الانتخابات الداخلية لحزب «كاديما» الإسرائيلى أسفرت عن فوز «شاؤول موفاز» بغالبية الأصوات (61%) ليحقق بذلك انتصارا ساحقا على رئيسة الحزب وزعيمة المعارضة «تسيبى ليفنى» (37%) ويصبح بذلك رابع زعيم للحزب بعد شارون وأولمرت وليفنى خلال ست سنوات فقط. موفاز سارع فى اليوم التالى لفوزه بالتقاط الصور له وهو يضع يديه على حائط المبكى «البراق» وينظر إلى الأفق البعيد ليبدو كما لو كان المنقذ الذى نزل من السماء، لكن الحقيقة أن موفاز كان أحد وزراء الدفاع الأكثر وحشية فى إسرائيل. ويكفى القول بأنه خلال فترة خدمته تم قتل ما لا يقل عن 1705 فلسطينيين منهم 372 طفلاً وفتى صغيراً و191 فى عمليات تصفية جسدية. وشاؤول موفاز الذى يعمل بالسياسة منذ ما يقرب من عشر سنوات هو شخص غامض.. لغز.. متجهم لا يبتسم كثيرا. وهناك معلقون كثيرون اعتبروا أن موفاز هو البديل السياسى لرئيس الحكومة الحالى نتنياهو، وقد أكد هو ذلك بقوله إن الحزب سيسلك مسلكاً جديدا وأن أى إجراء سيتخذه من الآن فصاعدا سيكون من أجل هدف واحد وهو استبدال حكومة نتنياهو التى وصفها بالفاترة والسيئة، وأنه لن تكون هناك مفاوضات حول تشكيل أو انضمام للحكومة، مؤكدا أن حزبه أقوى وأكبر من حزب الليكود أو أى حزب إسرائيلى آخر. وشن موفاز هجوما مركزا على نتنياهو وقال إنه - نتنياهو - يطرح قضية البرنامج النووى الإيرانى فقط من أجل التلاعب السياسى عن طريق الحديث عن هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية لافتا إلى أن الخيار العسكرى هو الملاذ الأخير ضد إيران. يذكر أن موفاز من مواليد 4 نوفمبر 1948 وعمل فى السابق نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا فى حكومات إسرائيل والرئيس ال 16 لأركان الجيش الإسرائيلى، ولد فى طهران باسم «شحرام موفززكار»، وهو من أصل أصفهانى. هاجر إلى إسرائيل مع عائلته عام 1957، وقامت الأسرة بعبرنة اسمها إلى موفاز، واستقرت العائلة فى البداية بمدينة إيلات، حيث تلقى تعليمه الأساسى هناك، ثم التحق بالقسم الداخلى بالمدرسة الزراعية فى موشاف «نهلل». تخرج فى كلية القادة والأركان التابعة للجيش الأمريكى فى فيرجينيا، وحصل على الماجستير فى إدارة الأعمال من جامعة بار إيلان عام 1977 وهو متزوج من أوريت وأب لأربعة أبناء ويقيم فى منطقة كوخاف يائير. فى عام 1966 تجند فى الجيش الإسرائيلى وتطوع فى سلاح المظليين وفى حرب يونيو 1967 كان ضمن أفراد السلاح فى رفح تحت قيادة رفائيل «رافول» إيتان، وفى حرب الاستنزاف كان قائد سرية فى الكتيبة 890 التى تحتل بعض المواقع الحصينة على امتداد قناة السويس وقائدا لموقع المزاح، وقبل حرب أكتوبر 1973 بفترة قصيرة تم تعيينه قائدا لكتيبة مظليين على الجبهة السورية، ثم أصبح نائبا لقائد وحدة النخبة فى الجيش الإسرائيلى (ساييرت متكال) وذلك فى عامى 1975 - 1976 وقت أن كان قائدها هو يونى نتنياهو، شقيق رئيس الوزراء الحالى، وقاد قوة من هذه الوحدة فى عملية تخليص الرهائن الإسرائيليين فى مطار عنتيبى بأوغندا عام 1976. تم تعيينه قائدا للكتيبة 202 مظليين ثم نائبا لقائد لواء المظليين، وفى غزو لبنان 1982 (حرب سلامة الجليل) كان قائدا للواء 769 الذى عمل ضمن الفرقة 36، وعلى امتداد فترة خدمته فى الجيش عمل قائدا للمنطقة الجنوبية ورئيسا لشعبة التخطيط ونائبا لرئيس الأركان، وفى 9 يوليو 1998 تم تعيينه رئيسا للأركان من قبل وزير الدفاع آنذاك يتسحاق موردخاى بدلا من أمنون ليفكين شاحاك.