأكيدات خلفه «هيليمان مريام ديساليين» بعدم تغيير سياسات «زيناوى» فإن بعض المحللين يرون أن تعيينه رئيسا للوزراء خلفا ل «زيناوى» الذى طالما عمد إلى التصعيد مع مصر ولم يترك فرصة لتأجيج النزاع إلا أقدم عليها قد يمهد الأجواء لإعادة النظر فى الاتفاقية الإطارية والوصول لحلول تؤمن الاستفادة للجميع من مياه النيل دون الإضرار بمصالح الدول الأخرى. وفى الوقت نفسه يشير البعض إلى وجود مخاوف من عدم تغيير مواقف أديس أبابا لا سيما أن زيناوى قد صنع نوعا من المؤسسية داخل حزبه يحرم خليفته من مساحة واسعة للتحرك بقوة لإعادة العلاقات. إضافة لما أشار إليه بعض المحللين من أن خليفة زيناوى لن يستطيع إحداث تطور فى المشهد الأثيوبى وسيواصل تبنى نفس النهج الذى اتبعه رئيس الوزراء الراحل والملقب ب «آخر أباطرة أثيوبيا». رئيس الوزراء الأثيوبى الجديد «هيليمان مريام ديساليين» أدى اليمين الدستورية متعهدا بالحفاظ على إرث رئيس الوزراء الراحل الذى توفى فى منتصف أغسطس الماضى، ومتعهدا بالاستمرار فى نهج زيناوى فى المحافظة على السلام والديمقراطية وتعهد بتطبيق خطط التنمية والتحول الطموح، إضافة إلى ترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان وهما المجالان اللذان انتقد زيناوى كثيرا بسببهما. وكان «ديساليين» الذى يبلغ من العمر 47 عاما قد انتخب رئيسا للجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الأثيوبية وهى التمرد السابق بزعامة زيناوى الذى استولى على السلطة فى عام 1991، وتم تنصيبه رئيسا للتحالف الحاكم فى أثيوبيا خلفا لزيناوى.