غمرنى كافة زملائى بمشاعر رقيقة وجياشة من الحب والود والتقدير الذى لا أستحقه.. وقد تجلى ذلك خلال جولة واسعة فى أرجاء مؤسستنا العريقة (دار المعارف) بصحبة أخى الكبير الأستاذ إسماعيل منتصر رئيس مجلس الإدارة ورئيس اللجنة النقابية وأعضاء المجلس الذين طافوا أقسام المؤسسة.. فى عز الصيام والحَر! وتحملوا هذه المشقة.. حباً فى هذا الصرح العريق. وكما كانت هذه المشاعر الجميلة وساماً على صدرى.. فإنها تثقلنى بأعباء كثيرة.. أولها تأكيد حالة الحب والتوافق والإخاء التى شهدتها ولمستها بنفسى من كل زملائى وأصدقائى.. فى هذا البيت الكبير.. وثانيها أن نجتهد معاً من أجل رفعة دار المعارف ومجلة أكتوبر التى نشأت فى أحضانها وانطلقت على أكتافها، وأنا على ثقة بأن كل من قابلتهم والتقيت بهم خلال هذه الجولة حريصون على تحقيق انطلاقة كبرى لمؤسستنا العريقة. هذه المؤسسة التى نشأت قبل أكثر من 120 عاماً كانت ومازالت وستظل منارة للفكر والثقافة والإبداع.. واحتضنت أعلاماً وأفذاذاً أمثال الجارم والمازنى وطه حسين مؤسس سلسلة «اقرأ»، هؤلاء العظماء شرّفوا هذا الصرح الكبير.. كما تشرفوا به.. ونحن نريد أن نستعيد هذه العهود الزاهرة والمبهرة من العطاء والإبداع.. لدار المعارف.. ولمصر كلها. ومثلما أحاطتنى أسرتى الكبيرة فى دار المعارف بحفاوة الاستقبال والترحيب.. فإن أسرتى الحبيبة فى أكتوبر أكدت هذا الوفاء والتقدير بصورة عملية.. فقد سارع الجميع - دون استثناء أو إقصاء- إلى التعاون ومد يد العون لاستكمال هذا العدد الذى بدأه أخى وصديقى محسن حسنين، لذا كان لزاماً علىّ أن يستمر اسمه عليه.. تقديراً ووفاءً.. من أسرة أكتوبر كلها. وقد بادرت بالاتصال بالأستاذ محسن حسنين بعد صدور قرار تعيينى رئيساً لتحرير أكتوبر.. وقلت له إننى لن أدخل مكتبه إلا وهو معى.. فأنا لا يهمنى منصباً ولا مكتباً ولا غيره.. فكل شىء زائل.. إلا وجه الله كما أكدت له على ضرورة الاستمرار فى الكتابة «بدون تدخل رئيس التحرير»! بعد ذلك.. يمكن أن ننطلق ب «أكتوبر» إلى عبور جديد.. عبور نحو آفاق أرحب.. بمشيئة الله، لذا فسوف أقترح على زملائى الذين تقدموا للترشيح لرئاسة تحرير «أكتوبر» بأن نجمع كل مشاريع التطوير فى مشروع واحد.. مع إضافة اقتراحات كل زملائى فى المجلة والمؤسسة بأسرها، وسوف أسعد بأية فكرة يقدمها أى زميل أو زميلة.. من داخل المؤسسة وخارجها. ومن أهم محاور «عبور أكتوبر» البوابة الإلكترونية.. هذا المشروع الطموح الذى بذلت فيه أغلب جهدى منذ عام 2000 عندما كنا فى سهرة على السحور مع أستاذى الكبير رجب البنا.. وسألنى المذيع: بم تحلم؟ فقلت له: «أكتوبر أون لاين»!! فابتسم البعض.. وتعجب آخرون! ثم أصبح الحلم حقيقة بعد عامين! وكانت أكتوبر أون لاين - آنذاك - أول مجلة عربية على الشبكة العنكبوتية!! ومثلما بدأ حلم أكتوبر أون لاين.. سوف يستمر الحلم بمشيئة الله مع البوابة الإلكترونية لمجلة أكتوبر.. بتعاون جميع زملائى، وليس سراً أن أحد محاور دراستى التى تقدمت بها إلى مجلس الشورى للترشيح لرئاسة تحرير أكتوبر هو مشروع البوابة الإلكترونية، وقد أبدى الأخ الكبير إسماعيل منتصر رئيس مجلس الإدارة استعداده التام للتعاون فى تنفيذ هذا المشروع الطموح. ولكن البوابة الإلكترونية لا تعنى أننا سوف ننسى أو نتناسى المجلة المطبوعة.. فهى الأم التى احتضنتنا والبيت الذى يجمعنا، لذا فإن كل الرعاية والعناية والاهتمام سوف ينصب على «أكتوبر» لتبدأ مرحلة جديدة من التجديد والتطوير والانطلاق.. نحو عبور جديد.. بسواعد وعقول كل أبنائها.