اندلعت حالة من الغضب بعد إنتاج بعض من أقباط المهجر بالولاياتالمتحدةالأمريكية فيلماً مسيئاً إلى نبى الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - واعتبره بعض الخبراء والمحللين أحد مخططات هذه العناصر الضالة برئاسة عصمت زقلمة وموريس صادق برعاية أمريكية لإثارة الفتنة وهو ما دفع عددا كبيرا من المسلمين والأقباط فى العديد من دول العالم إلى الاحتجاج بعنف أمام السفارات الأمريكية بها لتوصيل رسالة إلى واشنطن بأن تكف عن محاولاتها المتكررة لإشاعة الفوضى والفتنة بالعالم الإسلامى. شخصية مريضة تحترق من داخلها حقدا وكراهية وخوفا من انتشار الإسلام فى بلاده وفى البلدان الغربية المجاورة وللأسف فإنه وجد فى هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001 ضالته لتنفيس ما بداخله من أفكار متطرفة تجاه الإسلام ورسوله محمد عليه الصلاة والسلام. إنه القس الأمريكى المتطرف تيرى جونز الذى تعاون مع أقباط المهجر لإنتاج الفيلم المسىء لسيدنا محمد صلى الله وعليه وسلم، فالقس المعروف بلقب «حارق المصحف» عمد هذا العام إلى إحياء ذكرى 11 سبتمبر بالتطاول على نبينا محمد فقبل أيام من انتشار الأخبار عن ذلك الفيلم الوضيع أعلن المتطرف جونز عن إجراء محاكمة شعبية للرسول محمد داخل كنيسته فى ولاية فلوريدا بهدف تحميل الرسول عليه الصلاة والسلام مسئولية هجمات سبتمبر، والتشكيك فى رسالته السماوية - الإسلام- بالقول بأنها ليست رسالة سماوية بل هى مجرد اختراع بشرى، وأنها لم تكن مصدرا للسلام على الأرض بل أثارت الكراهية والحروب بين البشر ، وذلك من أجل إصدار حكم بالإعدام فى حق الرسول عليه الصلاة والسلام، وأطلق المتطرفون على المحاكمة «اليوم العالمى لمحاكمة محمد». والمتطرف جونز، الذى يرأس كنيسة إنجيلية صغيرة متشددة تدعى «دوف وورلد آوتريتش سنتر» ومقرها فلوريدا، اكتسب شهرته بسبب دعوته فى يوليو 2010 بتخصيص «يوم عالمى لحرق القرآن» فى ذكرى هجمات سبتمبر واعتراضا على بناء مركز إسلامى قرب موقع مركز التجارة العالمى، ثم عاد وتراجع عن تهديده بعد مناشدات من مسئولين أمريكيين على رأسهم الرئيس باراك أوباما خوفا من رد فعل العالم الإسلامى، إلا أنه نفذ تهديده فى مارس 2011 بعد أن أجرت كنيسته «محاكمة دولية» للقرآن استمرت ست ساعات حيث تم تحميله مسئولية العنف فى العالم وانتهت المحاكمة إلى ثبوت كل التهم الموجهة إليه وحكم عليه بالحرق، ما أشعل موجة من المظاهرات الغاضبة فى العديد من الدول الإسلامية خاصة أفغانستان، التى شهدت أعمال عنف أسفرت عن مقتل العشرات. وفى إبريل الماضى أقدم جونز مجددا على حرق نسخة من المصحف احتجاجا على اعتقال رجل الدين المسيحى يوسف نادر خانى فى إيران. وفرضت السلطات الأمريكية على كنيسة جونز غرامة قدرها 271 دولارا، ليس بسبب الإساءة للديانات السماوية، ولكن بسبب خرق قواعد السلامة من الحرائق! ولجونز تاريخ حافل بالكراهية والفضائح حيث ذكرت صحيفة «برلينر تسايتونغ» الألمانية أنه حين قدم فى عام 1985 إلى مدينة كولونيا بغرب ألمانيا للعمل فى مجال إدارة الفنادق، قدم نفسه على أنه موفد من القس المتطرف والمليونير الأمريكى دونالد نورد روب ل «طرد الشيطان من أوروبا»، ووصف كولونيا بأنها «بوابة الجحيم» والشيطان يسكن قرب كاتدرائيتها الشهيرة وأن الكفاح ينبغى أن يبدأ منها لإيقاظ أوروبا، لكن لم يقتنع أحد بأفكاره. وفى عام 2001 أسس جونز بكولونيا كنيسته المسماة «الكنيسة المسيحية»، وهى فرقة مستقلة عن الكنيستين الألمانيتين الكبيرتين الكاثوليكية والبروتستانتية، وتمكن من ضم نحو ألف شخص ممن يعانون من مشكلات حياتية مستعصية عبر التركيز على تقديم وعود بالشفاء من الأمراض الخطيرة والتحريض ضد الإسلام. وكشفت صحيفة تسايتونغ عن أن محكمة كولونيا أصدرت حكما فى عام 2002 بتغريمه حوالى ثلاثة آلاف يورو لإضافته كذبا لقب دكتور إلى اسمه. ثم ما لبث الحكم أن زاد شكوك أعضاء الكنيسة فيه فاتهموه بالتلاعب بالمخصصات المالية وتحويل ستة منازل تابعة للكنيسة إلى ممتلكات شخصية، وطردوه من الكنيسة فى عام 2008 مما اضطر جونز إلى مغادرة ألمانيا والعودة إلى بلده ليؤسس كنيسته فى جينسفيل بولاية فلوريدا والتى يرتادها بضع عشرات. وتابع جونز تحريضه على الدين الإسلامى حيث نشر كتابا بعنوان «الإسلام هو الشيطان»، وقام بعض أعضاء الكنيسة بإرسال أطفالهم إلى المدرسة بقمصان كتب عليها «الإسلام هو الشيطان»، لكن المدرسة رفضت استقبالهم لمخالفتهم الزى المدرسى. وفى مارس 2010، فتحت السلطات المحلية تحقيقا حول سعى الكنيسة للربح التجارى عبر بيع الأثاث المتبرع به على موقع إلكترونى، وبالتالى خسرت الكنيسة جزءا من الإعفاء الضريبى الذى تتمتع به الكنائس الأمريكية. وبحسب ابنته ايما التى تعيش فى ألمانيا وتقول إن والدها فقد عقله فى حملته المتعصبة ضد الإسلام، يجبر جونز أتباعه المحدودين جدا على الطاعة التامة والعمل دون مقابل وذلك من خلال «العنف العقلى» والتهديد بعقاب الله. وذكرت صحيفة «جينسفيل صن» فى تقرير فى عام 2009 أن أتباع جونز يعيشون فى أبنية مملوكة للكنيسة أو لجونز وزوجته الثانية سيلفيا ويعملون 40 ساعة فى الأسبوع كمتطوعين فى جمع وبيع الأثاث المستعمل لصالح الكنيسة والترويج لشعارات مناهضة للإسلام على الانترنت. وقالت الصحيفة نقلا عن سيلفيا جونز إن الكنيسة فى جينسفيل تدير كذلك أكاديمية يخضع فيها الطلاب المقيمون لبرنامج مدته ثلاثة أعوام يهدف إلى تحطيم كبريائهم و«إذلال أنفسهم ليس فقط أمام عظمة الله ولكن أمام البشر أيضا». وخلصت الصحيفة إلى أن «تيرى جونز الذى اعترف بجهله التام بالإسلام وتعاليمه وعدم تعامله طوال حياته مع أى مسلم، يعد مثالا لأعداد كبيرة من أعضاء المجموعات المسيحية الأمريكية المتطرفة الذين يعتبرون أنفسهم فى مهمة مقدسة ضد الإسلام». وتيرى جونز – الذى يصعب إطلاق عليه لقب القس لما فى ذلك من إساءة للقساوسة - من مواليد أكتوبر 1951 بمدينة كيب جيراردو ، بولاية ميزورى. درس فى مدارس معمدانية متطرفة ولكنه لم يحصل على درجة أكاديمية فى علم اللاهوت وأحب التبشير للمسيحية خارج الولاياتالمتحدة فعمل فى دول فى أمريكا الجنوبية وفى أفريقيا، قبل أن يذهب إلى ألمانيا. توفيت زوجته الأولى فى عام 1996.