دور كبير ومهم وغير معروف بالقدر الكافى تقوم به المراكز الاستكشافية للعلوم والتكنولوجيا والتى انشأتها وزارة التربية والتعليم لتقدم رعاية وتعليماً من نوع جديد للطلبة بجميع المراحل الدراسية ولتقوم باكتشاف المواهب العلمية والفنية وتنميتها وتنمية طاقاتهم الإبداعية عسى أن نرى فى النهاية اينشتين مصرياً او فاروق الباز او زويل جديداً. المراكز يعمل بها فرق عمل بينهم الكثير من المتطوعين، وكلهم يبذلون الكثير من الجهد دون انتظار المقابل، فكرة عمل المراكز تعتمد على التعليم الاستكشافى وهو التعليم المبنى على التعرف على قوانين الطبيعة من خلال الممارسة والبحث والملاحظة والاستنساخ والاقتناع، والاهتمام بالفهم لا النص ولا القانون. وقد نجحت تلك المراكز بالفعل فى اكتشاف الكثير من المواهب لدى الطلبة ومنهم الطالب أحمد الحمراوى الذى تلقى دعوة من وكالة ابحاث الفضاء الامريكية ناسا لعرض الاختراع الذى فاز عنه بالجائزة الاولى فى مسابقة مخترعات الطلبة. وتقول عزة أبو العز مديرة المركز الاستكشافى للعلوم والتكنولوجيا بالإسكندرية (القصر) إن المركز لا يعمل بناء على منهج موضوع مسبقا ولكن يعمل من خلال برامج يضعها العاملون فيه ويتم تطويرها كل عام وإضافة انشطة جديدة لخدمة الطلبة وتنمية مهاراتهم وابداعهم، موضحة أن المراكز الاستكشافية للعلوم بدأت العمل منذ عام 1998 وكان صاحب فكرة انشائها هو د. سامح سعيد الأستاذ بكلية هندسة القاهرة والذى قدم الكثير من الدعم لهذه المراكز، وأضافت: أنشئت بالإسكندرية ثلاثة مراكز عام 2010، وبدأنا بأربعة أنشطة أهمها المرسم والمخترع الصغير، وهذا العام وصل عدد الأنشطة الى 13 نشاطاً ويضم كل نشاط حوالى 150 طالبا من سن 5 سنوات الى 20 سنة، مشيرة إلى أن الطلبة ينتمون إلى مدارس مختلفة فمنهم طلبة المدارس الحكومية من الاحياء الشعبية ومنهم طلبة مدارس اللغات والمدارس التجريبية والمعاهد القومية، والنشاط مستمر طوال العام فهناك برامج تطبق فى الفترة الصيفية وبرامج أثناء العام الدراسى وكلها بالمجان فلا يدفع الطلبة أى رسوم للاشتراك فى المركز. وقالت إن المركز أقام معرضاً سنوياً فى ختام موسم النشاط الصيفى لهذا العام، ضم الكثير من الابتكارات للطلبة، موضحة أن أنشطة هذا العام كانت 13 نشاطا اولها مدرسة العلوم الاستكشافية (المخترع الصغير) والتى قام فيها الطلبة بعمل الكثير من الابتكارات المتميزة التى تم عرضها بالمعرض، وقد تم تدريب الطلبة فيها على إعادة تدوير المخلفات المنزلية مثل الاحبال والأكواب والملاعق البلاستيكية وعلب المياه الغازية وكراتين البيض لصناعة بعض وسائل الإضاءة مثل النجف والاباجورات، ونماذج لأجهزة الجسم، وعلب متعددة الاستخدامات، كما تم تدريب الطلبة على تحليل قطرة ماء بواسطة شعاع الليزر، وتشريح لبعض البرمائيات مثل الضفدعة وبعض القشريات مثل الجمبرى والكابوريا، وتصنيع فلتر منق للهواء، وعمل شرائح نباتية، ودراسة أثر الأمطار الحمضية على المبانى وحفظ وتحنيط بعض الكائنات الحية، وتصنيف بعض عينات من الصخور للتعرف على تركيب الارض. أما النشاط الثانى فهو القاعات العلمية (المخترع 2) وقد تم من خلال هذا النشاط عمل جهاز على شكل انسان يوضح ميكانيكية عمل الجهاز الهيكلى المحورى للإنسان ويتضمن مراكز الاحساس فى المخ وعلاقتها بالحركات الإرادية واللاإرادية، كما تم عمل نموذج لتركيب الخلية العصبية، وعمل لوحة تعرض مراحل نمو الجنين، وجهاز عجلة المعلومات، ومروحة ونموذج لتكييف صحراوى باستخدام usb، وطاحونة هواء. أما نشاط المكتبة فتقول إنه اعتمد على مشروع (ابحث واكتشف وابتكر) وهو يقوم على تقديم وتعريف محافظات مصر للطلبة من خلال اختيار شخصيات تمثل محافظات مختلفة، كما تم عمل مجسم لشجرة المعرفة يتضمن معلومات عن الأرض والفضاء وعالم النبات وعالم الحيوان وعالم البحار ومعارف أخرى كثيرة، وأشرف على هذا النشاط رحاب محمود ومروة مصطفى. كما عقد المركز دورتين للغة الانجليزية شملت التحدث والترجمة والقراءة والكتابة، كما عقدت ثلاث دروات للغة المصرية القديمة شملت كيفية الكتابة بالهيروغليفية وطريقة الكتابة والأسماء والمؤنث والمذكر وقد أشرف على العمل ممدوح محمود نائب مدير المركز، كما عقد المركز دورات للحاسب الآلى لجميع الأعمار. وقالت: أما عن النشاط التاريخى فتم من خلاله عمل قاعة الإسكندرية بين الماضى والحاضر وتحتوى القاعة على 55 لوحة تحكى عن نشأة الإسكندرية وأهم المواقع الأثرية والميادين القديمة والمنشآت القديمة والشواطىء القديمة، والمدينة الحالية من خلال بعض المناظر الحديثة التى توضح الفارق بين الماضى والحاضر وتوضح مكانة الإسكندرية عالميا. وهناك نشاط تكنولوجيا الكهرباء وتم فيه عمل ورش عمل لتعريف الطلاب بماهية الكهرباء وأهميتها وكيفية عمل التركيبات وتم عمل لوحات كهربائية على التوازى ولوحات كهربائية على التوالى واشرف على النشاط ياسر على. وأضافت مديرة المركز أن النشاط التالى هو نشاط البحث العلمى وتم من خلاله عمل مبادرة للشباب لتنمية المهارات والقدرات فى التقنيات الحديثة عن طريق ورش عمل لطرق التفكير العلمى وخطوات الوصول الى البحث العلمى، وتم انجاز بعض المشروعات التى تم تنفيذها مثل تحويل الضوء الى كتلة حركة والذى يهدف الى الحد من سقوط النيازك على الأرض عن طريق التحكم فى وجود الجاذبية الأرضية وتقليل كثافة الجسم فيهبط على الأرض دون أن يصطدم بها وهو المشروع الذى ابتكره أحمد الحمراوى الطالب بالسنة الرابعة بالمدرسة الثانوية الفنية وشارك به فى معرض العلوم والهندسة المصرى وفاز بالجائزة الأولى، وقد تلقى الطالب دعوة من وكالة ناسا لعرض ابتكاره، وهذا المشروع أشرف عليه م.حسين فريد مسئول الموهوبين بالمركز وم.سيد كمال. وقالت: إن هناك أنشطة أخرى تضمنها المعرض فى المرسم، والخط العربى، والتنمية البشرية ودورات الكمبيوتر. إضافة إلى نشاط براعم العلوم وهو من الأنشطة الحديثة بالمركز فهو مخصص للاطفال من سن 5 الى 8 سنوات ويعتمد على تعريف الطالب بماهية العلوم بتقديم ورش عمل متنوعة فى العلوم والجغرافيا والرسم والقيم الدينية والاخلاقية والدراما المسرحية والعادات والتقاليد. وأضافت مديرة المركز أن المركز يعتمد فى تمويل النشاط على دعم وزارة التربية والتعليم وتبرعات أولياء الأمور، خاصة أن الانشطة بالكامل مجانية، مطالبة بالتوسع فى انشطة هذه المراكز وزيادة اهتمام وزارة التعليم بها لما تقوم به من دور كبير فى تنمية مهارات الاطفال العلمية والذهنية.