وضع الرئيس الأمريكى باراك أوباما حجر الأساس للعلاقات الإسلامية والعربية فى جامعة القاهرة من خلال توضيح رؤية بلاده لما يجب أن تكون عليه – عملية السلام فى الشرق الأوسط وحقوق الإنسان والحريات واحترام الأديان - وتمكن وقتها ولو جزئيا من تحسين صورة بلاده بعد الحرب على العراق وأفغانستان , واليوم ومع الاقتراب من نهاية ولاية الرئيس الأمريكى الأولى هدمت واشنطن حجر الأساس وبدأت تنشر سياسة العداء وتذكر بمن قدمت لهم المساعدات ونسيت ما حصلت عليه من هيمنة فى منطقة الشرق الأوسط وتأمين لمصالحها الحيوية أمام الرغبة فى إعادة الانتشار من جديد فبعد الخروج من العراق ذهبت إلى اليمن – موقع استراتيجى بهدف محاربة الإرهاب – وبدأت فى التخطيط للبقاء فى ليبيا – موقع النفط المتميز – تحت بند مكافحة الإرهاب – وتحاول إحياء رغبتها القديمة فى مصر من خلال التواجد فى سيناء بحجة إنقاذها من الإرهاب الدولى وعندما حاولت مصر القيام بذلك طالبت إسرائيل مصر بسحب قواتها – والأدوار تكمل بعضها – وما لم تحصل عليه بالتفاهم تنشر حوله مشاكل حتى توهم العالم بأنها تقدم الحلول وبدأت مرحلة افتعال الأزمات بعد الاحتجاج على الفيلم المسىء للرسول عليه السلام ودخلت تصريحات خطيرة أيضا للسفيرة الأمريكية فى مصر تتحدث عن دعم حكم الإخوان وتأكيدهم بالحفاظ على المصالح الأمريكية وهنا بانت النية أن واشنطن لا تساعد أحد حبا فى الدفاع عن الحقوق والحريات والديمقراطية والحياة الكريمة للشعوب ولكن هل يصل الامر للتهديد بقطع المساعدات ومنع المنح والهبات والتى لم تصل اصلا منافعها لدعم اقتصاد البلاد لان ما تمنحه امريكا باليمين تأخذه بالشمال وهى لعبة قديمة يفهما حتى المواطن العادى فى مصر وفى بقاع العالم، ومن الأفضل عدم تحميل مصر أجندات إضافية لأن المشاكل إذا انفجرت سوف تضر بمصالح الجميع, وهل تسمح واشنطن بتدخل أى دولة فى انتخاباتها الرئاسية التى ستجرى بعد أسابيع وهل من المستبعد أن تتدخل بعض الدول الإسلامية بالعمل مع مسلمى أمريكا لترجيح كفة من تريد؟ بحجة مساعدة الشعب الأمريكى – كل شئ وارد – ما أود قوله إن مصر لا تعلن الحرب على أحد وإنما تسعى إلى إقامة علاقات دولية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية واحترام سيادة الدول, وأصبح من غير المفهوم تحركات أمريكا وسياساتها فى المنطقة – على سبيل المثال قادت تحالفا دوليا لإنقاذ شعب ليبيا بينما تركت الشعب السورى وعلى مدار 18 شهر يقتل بكل أنواع الأسلحة وعلى الهواء مباشرة دون أن تفعل شيئاً سوى إصدار بيانات للمطالبة بوقف العنف. سوسن