تحظى زوجات المرشحين فى انتخابات الرئاسة الأمريكية باهتمام الناخبين لأن الأمريكيين، كما تقول كاثرين آل جور، الأستاذة بجامعة كاليفورنيا والمتخصصة فى تاريخ سيدات أمريكا الأوليات، يعتقدون أن ما تكشفه زوجة المرشح عن حياته الشخصية - كزوج وكأب - يدل على أخلاقياته وشخصيته الحقيقية. وترى جودى كانتور، الصحفية ب «نيويورك تايمز» ومؤلفة كتاب «آل أوباما»، أن زوجات المرشحين كلما ابتعدن فى أحاديثهن عن السياسة كن أكثر تأثيرا وهذا بالفعل هو النهج الذى تسير عليه زوجة المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية ميت رومنى حيث تحاول «آن» إضفاء لمسة إنسانية على زوجها، خاصة أن رومنى رجل الأعمال وحاكم ماساتشوستس السابق يفتقر إلى الكاريزما وبسبب ثرائه الفاحش يواجه انتقادات بأنه بعيد عن متاعب الناس العاديين. كما أن معارضته للإجهاض تفقده أصوات النساء حيث تشير استطلاعات الرأى إلى أنهن يفضلن عليه المرشح الديمقراطى باراك أوباما. ومثل منافسه أوباما وزوجته ميشيل اللذين تجمع بينهما علاقة حب عميقة، يحرص رومنى وزوجته على الظهور فى صورة الثنائى المتحد فى كل المناسبات. وفى خطابها أمام المؤتمر الوطنى العام للجمهوريين فى مدينة تامبا بولاية فلوريدا والذى خطفت فيه الأضواء بثوبها الأحمر ووجهها المبتسم، اختارت آن «التحدث عن الحب» محاولة إبعاد الصورة المأخوذة عنهما بسبب ثرائهما حيث وصفت زواجها المستمر منذ 43 عاما بأنه زواج حقيقى واجهته صعوبات ككل العائلات وليسا زواجا مثاليا كما فى القصص الخيالية. وأضافت آن: فى القصص التى أقرأها لم يكن هناك أبدا ساعات ظهر طويلة فى فصل شتاء ممطر، مع خمسة صبيان يبكون جميعهم فى وقت واحد. كما أن هذه الحكايات لم تتضمن فصولا عن تصلب الأنسجة المتعدد أو سرطان الثدى» فى إشارة إلى المرضين اللذين عانت منهما. ووصفت رومنى بأنه «الرجل الحنون، المحب والصبور، الرجل المؤمن الذى يرى أن القدرة على مساعدة الآخرين نعمة من الله». وبعد أن ألقت آن خطابها، الذى استمر عشرين دقيقة، ظهر رومنى بشكل مفاجئ على منصة المؤتمر وعانقها وقبّلها أمام آلاف المندوبين الجمهوريين وسط تصفيق حار وغادر الزوجان المنصة دون أن ينطق رومنى بكلمة واحدة بينما تم تشغيل أغنية «فتاتى» فى مكبرات الصوت. ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى تسلط فيها آن (63 عاما) الضوء على الجانب الإنسانى لزوجها ففى مقابلة مع برنامج «هذا الصباح»على شبكة «سى بى إس»، تحدثت آن باستفاضة عن زوجها الذى التقت به أول مرة فى المدرسة الابتدائية وتحولت علاقتها به عبر السنوات إلى قصة حب وارتبطت به رسميا فى يونيو 1965 وهى فى السادسة عشرة من العمر وتزوجت منه فى مارس 1969 وهى فى التاسعة عشر بعد أن تحولت إلى ديانته لتصبح من طائفة المورومون. وفى مقابلة مع شبكة «سى إن إن» تحدثت عن حالة الاكتئاب الشديد التى أصابتها إثر تشخيص إصابتها بتصلب الأنسجة المتعدد فى عام 1998 وأشارت إلى مدى الرعاية والحب اللذين لاقتهما من زوجها. وتحدثت آن عما يسببه لها هذا المرض من نوبات من الشعور بالتعب الشديد وصعوبة الحركة والكلام، لكنها تستعين برياضة ركوب الخيل للتغلب على هذه الأعراض. كما كشفت آن عن إصابتها بسرطان الثدى فى عام 2009 ولأن المرض كان فى مراحله المبكرة فقد شفيت منه تماما بعد عملية جراحية وعلاج بالإشعاع ونصحت السيدات بضرورة الكشف المبكر عن المرض. وآن التى تتحلى بالعفوية من مواليد 16 ابريل 1949 فى ولاية ميتشجان وتنتمى لأسرة ثرية حيث كان والدها لويس دافيس رجل أعمال عصاميا. وتخرجت آن فى مدرسة خاصة فى عام 1967 وحصلت على بكالوريوس فى الفنون باللغة الفرنسية من جامعة بريجهام يونج فى أغسطس 1975. وكانت ترغب فى الحصول على درجة الماجستير فى تاريخ الفن، ولكن حال دون ذلك رعايتها لأبنائها ثم مشاكلها الصحية. وعلى عكس السيدة الأولى ميشيل أوباما التى مارست المحاماة وغيرها من المهن، فإن آن ربة منزل حيث اختارت بإرادتها منذ تخرجها فى الجامعة التفرغ لرعاية أبنائها فهى أم لخمسة رجال أنجبتهم ما بين عام 1970 و1981 وهى الآن جدة ل18 حفيدا. وبالرغم من أنها لم تلعب أى دور عام عندما كانت سيدة ماساتشوستس الأولى ما بين 2003- 2007، فإنها شاركت بنشاط فى حملة رومنى للانتخابات الرئاسية فى 2008. ومنذ إصابتها بمرض تصلب الأنسجة المتعدد عملت آن على رفع وعى المجتمع بالمرض من خلال المشاركة فى جمعيات طبية معنية بهذا المرض وجمع الأموال للمساعدة فى العلاج وإجراء الأبحاث. كما تعمل آن مع عدة مؤسسات خيرية لمساعدة الأطفال المحرومين. وتبدى آن إعجابها بثلاث سيدات أمريكيات أوليات هن مامى آيزنهاور، ونانسى ريجان، وباربارا بوش.