رغم تباعد المسافات.. واختلاف طبيعة النظام الحاكم.. فقد شهدت باكستان وباراجواى - فى وقت واحد - واقعتين تحدثان للمرة الأولى فى تاريخهما، وتمثلان نموذجين صارخين للصراع بين السلطات الثلاث للدولة.. ففى الحالة الباكستانية قامت المحكمة الدستورية العليا بعزل رئيس الوزراء يوسف رضا جيلانى من منصبه بتهمة ازدراء القضاء.. وفى التجربة الباراجوانية، قام الكونجرس بعزل رئيس الدولة «فرناندو لوجو» بتهمة الإخفاق فى القيام بواجبه فى الحفاظ على التوافق الاجتماعى. اثار قرار الكونجرس فى «باراجواى» بعزل الرئيس «فرناندو لوجو» جدلاً واسعاً داخل هذه الدولة اللاتينية وخارجها وذلك بعد أن اتهم الكونجرس الرئيس بالإخفاق فى القيام بواجبه فى الحفاظ على التوافق الاجتماعى وإدانته بسوء إدارته لاشتباكات مسلحة وقعت خلال الأيام الماضية بشأن إخلاء قطعة أرض قتل فيها 17 شرطياً وفلاحاً. وقد اندلعت أعمال عنف خارج مبنى الكونجرس عقب الإعلان عن نتائج التصويت التى جاءت بأغلبية ساحقة لعزل «لوجو» وتعيين نائبه « فيدريكو فرانكو» واستخدمت الشرطة الغاز المسيّل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين اثاروا احتجاجات فريدة حيث اصطف متحدثون فى طابور طويل للمشاركة فى برنامج تليفزيونى بعنوان «ميكروفون مفتوح» للتعبير عن احباطهم مما وصفوه بالانقلاب المؤسساتى على السلطة مطالبين بعودة لوجو ومعتبرين هذا القرار إقصاءً لإرادة الشعب وللديمقراطية، فيما ندد محاموه بإجراءات توجيه الاتهامات باعتبارها مخالفة للدستور وانتهاكاً للإجراءات الواجبة حيث لم يمنح «لوجو» سوى يوم واحد فقط لإعداد دفاعه فى التهم الموجهة له فى مجلس الشيوخ بأنه المسئول سياسياً عن خمس حوادث عنف بينها الحادثة المذكورة، وتواجه باراجواى» صعوبات مع المجتمع الدولى منذ أن صوت مجلس الشيخ بعزله فى خطوة أثارت انتقادات دول أمريكا اللاتينية الأخرى حيث أعرب رئيس الأكوادور «رافائيل كوريا» عن استيائه إزاء قرار البرلمان بعزل لوجو مشيرا إلى انه يتعين على اتحاد دول امريكا اللاتينية فرض عقوبات على باراجواى وعدم الاعتراف بأية حكومة غير شرعية هناك حتى لو وصل الأمر إلى إغلاق الحدود معها مؤكداً أنه لن يعترف بالرئيس الجديد فى باراجواى. كما أعلن الرئيس الفنزويلى «هوجو شافيز» عزمه وقف تصدير نفط بلاده إلى باراجواى، وذلك اعتراضاً منه على قرار إقالة لوجو كما سحبت الحكومة الأرجنتينية سفيرها من البلاد بسبب ما اعتبرته كسراً للنظام الديمقراطى فأوضحت أن التمثيل الدبلوماسى للأرجنتين فى باراجواى سيتولاه القائم بالأعمال حتى ارساء النظام الديمقراطى مجدداً، فيما استدعت البرازيل سفيرها لدى باراجواى للتشاور، كما انضمت أوروجواى إلى دول أمريكا اللاتينية المحتجة على إقالة فرناندو بسحب سفيرها من العاصمة أسونسيون ومن جهة أخرى أعربت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى كاترين أشتون عن قلقها إزاء إقالة رئيس باراجواى داعية لاحترام الارادة الديمقراطية لمواطنى هذا البلد.