فى الوقت الذى يحارب فيه الرئيس السنغالى «عبد الله واد» من أجل البقاء فى السلطة، جاءت لعبة التحالفات التى قادتها المعارضة السنغالية التى تنوى توجيه ضربة قاضية ل «واد»، الأمر الذى يصب لمصلحة رئيس الوزراء السابق «ماكى سال» لتنطبق عليه مقولة (مصائب قوم عند قوم فوائد). مع اقتراب موعد الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة فى السنغال أعلن معظم الخاسرين فى الجولة الأولى دعمهم للمرشح «ماكى سال» الذى سيخوض الجولة الثانية ضد «عبد الله واد» بالإضافة إلى تأييد جماعة 23 يونيو للمجتمع المدنى التى تدعو إلى تنحى «واد» وتدعو أنصارها للتصويت لصالح «سال» ضد «واد» الذى حصل على المركز الأول بنسبة 34.8% من الأصوات مقابل 26.6% من الأصوات لصالح الحليف السابق «ماكى سال»، حيث توحد مرشحو المعارضة الذين حصلوا مجتمعين على ما يزيد على 65% من الأصوات فى الجولة الأولى وراء «سال» فى جولة الإعادة التى ستجرى فى 25 مارس الحالى، ومن بينهم الموسيقى صاحب الشعبية الجارفة فى السنغال «يوسو ندور»، وذلك لإفشال أى محاولة لوصول «واد» للرئاسة التى حظى بها لفترتين متتاليتين ويطمع فى فترة ثالثة مخالفاً بذلك الدستور السنغالى الذى عمد إلى تعديله بحيث يصبح بمقدوره أن يتولى ثلاث فترات متعاقبة، وهو ما احتجت ضده المعارضة طوال الفترة السابقة مما تسبب فى اندلاع أعمال عنف فى البلاد. وماكى سال (51 عاماً) مهندس جيولوجى وحليف سابق ل «عبد الله واد» قبل تحوله لصفوف المعارضة، وهو سياسى تولى رئاسة الوزراء (2004 إلى 2007) ثم رئيساً للجمعية الوطنية حتى عام 2008، وشغل قبلها عدة مناصب منها منصب الأمين العام ل (PDS) المسئولة عن المناجم والحفر، والمستشار الخاص لشئون الطاقة والمناجم من 2000 إلى 2001 أصبح بعدها وزيراً للطاقة، ثم تمت ترقيته إلى رتبة وزير الدولة ثم وزير الدولة للشئون الخارجية والجماعات المحلية والمتحدث باسم الحكومة إلى أن تولى رئاسة الوزراء، دخل بعدها «سال» فى صراع مع «واد» منذ 2008 عندما طالب سال «كريم بن واد» بعقد جلسة استماع فى الجمعية الوطنية حول مواقع البناء والتى كان ينظر إليها على أنها محاولة من سال لإضعاف موقف كريم، الذى كان والده يعده لخلافته مما أدى لعداوة «واد» وأنصاره ل «سال»، ثم صوت بعدها نواب الجمعية لعزله، أسس بعدها حزب «التحالف من أجل الديمقراطية» واتهمته وزارة الداخلية بغسيل الأموال فى 2009 إلا أنه تقرر عدم محاكمته لعدم كفاية الأدلة. ورغم عمله مديراً لحملة «واد» فى الانتخابات السنغالية الرئاسية فى 2008 والهوة التى خلفتها تلك الانتخابات بينه وبين المعارضة بسبب دفاعه المستميت عن الرئيس واد فإنه يحصل اليوم على دعم أعداء الأمس. وقد دعا سال أحزاب المعارضة الأخرى إلى دعمه وقال: إنه لن يخذل ثقة المرشحين فيه، مؤكداً على وعده بمكافحة الفقراء وإصلاح وتعزيز المؤسسات السياسية فى السنغال فى الوقت الذى يحافظ فيه على الفصل الواضح للسلطات بين الجهاز التنفيذى وأجهزة الحكم الأخرى.