رغم أن القمة العربية فى بغداد عقدت فى ظل العديد من القضايا والملفات الساخنة فإن المراقب يلاحظ أن المحصلة النهائية لهذه القمة التى اختتمت أعمالها منذ ساعات قلائل هى أنها لم تتخذ قرارات حاسمة فى العديد من الملفات الساخنة. وعلى الرغم من غياب العديد من القادة العرب، فإن القمة «بمن حضر» من القادة حاولت خلخلة بعض الملفات الساخنة مثل الملف السورى والملف الفلسطينى إلا أنها لم تأت بجديد واكتفت فقط بتأييد خطة كوفى عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة لإنهاء الأزمة فى سوريا وقد حملت القمة الثالثة والعشرين شعار «يدا بيد شعوبا وقادة». وحضر القمة 10 من القادة العرب بينهم الرئيس العراقى جلال طالبانى وقد جاءت القمة كأول قمة عربية عقب ثورات الربيع العربى التى مازالت مستمرة فى سوريا وقد تصل إلى بعض الدول العربية الأخرى. واتفق العرب خلال القمة على عدد من القرارات والتوصيات التى شملت التأكيد على وحدة سوريا والحفاظ على استقرارها وتجنيبها أى تدخل عسكرى وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية لجميع السوريين ودعم مهمة كوفى عنان والتى تضمنت خارطة الحل السياسى للأزمة السورية وفقا للمبادرة العربية ومطالبة الحكومة السورية بالوقف الفورى لكافة أعمال العنف وحماية المدنيين والسماح بالدخول الفورى لمنظمات الإغاثة العربية والدولية ومطالبة الحكومة السورية بالتجاوب الجدى مع الجهود العربية لإيجاد مخرج سلمى للأزمة السورية وعودة المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها وعودة إلى التجاوب مع مهمة كوفى عنان ومطالبة مجلس الأمن بتحمل مسئوليته فى حفظ السلم والأمن فى سوريا والتحرك لاستصدار قرار يستند إلى المبادرة العربية يقضى بالوقف السريع والشامل لكافة أعمال العنف فى سوريا كما دعت القمة إلى حماية المدنيين وحماية حقوق الإنسان ودعم القضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلى وبخاصة قرارات مجلس الأمن المتعلقة بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعملية السلام الدائم والشامل والتمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين فى العودة والتأكيد على أهمية استمرار توفير الدعم المالى للاقتصاد الفلسطينى وإدانة محاولات إسرائيل العدوان على المسجد الأقصى كما دعت القمة الدول العربية إلى توفير مبلغ مائة مليون دولار أمريكى شهريا للسلطة الوطنية وذلك لدعم القيادة الفلسطينية فى ضوء ما تتعرض له من ضغوطات مالية واستمرار إسرائيل فى عدم تمويلها للأموال المستحقة للسلطة الوطنية الفلسطينية. كما أكدت القمة على التضامن العربى الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسى والاقتصادى له ولحكومته بما يحفظ الوحدة الوطنية وأمن واستقرار لبنان وسيادته على كامل أراضيه. كما أكدت القمة على الالتزام بالحفاظ على وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله وتقديم الدعم السياسى اللازم للقيادة اليمنية وترسيخ المسيرة الديمقراطية وتوفير الحرية والعدالة الاجتماعية للشعب اليمنى وتقديم الدعم اللازم للحكومة اليمنية ومساندتها فى عملية إعادة الإعمار. والعمل على إنجاح العملية السياسية فى الصومال بإشراك جميع الأطراف فى العملية السلمية دون استثناء أو إقصاء أو فرض شروط مسبقة وصولا للمصالحة الوطنية الشاملة. كما أكد على استمرار حرص الدول العربية على إنجاح الجهود الرامية إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية أسلحة الدمار الشامل الأخرى ودعم منظومة نزع السلاح ومنع الانتشار. وأكدت قرارات القمة مجددا على إدانة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والعمل على مكافحته وتحقيق متابعة الفكرية والمالية والتأكيد على أهمية دور الإعلام فى مكافحة الإرهاب ومنع الإعلام الذى يشيع روح الكراهية والتفكير ويشجع على الإرهاب وإيمانا بضرورة تطوير منظومة العمل العربى المشترك وتقرير مقوماتها وتحديث آلياتها وتفعيل مسيرتها بما يحقق المصالح العليا للأمة العربية نحث المراقبة على النظام الأساسى للبرلمان العربى تحديد تشكيل ومهام واختصاصات البرلمان العربى كما اعتمد الاستراتيجية السياحية العربية ودعوة المجلس الوزارى العربى للسياحة إلى اتخاذ الخطوات اللازمة نحو تنفيذ الاستراتيجية السياحية العربية. كما اعتمدت استراتيجية الأمن المائى فى المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة وآليات تنفيذها كما اعتمد الاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث ودعوة مجلس الوزراء العرب المسئولين عن شئون البيئة لاتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث بالتنسيق والتعاون مع المنظمات العربية المعنية. واعتماد إعلان مراكش الصادر عن المؤتمر العربى لحقوق الطفل عام 2010 كمنهج عمل تلتزم به الدول الأعضاء خلال الخمس سنوات القادمة للارتقاء بأوضاع الطفولة فى المنطقة العربية وعقد اجتماع القمة العربية فى دورتها الرابعة والعشرين برئاسة دولة قطر فى الدوحة فى شهر مارس القادم.