«عبقرية حفل ختام الدورة البارالمبية لندن 2012 لم تقل عن حفل ختام دورة الأسوياء، بل تميزت بتقدير الجماهير والمسئولين لهم من حيث التكريم الأمثل والاحتفاء بعزيمتهم وتحديهم لإعاقتهم وتفوقهم على الأسوياء، نجحت لندن فى إبهار العالم خلال حفل الختام الذى اعتمد على التكنولوجيا الحديثة فى رسالة بأن متحدى الإعاقة قادرون على التلاحم والمشاركة وإظهار روح السلام بين رياضيى العالم». وفى حفل الاستقبال المصرى الذى أعدته الدولة ممثلة فى وزارة الرياضة برئاسة العامرى فاروق لأبطالنا، كان المشهد رائعا بين أهالى أبطالنا لمتحدى الإعاقة والجماهير المتعطشة لتحيتهم بجانب مشاركة عدد من الأحزاب والقوى السياسية كحركة «6 أبريل» وحزب الدستور وحزب المصريين الأحرار وحزب الوسط وبعض شباب الألتراس وغيرهم، وظل هؤلاء الجماهير والتيارات السياسية تهتف وتغنى على أنغام الطبل والمزمار للاعبين الأبطال، وحمل البعض لافتات تحمل صور اللاعبين أصحاب الميداليات وآخرون حملوا لافتات كُتب عليها شعارات سياسية وتشجيعية، وظل الجميع يغنى ويهتف بحماس حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى، وعند ظهور الأبطال ردد الجماهير: (ارفع راسك فوق.. أنت مصرى). واستنادا إلى ما حققته البعثة المصرية فى تلك الدورة من أرقام وميداليات تعتبر دورة لندن البارالمبية ال 14 هى الأفضل من حيث عدد الميداليات التى وصلت إلى 15 ميدالية متنوعة منها 4 ميداليات ذهب للرباعة فاطمة عمر وزن 56 كيلو، والرباع شريف عثمان على نفس الوزن، والرباع هانى عبد الهادى وزن 90 كيلو، والرباع محمد الديب وزن 100 كيلو، و4 ميداليات فضة للرباعة هبة سعيد محمد وزن 82.5 كيلو، والرباع محمد صبحى وزن 75 كيلو، والرباعة راندا تاج الدين وزن 82.5 كيلو، وبطل ألعاب القوى إبراهيم عبد الوارث فى دفع الجُلة، و7 ميداليات برونزية للرباع طه عبد المجيد والرباعة أمل محمود والرباع شعبان إبراهيم وسامح عيد فى تنس الطاولة فردى وبطل ألعاب القوى مطاوع أبو الخير فى قذف القرص ورائد صالح فى رمى الرمح. تفوقت البعثة على نتائج دورة بكين التى حققوا خلالها 12 ميدالية فقط واحتلت مصر المركز 29 وقتها فى حين احتلت مصر المركز 21 فى دورة لندن.. ويذكر أن فاطمة عمر حققت الميدالية الذهبية للمرة الرابعة على التوالى. فى حين رفض لاعبو ولاعبات أبطال التحدى الحصول على المكافآت المحددة من وزارة الرياضة إلا بعد المساواة بمكافآت الأسوياء، حيث طالبت البطلة الذهبية فاطمة عمر رئيس الجمهورية د. محمد مرسى ووزير الرياضة بمساواتهم مع الأصحاء بعد الوعد الذى حصلوا عليه من د. محمد مرسى بمساواتهم مع الأصحاء، مشيرة إلى أن جميع أفراد البعثة البارالمبية لم يكلفوا خزانة الدولة قيمة إعداد لاعب واحد من الأصحاء. بينما أكد البطل الذهبى هانى عبد الهادى أنه يحمد الله على هذا الإنجاز الكبير الذى لم يكن متوقعا، وأبدى حزنه لعدم حصول اللاعبين المعاقين على حقهم من التكريم والتقدير، حيث روى عبد الهادى حادثة تعرض لها فى عام 2010 عندما حصل على ذهبية فى بطولة العالم للمعاقين بنفس العام وكان يمثل كلية التجارة عين شمس التى ينتسب إليها وعندما ذهب إلى عميد الكلية طالبا منه التكريم فقال له:(مبروك.. وربنا يسهل).. ووجه عتابا إلى المسئولين بضرورة مساواة اللاعبين الأبطال متحدى الإعاقة مع قرائنهم من الأصحاء. وفى السطور التالية عبر بعض أهالى ومحبى هؤلاء الأبطال عن فرحتهم بهذا الإنجاز. حيث أكد محمد مختار مسئول خدمة المواطنين بالمجلس القومى لشئون الإعاقة أنه ممثل من المجلس لاستقبال اللاعبين، وطالب بمساواة هؤلاء الأبطال باللاعبين الأسوياء، خاصة أنهم يستحقون كل تقدير مع ضرورة الاهتمام الإعلامى بهم. حسين عبد الفتاح منظم احتفالية استقبال الأبطال المعاقين ومدرب تنس الطاولة السابق أكد أن هذا الاستقبال الرائع من الجمهور المصرى بهؤلاء الأبطال خير تكريم لهم، وهو ما لمسته من رد فعل اللاعبين، وأثنى على دور د.حسام الدين مصطفى رئيس اتحاد البارالمبية. بينما قال محسن محمد عبد الهادى والد اللاعب «هانى محسن»، معبرا عن فرحته الكبيرة بفوز نجله إن المعاقين شرفوا مصر كلها عكس اللاعبين الأسوياء الذين لم يحصدوا سوى ميداليتين ذهب فقط. وتقول هدى عبد الفتاح والدة اللاعبة أمل طه: أنا سعيدة للغاية بابنتى، فقد كافحت لسنوات طويلة وتدريبات مستمرة، وقد ظللت أدعو لها طوال وجودها فى لندن. ووجه عادل محمد عبد المجيد والد اللاعب طه عبد المجيد التحية والتقدير لنجله قائلا: «ألف مبروك يا طه»، مضيفاً: أنا فرحان جداً بابنى الذى شرفنى وأهله وجميع المصريين. على جانب آخر أشاد العامرى فاروق وزير الدولة لشئون الرياضة بما حققته بعثة مصر فى دورة الألعاب البارالمبية بلندن، حيث حقق معظم اللاعبين أكثر من ميدالية على مدار دورات أوليمبية متتالية، مشيراً إلى أن الدعم المعنوى الذى قدمه الرئيس د. محمد مرسى لأفراد البعثة قبل سفرها إلى لندن كان له الأثر الطيب فى نفوس اللاعبين وأعطى لهم حافزا كبيرا حققوا به أكبر عدد متاح من الميداليات. وأضاف وزير الدولة للرياضة أن متحدى الإعاقة رفعوا اسم مصر عالميا رغم كل الظروف الصعبة التى كانت تمر بها البلاد خلال الفترة الماضية. وأوضح أنه خلال الفترة المقبلة يتم التوسع فى جميع الرياضات الخاصة بالمعاقين وإعطاؤهم ميزانية تكافئ ميزانية الأسوياء، فضلا عن تعديل المكافآت الخاصة بهم بما يتناسب مع العهد الجديد وبشكل حيادى. وقال إنه تم رفع قيمة المكافآت المالية الحالية إلى 120% حيث تصل الذهبية إلى 300 ألف جنيه والفضية إلى 200 ألف جنيه والبرونزية إلى 100 ألف جنيه. وأرجع العامرى الفرق الكبير بين مكافآت الأسوياء التى تصل إلى مليون جنيه للحاصل على الذهبية فى حين يحصل أبطال التحدى بالنسبة للميدالية الذهبية على مبلغ 300 ألف جنيه، إلى أن الأبطال الحاصلين على ميدالية فىدورة الألعاب البارالمبية أكثر من الأصحاء، وبذلك سيحصلون على مكافآت مالية تتعدى مكافآت الأصحاء، مشيراً إلى أنه سيتم تغيير اللائحة وتعديلها خلال السنوات الثلاث القادمة لتصل إلى مليون جنيه مساواة مع الأصحاء، موضحا أن الموضوع ليس مقارنة أو مفاضلة بينهم، وإنما يجب تناول الموضوع بشكل مدروس ومخطط خلال الفترة المقبلة. وأعلن فاروق أنه سيتم تشكيل اتحادات موازية للاتحادات الرياضية الموجودة تكون خاصة لذوى الإعاقة تابعة للجنة البارالمبية ولكن فى الوقت الحالى لم يتم الاتفاق على المسمى النهائى لها. وعن تسليم شقق للأبطال أو تعيينهم فى وظائف بالدولة نفى العامرى فاروق أن تكون هناك نية لذلك لعدم اغتصاب صلاحيات الوزارات وإعطاء كل مؤسسة دورها المنوط بها، مضيفاً أن وزير الرياضة هو المنوط به كافة الشئون الرياضية، وكذلك فى جميع الوزارات التعليم والإسكان، موضحا أن هناك خلية نحل تعمل من أجل خروج ملف وطنى يخدم هذا القطاع يتم فيه تفعيل قوانين وتعديل لوائح تنظم عملية تعيينهم فى مؤسسات الدولة وإعطاء الشقق لهم، حيث تعمل أجهزة الدولة على قدم وساق.