لا هو الراعى الرسمى والوحيد لدين الله دون سائر المشايخ والأئمة.. ولا هى عنوان الفن ورمزه.. هو قال ما قال ولا يعبر فى ذلك إلا عن وجهة نظره الخاصة.. وهى فى أفلامها عملت ما عملت بقناعتها الشخصية والفنية.. نعم الشيخ تطاول عليها وخلط بين شخصها وتمثيلها.. وهى استثمرت الحكاية لكى تجعل مما جرى نموذجا للاعتداء على ما يسمى «حرية الإبداع».. والحقيقة أن هذا المصطلح المبحبح لا يصلح إلا مع أصحاب الأفكار ووجهات النظر، وقد رأيت وسمعت من «العوالم» الكثير حول حقهن فى حرية الإبداع.. وأدهشنى أن من يقدم فيلما هو أقرب إلى أفلام البورنو يعتبرها إبداعا ويطالب بالحرية.. مع أننا يجب أن نفرق.. بين هذه وتلك.. لا الشيخ عبد الله هو المرجعية الوحيدة للدين.. ولا إلهام شاهين هى عنوان الفن.. لأن فى إنتاجها ما يستحق وما لا يستحق. وقد سمعت بعض مشايخ آخرين دخلوا إلى الخط بشكل هو أقرب إلى «الردح» فى الحوارى وبما يسىء لكل شيخ يعرف جيدا أن دعوة محمد صلى الله عليه وسلم قامت على الحسنى..والشيخ الأزهرى هو أكثر علما منى بأن الإسلام ما انتشر شرقا وغربا ولا شمالا وجنوبا إلا بالسماحة والاعتدال والمعاملة الحسنة الراقية.. أليس دين الله الحق هو المعاملة يا مولانا أم أنك فعلت ما فعلت لتبغى الشهرة؟ فهل يرضيك ألا يذكرك الناس بعلمك ويقولون هذا الشيخ الذى شتم إلهام وشرشحها؟! وبذلك يهان شخصك وعلمك فى آن واحد! وأيضاً يا حضرات المشايخ الآخرين.. هل يليق بكم أن تصفوا بعض خلق الله بالصراصير والفئران؟.. أنسيتم ماذا فعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مع اليهودى الذى كان يضع له القاذورات أمام بيته.. فلما اختفت وعرف أنه مريض زاره وأدبه بحسن الخلق. أنتم قدوة للناس نتعلم منكم مكارم الأخلاق.. ثم كيف تحاربون الانحلال فى بعض الأفلام وأنا كاتب سيناريو وأعرف أكثر منكم هذا.. كيف نواجه هذه السفالة السينمائية بسفالات لسانية يا مولانا منك له وياست إلهام أنت نفسك اعترفتى فى حديث صحفى بأن هناك مسافة بين فن حقيقى وجهه الآخر الأخلاق.. وفن واط مدمر لكل قيمة فى المجتمع وصناعه هم أبالسة أولاد أبالسة.. (أدينى شتمت ووقعت فى نفس الغلط.. أسف.. أسف). الدين الحقيقى البديع يعلمنا فن الحياة الراقية المتحضرة.. بل إن الديانات السماوية كلها منهجها المشترك أخلاقى لا تسرق، لا تقتل، لا تزنى، لا تكذب.. إلخ. لن يختلف فى ذلك الإسلام عن المسيحية عن اليهودية.. لكن الخلاف فى التطبيق وأسلوبه.. كأننا جميعا فى رحلة نهايتها معروفة.. لكن الوصول إليها هو الأمر المختلف حوله.. فينا من يود الوصول بالطائرة أو السيارة أو الباخرة أو الدراجة، وفينا من يذهب على قدميه أو يديه أو محمولا عن طريق الغير.. المهم أن النهاية واحدة لا خلاف عليها أو فيها.. ورب الكون سبحانه وتعالى أدرى بنا وهو الخالق العظيم.. ويعرف أن أرقى أساليب التعليم ذلك والذى يعتمد على الصور الذهنية والحكى لذلك كان الاهتمام جليا بالقصة فى القرآن الكريم، حيث توجد سورة بعنوان «القصص».. بخلاف تلك الدراما الرائعة الحديثة فى سورة «يوسف» وأحداثها.. وفيها ما يعرف ببراعة الاستهلال عندما يرى يوسف عليه السلام الرؤية.. ويقصها على أبيه الذى يخشى عليه من إخوته، ثم فى المشهد التالى نراهم وقد اجتمعوا كعصابة وقرروا قتل يوسف لكن أحدهم رق قلبه واقترح الاكتفاء بأن يُلقى فى البئر. هى سورة يمكن تصنيفها أدبيا بالسيرة الذاتية أو التراجم بطلها «يوسف» وإخوته.. وأحداثها متنوعة، ومثيرة.. فيها الأكشن والعاطفى والتراجيدى. ويا سيدنا الشيخ.. قد تكون نواياك طيبة والله أعلم لكنك عبرت عنها بما لا ينبغى.. ويا ستنا الفنانة هذه المشاهد الساخنة التى يلومك عليها الشيخ وعموم الناس.. ليست هى كل فنك وقد ثبت أنها تفسد أكثر مما تصلح ولا أظن أنا ولا غيرى أن هذا هو الفن الذى يقال عنه إنه رسالة. أنا أسافر إلى المهرجانات وأرى التفاف الناس حولكم ويسعدنى كمصرى ولكنى بعين المسلم والكاتب أرى أن هناك من أهان الفن ولعلك توافقيننى على ذلك.. مثلما نجد بعضهم يتاجر بالدين على الفضائيات وأنا وغيرى نرى ذلك أيضاً.. والكارثة أننا إذا أخطأ الشيخ وهو أمر وارد.. عممنا الخطأ على كل صاحب «عمامة» أقصد كل شيخ.. وإذا ابتذلت فنانة جبنا اللعنة على كل من يعمل بالفن وفيهم المحترم والبروفسير والنبيل والعفيف وهذه شهادتى أقولها أمام الله والناس.. ولن تنهض بلادنا على هذا النحو.. وقد أصبحت البرامج هى ساحات للردح والشتم والقذف وبعض الزملاء ممن يقدمونها لا يدخلون الاستديو بالورقة والقلم، لكن بجركن بنزين والكبريت رغبة منهم فى رفع نسبة المشاهدة وبالتالى إعلانات أكثر. وعلى ذكر الإعلانات أرأيت كيف أنها مثل الطيور على قنواتها تقع.. فقناة العوالم لن تجد عليها سوى المنشطات وما شابه ذلك وهم يعلنون عنها بنفس درجة الانحطاط التى تميز القناة كلها.. والتى هى بوابة فضائية «للدعارة».. فهل هذه يلزمها أيضاً «حرية الإبداع» والذى منه؟ قد يقول قائل: نغلقها بالضبة والمفتاح.. وأنا أقول لا رغم رفضى لها شكلا وموضوعا.. لكن ندعم القنوات المحترمة لأن المنع يعطى بطولة مزيفة لأمثال هؤلاء الذين يعتبرون فضائحهم نجاحا يتباهون به أمام أعداء النجاح من أمثالنا. يا سيدنا الشيخ هل يغضبك لو راجعت نفسك وكنت كريما فى لغتك ومقصدك. ويا ستنا الفنانة.. ألا تحلمين بأن يكون الفن قولا وفعلا قاطرة تقود الأمة للخير والحق والجمال.. بتقديم النماذج المشرفة وما أكثرها بيننا فى الوطن الجريح الذى يحتاج إلى جهد كل مخلص فى مجاله.. ولن يتقدم وقد تحولنا إلى فصائل وميليشيات وكتائب وعصابات وفرق وتصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان نقبض عليها أكثر مما نمسك بأصول الأشياء، وقد انشغلنا بأفرع الأفرع.. وتوافه الأمور وأصغرها. لقد هاج الفراغ عليك شغلا وأسباب البلاء من الفراغ البلاد تحتاج إلى تكاتف الكل.. واحترام الصغير قبل الكبير.. والفقير قبل الغنى.. والبسيط قبل صاحب الجاه والصيت.. وبين الحق والباطل ليس سوى القانون يحكم للمظلوم مهما كانت شوكة الظالم وسطوته. انشغل بنفسك قبل انشغالك بالناس.. وقل لها: ماذا قدمت أنا؟.. وكيف أعالج عيوبى قبل أن أرصد عيوب الآخرين؟ يا خلق الله.. يا أهل المحروسة.. تعبنا من الشجار والنقار.. وآن الأوان أن يطلع لهذا الليل الطويل.. ألف ألف نهار.. ونسأل الله الهداية للجميع.