لماذا اختلفت اتجاهات ومبادىء الألتراس؟ ومن يمول هذه الروابط بملايين الجنيهات؟ وماذا يدور داخل كواليس جروبات الألتراس؟ ومن هم قادتهم؟ وهل يفرضون إتاوات على بعض الشخصيات العامة رياضية أو غيرها؟!.. أم أنهم مجموعات من الشباب المتحمس لأنديته قد ينجرف بعضهم إلى تيارات غير مرغوب فيها؟! ألغاز وحواديت داخل أروقة الألتراس على اختلاف ميولها وروابطها.. الأمر الذى جعل العديد من المفكرين يخشون تخطى هذه المرحلة إلى ما أبشع بتحولها من مجرد روابط رياضية إلى جماعات إرهابية تقتحم المجال السياسى والاجتماعى مما يؤثر سلبياً على الاقتصاد القومى؟! «أكتوبر» تفتح الملف لتوضيح العديد من النقاط المهمة داخل دهاليز جروبات الألتراس.. حتى وقت كانت الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص إحدى الوسائل لإبعاد المواطنين عن السياسة ومشاكلها وخباياها وشغل المواطن بالانتصارات الرياضية التى قد تكون بينها انتصارات وهمية على حساب قضايا مهمة! ولكن هذا الاتجاه وهذه الأساليب الملتوية تغيرت كثيراً بعد ثورة 25 يناير ومع ظهور روابط الألتراس واندماجها بصورة مباشرة فى الحياة السياسية بما لديها من قدرة على التنظيم والحشد السريع.. الألتراس كلمة لاتنية تعنى حرفياً (الفائق) أو الشىء الزائد على الحد.. أما المعنى الشائع فهو التعبير عن المجموعات التى تعرف بانتمائها وولائها الشديديين لأنديتها الرياضية.. انطلقت روابط الألتراس من إيطاليا عام 1963 مع ظهور مجموعات (التورسيدا).. وانتقلت إلى باقى الدول الأوروبية.. وانتقلت إلى الدول العربية عبر المغرب العربى خاصة تونس من خلال جروب (الأفريكان وينرز) الذى ينتمى لنادى الأفريقى عام 1995. وظهرت جماعات الألتراس فى مصر عام 2007 من خلال (ألتراس أهلاوى) (والفرسان البيض) عام 2007. تستخدم مجموعات الألتراس مصطلحات لا يفهمها إلا أعضاؤها ولهم شعارات وأغان خاصة يطلقونها خلال تجمعاتهم المختلفة.. ويعد مصطلح أو شعار (روح الألتراس) هو السائد بين جميع الجروبات حيث يعتقدون أنها الروح التى يولد بها أعضاء الجروب ولها أكثر من معنى مثل (الروح المقدامة) - «المثابرة» وغيرها - بما يعنى العمل ككيان واحد لتحقيق الأهداف والمطالب.. ويعتبر الألتراس أنفسهم (خط الدفاع) الأمين عن أنديتهم، ولذلك فهم يعملون وفق أربعة مبادىء أساسية.. أولها عدم التوقف عن التشجيع والغناء طوال المباراة أيا كانت النتيجة.. وأيضاً عدم الجلوس أثناء المباراة لمشاهدتها بغرض المتعة ولكن هدفهم مساندة ومؤازرة الفريق بجانب التواجد فى جميع المباريات الداخلية والخارجية مهما كانت التكلفة والمشاقة وأخيراً مبدأ الولاء والانتماء.. والطاعة العمياء (للكابو) أو قائد المجموعة.. ويؤكد (محمود متولى) أحد أعضاء رابطة الألتراس أن مصاريف الانتقالات والسفر والملابس والوجبات تكون على نفقة أعضاء الرابطة ولا صحة على الإطلاق أن هناك جهات أو منظمات تمول روابط الألتراس أو أن يكون أعضاؤها يفرضون إتاوات على مسئولى الأندية أو نجوم الكرة فهذه أمور مرفوضة وليست من مبادىء جروبات الألتراس المحترمة وإن كان هناك بعض رجال الأعمال وبعض نجوم الكرة مثل أبو تريكة وشريف عبد الفضيل ووائل جمعة ومحمود فتح الله وشيكابالا من عشاق الروابط، وفى أحيان كثيرة يساهمون مادياً. ومن رجال الأعمال هناك (عمرو فهمى) نجل (مصطفى مراد فهمى) عضو الاتحاد الدولى لكرة القدم الذى يساهم دائماً فى عمل العديد من الدخلات وأيضاً هناك (محمد الغزاوى) عضو مجلس إدارة الأهلى السابق ويعد من أكبر الداعمين للألتراس الأهلاوى بخلاف رجال الأعمال الزملكاوية الذين يدعمون دخلات (الوايت نايتس) كداعمين لهذه الروابط خلال المباريات وليس الحصول على الأموال منهم بأسلوب الرشاوى أو البلطجة! ويطالب (محمد زايد) أحد أعضاء رابطة الألتراس بضرورة معاملة الشباب وأعضاء الرابطة بشفافية فى القضايا المختلفة حتى تعود الثقة بينهم وبين المسئولين وعدم اتباع أسلوب المماطلة لأن أصوات الألتراس لن تصمت عن المطالبة بالحقوق ونحن شباب مثقف لا يميل للعنف أو البلطجة أو انتهاك المنشآت العامة ولكن من المنطقى مع تواجد الآلاف من الشباب وحالات الهياج للمطالبة بالحقوق وحل الأزمات أن تحدث بعض الكوارث من جانب بعض المندسين أو ممن يثيرون الفتنة فى محاولة للقضاء على جروبات الألتراس!