أكد مختار نوح القيادى الإخوانى السابق أن فرصة المهندس خيرت الشاطر مرشح الإخوان فى الوصول للرئاسة معدومة مع وجود المرشح عبدالمنعم أبوالفتوح وفى حالة استمرار حازم صلاح أبو إسماعيل. وقال نوح فى حوار مع “أكتوبر” أن ترشيح الشاطر للرئاسة لن يؤثر فى الحياة السياسية كثيرًا؛ لأنه لن يستطيع - لو نجح - أن يعطى لمصر أكثر مما أعطاه البرلمان أو اللجنة التأسيسية أو أية وحدة محلية أو حتى اتحاد طلاب بسبب منهج الإخوان المسلمين الذى اعتمده طوال الفترة الماضية على الولاءات دون الكفاءات. ويرى القيادى الإخوانى السابق أن عبدالمنعم أبو الفتوح أصلح للفوز برئاسة مصر بعد الثورة لقدرته على التعامل مع التحولات التى تمر بها البلاد حاليا.. وفى السطور التالية تفاصيل الحوار.. * ما هى الحقيقة وراء تقديم الإخوان الشاطر للرئاسة؟ ** أعتقد أن قيام الجماعة بترشيح خيرت الشاطر للرئاسة مسألة شخصية لا علاقة لها بالموضوعية، فهم يعتبرون ترشيحه مواجهة لأبو الفتوح، ظنا منهم أن نجاحه قد يشكل خطورة على حركة الإخوان المسلمين كتنظيم وليس كفكر، وأعتقد أن الناس تفسر موقف جماعة الإخوان المسلمين خطأ نتيجة عدم علمهم بأن الإخوان حركة تنظيمية وقراراتها تكون لصالح التنظيم وليس لها علاقة بالرؤية العامة التى يراها الناس؛ فالجماعة ترى أن مصلحة التنظيم قد تكون فى عدم نجاح أبوالفتوح، أو عدم ظهور شخصية مجمعة مثل أبوالفتوح وأن يظل التنظيم معبرا عن الفكرة الإسلامية، ومسيطرا على مقاليد الأمور. * معنى ذلك أن الجماعة لديها رغبة فى تصفية الحسابات مع أبو الفتوح؟ ** لا أريد استخدام لفظ تصفية حسابات، وأفضل استخدام تعبير « نظرية فقه وحركة التنظيم» ففقه الحركة يقوم على أساس عدم السماح بظهور كيانات بديلة أو معادلة يقودها المنشقون عنها حتى لاتؤدى إلى تفتيت التنظيم. * هل تعتقد أنهم يخشون تكرار تجربة حزب الرفاة فى تركيا؟ ** نعم، وأعتقد أن فقه التنظيم يعد وقوفا ضد حركة الزمن، فالتنظيم لابد منه عند الاستضعاف، أما حينما تقوم الدولة، فيجب ألا تتعامل الدولة بفقه التنظيم، فالتنظيم يقصر الفرص على أعضائه فقط حفاظا على وحدته وتطلعاته، أما فقه الدولة يختلف، فالدولة تمنح الشعب المصرى بمختلف تنوعاته وتكتلاته الفرصة ولايمكن استثناء أحد لأنه حق من الحقوق. كما أن فقه التنظيم يقول إنه لا كيانات قوية تظهر داخل التنظيم، أما فقه الدولة فيقول إن رئيس الدولة لا يقود إلا الكيانات القوية، وإنه كلما قويت الكيانات قويت الدولة، لذا أعتقد أن هناك خلافا بين الإخوان والناس، لأن إدارة الجماعة لاتزال تتحرك بفقه التنظيم . * هل ترى أن الشاطر يصلح لمنصب الرئيس؟ ** علاقتى مع الشاطر كانت محدودة ومقتصرة فى إنى تطوعت للدفاع عنه لمدة عام فى قضية سلسبيل، لذلك لا أستطيع أن أحدد مدى صلاحيته للرئاسة، لكنى فى المقابل أرى أن أبو الفتوح يصلح ليكون رئيسا لأول جمهورية بعد الثورة، لأنه قادر على التعامل مع التحولات. * يرى البعض أن شباب الإخوان منقسمون بين الشاطر وأبو الفتوح؟ ** عدد قليل من شباب الاخوان سيلتزم بقرار مكتب الإرشاد بتأييد الشاطر، فنسبة كبيرة من شباب الإخوان سيكونون فى حيرة، وربما يبطلون أصواتهم أو يمتنعون عن التصويت، وربما يعطون أصواتهم لأبو الفتوح. وترشح الشاطر للرئاسة لن يؤثر فى الحياة السياسية كثيرا، فلن يستطيع الشاطر حتى لو نجح أن يعطى لمصر أكثر مما أعطاه البرلمان أو اللجنة التأسيسية أو أى وحدة محلية أو حتى اتحاد طلاب، لأن منهج الإخوان طوال الفترة الماضية لم يعتمد على الكفاءات بقدر ما اعتمد على الولاءات، وبالطبع لم يفرغ قيادات كبيرة. * هل يوجد بالفعل تربيطات داخل الجماعة لتأييد أبو الفتوح؟ ** أعتقد أن 80% من اللجان التى تعمل لصالح أبو الفتوح من الفقراء والكادحين والإخوان المسلمين، أما 20% الباقون فهم من أصدقائه ومحبيه. * فى ظل ما تقوله، كيف ترى فرص الشاطر فى الانتخابات الرئاسية؟ ** فرص خيرت الشاطر فى النجاح فى الانتخابات الرئاسية معدومة مع وجود حازم أبو إسماعيل وأبو الفتوح. * وما مدى إمكانية تراجعهم عن ترشيح الشاطر؟ ** إدارة الجماعة يمكن أن تتراجع عن كل شيء، وعن أى شيء فى أى وقت، فهم يديرون العملية برؤية التنظيم وليس برؤية الدولة. * هل تتفق مع الطرح القائل بأن الجماعة تريد السيطرة على كل مؤسسات الدولة؟ ** الحقيقة أنا أخشى من أن يصدم الناس عندما أقول إن كل من يحكم مصر لم يحكمها لمصلحة مصر، وإنما تطلعا إلى السلطة، وأن مصر عجزت عن إنجاب عمربن عبدالعزيز آخر أو حتى أردوغان أو سوار الذهب، فالكل يبحث الآن عن السلطة، والنموذج الذى يقدمه الإخوان وباقى التيارات الإسلامية غير جيد، ولا يمثل الحركة الإسلامية، لذا، أدعوهم لمراجعة مواقفهم، حتى لا يشار إلينا فى التاريخ بأننا كنا أسوأ مرحلة مرت على مصر. * هل فقد الإخوان ثقة الشارع؟ ** إذا استمروا بهذه الطريقة، بالتأكيد سيفقدون ثقة الشارع، وما أقصده بكلامى إدارة الجماعة وليست الجماعة ذاتها، فجماعة الإخوان المسلمين باقية. * كيف تقيم استراتيجية جماعة الإخوان فى الفترة الحالية؟ ** الجماعة لم يكن لها استراتيجية، وحينما فتح شباب الثورة أبواب جنة مصر أمامهم، لم يتوقعوها، وبالتالى تعاملوا مع الوضع القائم، بغير إحداثيات أو استراتيجية واضحة، والدليل على عدم امتلاكهم هذه الاستراتيجية أمثلة عديدة، فعندما يقول د. كمال الجنزورى أن 80% من احتياطى مصر أوشك على النفاد، ومجلس الشعب لا يعرف هذه المعلومة فهذه كارثة، وحين يعطيهم الدستور حق رسم الموازنة العامة للدولة، وحتى هذه اللحظة بعد مرور 3 شهور على مجلس الشعب لم يرسموا موازنة، ولم يضعوا سياسة فهذه كارثة. * ما سبب إصرارهم على إقالة حكومة الجنزورى وتشكيل حكومة؟ ** الإخوان وغيرهم يتطلعون إلى السلطة. * هل ترى أن شباب الإخوان فى حالة تمرد وانشقاق على القيادة؟ ** أعتقد أن نضوج الفكر داخل جماعة الإخوان وليس الإدارة سيؤدى للتغيير للأفضل، حيث ستصبح الجماعة أكثر نضجا وقوة، لأن هناك تغييرًا فى القاعدة. * معنى ذلك أن الجماعة تحتاج لمراجعة مذهبية وسياسية وفكرية؟ ** الجماعة بحاجة لمراجعة حركية، فإدارة الإخوان محصورة فى يد مجموعة من «الأصحاب» متآلفين ومتفقين على رأى واتجاه واضح، ويعملون بطريقة الولاء قبل الكفاءة. * هل يستطيع الإسلاميون أن يقدموا شيئا لمصر؟ ** المشروع الإسلامى يمر بأزمة، وأنا قلت ذلك سابقا، فما يحدث الآن كالرجل الذى خرج من حجرة مظلمة، ومازال فى مرحلة (البربشة) وإذا رأينا القوانين التى صدرت فى 3 شهور الماضية منذ بدأ مجلس الشعب، نجد أن بعضها ضد الإسلام وضد العدالة الإسلامية، فعلى سبيل المثال المرسوم بقانون رقم 4 لسنة 2012 ضد الشريعة والسكوت عنه ضد الشريعة، حيث ينص على أنه لا تحاكم إذا دفعت ما سرقته بسعر وقت ما سرقته، فبذلك أشجعك على السرقة، ويبدو أن الذين دخلوا مجلس الشعب باسم الإسلام لم يكونوا قد درسوا القواعد القانونية الإسلامية المتعلقة بالحرية والعدالة وغيرهما من القيم الإسلامية. * هل عمل الشاطر على إقصاء القيادات الإصلاحية فى فترة سابقة؟ ** ليس الشاطر وحده من قام بذلك، فإدارة الجماعة عبارة عن مجموعة من الأصحاب المتآلفين نفسيا يتصرفون ويقررون ويقصون. * هل يمكن أن تحدث ثورة داخل الجماعة؟ ** تغيير وليست ثورة، فالتغيير قادم لاشك، لأن رجال وشباب الإخوان يفكرون بطريقة ناضجة، وأنا سأبدأ حركتى من الآن ضد الإدارة لتغييرها بنشر الوعى بين الإخوان.