جمال الغندور: حسين الشحات يستحق الطرد في السوبر    "التضامن" تنظم دورة تدريبية للصحفيين ومعدي البرامج المعتمدين بالوزارة    محافظ البحيرة تشيد بدور الأزهر والأوقاف التوعوي في نشر إنجازات الدولة بالقطاعات كافة    غدا.. قطع التيار الكهربائي عن 3 أحياء بمدينة طور سيناء    أستاذ استثمار: تطبيق الدعم النقدي يحسن كفاءة الاقتصاد المصري    لأول مرة في السوق المصرية.. هواوي توقع شراكة مع «طلعت مصطفى» لتقديم خدمات التكنولوجيا السحابية للمدن الذكية    وزير الطيران المدنى: إنشاء مطار برأس الحكمة تزامنا مع حركة التعمير الكبيرة    سفينة إسرائيلية تعترض طائرات مسيرة وصاروخ باليستي أطلق من العراق ولبنان    وفاء عامر ل"حديث القاهرة": ندعم الشعب اللبناني في كل الأزمات ولبنان ستمر من الأزمة    خلفا لنصر الله.. مجلس شورى حزب الله يختار هاشم صفي الدين أمينا عاما    « الجهاد الإسلامي»: حزب الله لم يفقد القدرة على القتال بعد اغتيال حسن نصر الله    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد    مصر تتوج بذهبية التتابع المختلط ببطولة العالم للخماسي الحديث تحت 19 عامًا    رئيس الاتحاد السكندري: حافلات مجانية لنقل الجماهير المؤازرة للفريق بالبطولة العربية للسلة    حالة الطقس خلال ال72 ساعة المقبلة.. اضطرابات بحرية وظواهر جوية    سقطت من "الثامن".. لغز مصرع سهيلة نصر طالبة طب الإسكندرية| شاهد التفاصيل    فرح تحول لمأتم.. مصرع شاب وإصابة آخر خلال زفة بالأقصر    توجيهات عاجلة لمحافظ الإسكندرية بشأن شارع توت عنخ آمون -صور    إصابة 3 أشخاص في حادث دراجة نارية بكفرالشيخ    مدحت العدل يطالب بتنظيم حفل في الأوبرا لدعم لبنان    وزير الصحة: حملة «100 يوم صحة» قدمت أكثر من 93 مليون و822 ألف خدمة مجانية خلال 59 يوما    محافظ الجيزة يتابع تنفيذ مبادرة القضاء على سوء التغذية بمدارس المحافظة (صور)    هل يجوز أن أترك عملي لأتابع مباراة أحبها؟.. رد صادم من أمين الفتوى لعشاق كرة القدم (فيديو)    الأرصاد تحذر من اضطراب الملاحة البحرية خلال اليومين المقبلين    الجمهور يحتشد حول زينة أثناء تصويرها فيلم بنات الباشا في طنطا.. (صور وفيديو)    السيسي: مصر من أوائل الدول التي تعالج المياه بأحدث وسائل التكنولوجيا    النصر ضد الريان.. تريزيجيه: هدفنا تحقيق الفوز.. واللعب تحت الضغط ممتع    ضمن مبادرة «بداية».. الثقافة تفتتح مؤتمر «مستقبل تأهيل ذوي الإعاقة» بالقاهرة    جامعة سوهاج توافق على لائحة «نظم المعلومات المكتبية والإعلام الرقمي» بكلية الآداب    كاف يكشف عن خطأ حكم الفار في لقاء الأهلي والزمالك بالسوبر الأفريقي    سليمان يحتفل بثاني ألقابه في السوبر الأفريقي مع الزمالك    انطلاق صالون المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بندوة «التعليم إلى أين؟»    نائب محافظ دمياط تبحث عملية تطهير خزانات المياه بمبانى الجهات الحكومية    العاهل الأردني يعرب عن تقديره للخدمات الطبية لتقديم الدعم للفلسطينيين بقطاع غزة والضفة الغربية    وزير الثقافة يتفقد معرض نقابة الصحفيين للكتاب ويفتتح حفل توقيع ديوان جمال بخيت    مستشفى لا ملهى !    100 ألف.. فيلم "عنب" يتراجع في تحقيق الإيرادات    مستشار البنك الدولي السابق: الدعم العيني هو الأفضل لمصر بشرط    مفاجأة حول المتسبب في واقعة سحر مؤمن زكريا.. عالم أزهري يوضح    إبراهيم رضا: الزوج الذي لا يعول أولاده خان علاقته بالله.. فيديو    رمضان عبد المعز: الله سبحانه وتعالى يكره هذه التصرفات من عباده    1640 شهيدا و8408 مصابين جراء عدوان إسرائيل على لبنان منذ أكتوبر الماضي    السيطرة على حريق محدود فى محطة وقود بالشرقية    دعاء زهران: حماية أمن مصر أولية قصوى للقيادة السياسية في ظل اشتعال المنطقة    وزير المالية لممثلي المجتمع التجاري والصناعي: نمد إليكم «يد الثقة والشراكة والمساندة» بحلول عملية توفر حلولا متكاملة للتحديات الضريبية    طبيب قلب: تجنب التدخين والوزن المناسب والرياضة حلول تمنع تصلب الشرايين    ميكالي يوقع عقود تدريب منتخب الشباب.. ويتفق مع اتحاد الكرة على تفاصيل المرحلة المقبلة    حملة مكبرة لإزالة أماكن النباشين بمدينة الإسماعيلية    دون جراحة، مستشفى ملوي تنجح في علاج حالة سرطانية نادرة (تفاصيل)    مدير إدارة حدائق أكتوبر التعليمية تتفقد انتظام سير الدراسة بعدد من المدارس    الأمانة العامة بالنواب تخطر الأعضاء بجدول الجلسات البرلمانية    «الصندوق» يفتتح فعاليات الدورة السابعة ل «القاهرة للمونودراما»    متفوقة علميًا وطيبة السمعة، الإدارية العليا تلغي استبعاد فتاة من وظيفة قضائية    احذر.. حبس وغرامة مليون جنيه عقوبة مزاولة نشاط تمويل المشروعات الصغيرة بدون ترخيص    الرئيس السيسي: ندير أمورنا بشكل يحفظ أمن واستقرار بلادنا والمنطقة    بعد أحداث السوبر الأفريقي.. الأهلي يوقع عقوبة مغلظة على إمام عاشور    الموت يفجع الشيخ أحمد عمر هاشم    إصابة 14 شخصا في انقلاب ميكروباص أمام مدخل الجبلاو بقنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يتولى رئاسة مصر رجل مخابرات ؟ !
نشر في أكتوبر يوم 04 - 03 - 2012

لابد من التأكيد فى البداية على أن هذا التحقيق لا يعنى الدعاية لمرشح بعينه أو جهة بعينها.. ولكنه حالة صحفية مفاجئة فرضتها الأحداث والظروف بعد الشائعات التى يتداولها أنصار الوزير عمر سليمان مدير المخابرات العامة السابق على الفيس بوك بأنه ينوى الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية وأنهم سيقومون بدعمه حتى آخر نفس، وإعلان الفريق حسام خيرالله وكيل أول المخابرات العامة بترشحه لذات المنصب وإصراره على استكمال حملته الانتخابية لثقته الكبيرة فى الفوز، وكان الرجل الثالث فى سباق الرئاسة هو ضابط المخابرات السابق ممدوح قطب والذى ?قد مؤتمراً صحفياً بنقابة الصحفيين - وكانت أكتوبر أحد شهوده - أعلن فيه نيته الترشح لمنصب الرئيس معتمداً على خبرته الطويلة فى هذا الجهاز العريق والذى يعد فى نظر الجميع أخطر جهاز فى مصر لكونه الصندوق الأسود لأسرار الدولة وأمنها القومى.
ومن جانبها قررت أكتوبر مناقشة الفكرة - رغم الأنواء التى يمكن أن تعصف بها بصرف النظر عن برودة الجو وسخونة القضية.
والسؤال الذى يطرح نفسه.. هل تشهد الأيام القادمة ظهور مرشحين جددًا ينسبون لهذا الجهاز العريق؟.. السؤال مازال مفتوحًا لكل الاحتمالات.
وقبل الحديث عن مرشحى الرئاسة من ضباط الجهاز لابد من الاعتراف - شئنا أو أبينا - أن هذا الجهاز يعد من أقوى أجهزة الاستخبارات فى العالم بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء ويكفى أنه أثناء الانفلات الأمنى الذى طرأ على الساحة المصرية بعد 25 يناير نجح ضباط هذا الجهاز فى كشف أكثر من 10 شبكات تجسس، لم يتم الإعلان إلا عن شبكتين فقط، وكان أكثرها شيوعاً شبكة الجاسوس الإسرائيلى إيلان تشايم جرابيل والذى تم استبداله بأكثر من 28 سجيناً مصرياً، بالإضافة إلى شبكة الاتصالات التى اتهم فيها مهندس أردنى كان يعمل لصالح الموساد الإسرائي?ى بتمرير ونقل مكالمات دولية بوسائل تكنولوجية حديثة من شأنها تهديد الأمن القومى المصرى.
والمتابع لنشاط هذا الجهاز يدرك أن رجاله يعملون فى صمت، ولا يلتفتون لدعاوى التشكيك التى تبثها بعض القنوات المغرضة لهدم مؤسسات الدولة خاصة أن تلك القنوات عليها علامات استفهام كثيرة، حيث شككت عند إلقاء القبض على تشايم جرابيل فى العملية برمتها، وادعت كذباً أن المقبوض عليه بمثابة سائح ليس ألا وأن المخابرات المصرية تحاول شغل الناس بقضايا فرعية لغرض تشويه صورة الثورة والثوار.. وظل هذا الزعيم المناضل يكذب ويكذب ويخدع أبناء الشعب على قناته الممولة من الشيخة موزة، حتى كانت المفاجأة عندما وافقت إسرائيل على استبدال ال?اسوس الإسرائيلى بالمسجونين المصريين فى تل أبيب، والطريف أن هذا المناضل لم ينطق ببنت شفه، ولم يعلق على الأحداث، وتناسى ما تناوله من تشكيك فى هذا الجهاز العريق، وكأنه لا يجيد الصيد إلا فى الماء العكر لإشباع رغبات الجهات التى تموله بمعلومات مغلوطة عن المخابرات المصرية.
وعودًا على بدء فقد دعا أنصار الوزير عمر سليمان فى صفحتهم على الفيس بوك إلى انتخاب مدير المخابرات العامة السابق رغم أنه لم يعلن ترشحه رسمياً وذلك لأن عمر سليمان من وجهة نظرهم، ومن وجهة نظر أطياف كثيرة من الشعب المصرى كان شخصية محورية فى صناعة القرار المصرى، وأنه جنب مصر حروبا لا طائل من ورائها، ونجح بالتعاون مع قيادات القوات المسلحة والمخابرات الحربية والعامة فى تأمين حدود مصر، كما أنه كان يتولى مسئولية ملفات ساخنة فى قضايا الأمن القومى المصرى على رأسها قضية دارفور والملف السودانى، وحوض النيل، كما يحسب له ب?نه نجح فى نزع فتيل الأزمة بين قطر والمملكة العربية السعودية، ووقف إراقة الدماء بين فتح وحماس.
ويحسب للرجل أيضاً - كما يقول أنصاره- إنه صاحب عقلية رشيدة ومتزنة، وكاتم لأسرار الدولة وله شعبية جارفة فى الخارج، كما تعمل له إسرائيل ألف حساب، ليس لكونه الصندوق الأسود للعديد من الدول والملوك والرؤساء، أو لأنه حاصل على زمالة الحرب من أكاديمية روسيا للعلوم العسكرية، ولكن لأنه شخصية مخابراتية واعية، وله خلفية عسكرية منضبطة حيث أجبرته تلك الشخصية المهنية على المشاركة فى جميع الحروب التى خاضتها مصر مع إسرائيل بداية من 48 و56 و67 وحتى نصر أكتوبر 73.
وقلل أنصار سليمان من الدعوات المغرضة التى تشن ضد مدير المخابرات السابق من آن لآخر، واعتبروها زوبعة فى فنجان، ويكفيه من وجهة نظرهم أنه نجح باقتدار فى تأمين حدود مصر، وكان طرفاً فاعلاً فى كشف كثير من شبكات التجسس، وكان أشهرها - كما يقولون- شبكة التسعة، وهى الشبكة التى تم تكوينها عام 85، وتم إلقاء القبض عليها، ومعها صور وخرائط لأماكن عسكرية حساسة كانت معدة لإرسالها إلى جهاز الموساد، وشبكة المركز الإسرائيلى، والتى تم إلقاء القبض على أحد عناصرها، وكان يعمل فى هيئة المعونة الأمريكية وهو يصور ليلاً إحدى الوحدات ا?عسكرية باستخدام أشعة إكس.
ويتابع أنصار عمر سليمان أنه عندما كان وكيلاً للجهاز فى أول التسعينات نجح مع مجموعة من ضباط المخابرات فى كشف شبكة تجسس آل مصراتى التى كانت مكونة من أربعة جواسيس من أسرة واحدة - ثلاثة رجال وفتاة جميلة - اسمها «فائقة»، وكانت فيما يبدو فائقة الجمال لأنها نجحت فى تجنيد مجموعة من الشباب بتحريض الجاسوس الإسرائيلى «أوفيتس»، ناهيك عن قضية الجاسوس الإسرائيلى عزام عزام، وتاجر المخدرات سمحان موسى مطيرى، والذى جندته الموساد لصالحها مقابل منحه شحنة مخدرات، تم تقديرها آنذاك بالملايين، - وأخيراً وليس آخراً - كانت قضية شري? الفلالى سنة 2000 الذى خضع لإغراءات جاسوسة ألمانية حسناء تدعى أيرنا، ونقل لها معلومات عسكرية حساسة لكونه كان تاجر سلاح، ولكنه وقع فى قبضة المخابرات بتعليمات من عمر سليمان مدير المخابرات العامة آنذاك أثناء تسليمه خرائط تمس الأمن القومى المصرى، ناهيك عن شبكات التجسس الأخرى التى تمت بإشراف مدير المخابرات العامة ومن أشهرها - كما يقول أنصار سليمان - قضية جوزيف العطار - ومهندس الطاقة الذرية محمد سيد صابر ومحمد أنور توفيق.
ويحسب لعمر سليمان أيضاً أنه كان على علم كامل بخيوط المؤامرة قبل 25 يناير وأكد فى تحقيقات النيابة العامة، أنه طلب من مبارك فى اجتماع يوم 22 يناير والذى حضره كبار قادة الدولة أن تكون القوات المسلحة المصرية على أهبة الاستعداد لحماية المنشآت الحيوية فى حالة تفاقم الأحداث.. وطالبه أيضاً - كما قال فى التحقيقات - بالاستجابة لمطالب الثوار بعدم ترشحه، للرئاسة.
وفى ذات التحقيقات التى عرضتها النيابة على الرأى العام، وأكد عليها أنصاره هذه الأيام بشدة أن عناصر الجهاز تلقت معلومات تفيد تكليف السفارة الأمريكية لمجموعة من الشباب بالسفر للخارج بحجة الحصول على منح دراسية فى أمريكا وصربيا، وجورجيا وأوكرانيا، والأردن وقطر لتدريبهم على الحكم الرشيد، وفرض الأمر الواقع بالقوة، من خلال المظاهرات والاحتجاجات.
ولأن الرجل - كما يقول أنصاره على الفيس بوك - كان يمثل تهديداً صريحاً على أركان النظام السابق، وتهديداً صريحاً أيضاً لجنرالات الفضائيات والحركات المشبوهة فقد تعرض الرجل فى أعقاب الثورة لمحاولة اغتيال فاشلة كان نتيجتها مقتل سائقه الخاص، وإصابة أحد حراسه، عندما أطلق ثلاثة مجهولون النار على موكب نائب الرئيس بالقرب من كوبرى القبة وقبل الدخول فى ردهات القصر الجمهورى قبل تنحى الرئيس السابق مبارك.
وبعيداً عن سياسة التخوين والنفاق التى ملأت الساحة الآن فقد اعترف الفريق أحمد شفيق المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية فى حواره مع لميس الحديدى على قناة CBC أن عمر سليمان كان الشخص الوحيد الذى طلب من مبارك التنحى، قبل حدوث ما لا يحمد عقباه، وأن علاقته برئيس الجمهورية كانت علاقة عمل وإخلاص لمصلحة الوطن، مشيراً إلى أن شخصية الوزير عمر سليمان، لها ثقل ووزن فى المجتمع الدولى، بالإضافة إلى كفاءته المهنية التى فاقت كل الحدود. مؤكداً أن ما يقوله كلمة حق وشهادة لله وللتاريخ.
أما المرشح الثانى من جهاز المخابرات العامة فهو الفريق حسام خير الله، وكيل أول الجهاز السابق، ورئيس هيئة التقدير والمعلومات، والذى أكد أن عمله بجهاز المخابرات أكسبه مهارات خاصة نادراً مما تتوافر فى أى مرشح آخر.
ورفض حسام خير الله أن يكون منصب رئيس الجمهورية ديكوراً أو خيال مآتة كما يقول البعض وكشف عن أنه سيقوم بتشكيل مجلس أعلى للأمن القومى المصرى لاتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب وذلك لأن القومى للبلاد لا يحتاج إلى تأجيل أو تراخ خاصة أن مصر محاطة بالعديد من المخاطر نظراً لتربص بعد الدول البعيدة والقريبة.
وعن سبب ظهوره على الساحة الإعلامية متأخراً قال الفريق حسام خير الله إن عمله بالجهاز عوّده على أن يعمل فى صمت، ولكن هذا لا ينفى قيامه بجولات ميدانية فى الصعيد الجوانى قبل شهور من إعلان الترشح رسمياً.
واعترف خير الله بأنه لا يوجد مرشح واحد من بين الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية ما يمتلك من معلومات متشعبة، وخبرة عالمية فى اتخاذ صنع القرار مع التأكيد بأن كل هذه المعلومات والخبرات يمكن استغلالها فى صالح مصر والاستفادة من الخبرات الدولية، والتواصل مع المصريين فى الخارج وجذب الاستثمارات الخارجية مشيراً إلى أن وزارة الخارجية كانت تستعين به أوقات الأزمات.
وألمح خير الله إلى أن خبرته العسكرية أهلته على اتخاذ القرارات الحاسمة فى الأوقات الحاسمة أيضاً حيث كان - كما يقول - رئيساً برتبة لواء لإحدى فرق الاستطلاع، ويمتلك القدرة على وضع الخطط الاستراتيجية الوقتية والمستقبلية، مع الوضع فى الاعتبار الاهتمام بالجانب العلمى ومراعاة الحداثة فى التخطيط والتفكير، وعلى رأسها الصناعات التكنولوجية والالكترونية والحربية الثقيلة التى تميزت بها اليابان والغرب، وامتلكت عن طريقها أقوى الاقتصاديات فى العالم.
وكشف خير الله أنه يمتلك حلولاً عملية لمشكلات مصر الراهنة وعلى رأسها قضية المياه مع دول حوض النيل، حيث وضع خطة مع قيادات الكونغو فى كيفية الاستفادة من نهر الكونغو الذى يصب مياهه فى المحيط لمسافة 30 كيلومتراً خاصة أن مصر ستحتاج فى عام 2050 أكثر من 140 مليار متر مكعب من المياه.
وطالب الفريق حسام خير الله جموع الشعب المصرى بالنظر إلى المستقبل لأن مصر بعد 25 يناير لن تكون مصر قبل هذا التاريخ، وأوضح أنه سافر إلى 14 دولة أفريقية مؤخراً وتبين له من خلال لقاءاته المتعددة من المسئولين ورجال الأعمال أن هذه البلاد البكر تعشق تراب مصر، وأنها تملك ثروات تقدر بالمليارات، وتصلح لجذب استثمارات كبيرة.. وقد تعهد الأشقاء الأفارقة بالتواصل مع مصر بعد استقرار الحالة الأمنية فى البلاد.
ونوه خير الله بأنه فى المرحلة القادمة ستتم الاستفادة من الطاقة الشمسية فى تحلية مياه البحر، وهى أرخص من تصنيع الكهرباء، وفى سر ربما يذاع لأول مرة كشف الفريق خير الله أن الغرب عرض مشروع تحلية مياه البحر وتوليد الطاقة الشمسية ولكنه اشترط إلغاء مشروع الضبعة.
أما ضابط المخابرات الثالث المرشح لهذا المنصب الرفيع فهو الضابط ممدوح قطب الذى أعلن ترشحه فى مؤتمر صحفى بنقابة الصحفيين، حيث أرجع سبب ترشحه إلى ما تعانيه مصر من مشكلات أمنية واقتصادية واجتماعية عارضة.
وفى المؤتمر الصحفى الذى تابعته أكتوبر أكد قطب أنه مهتم ب 3 ملفات عاجلة؛ أولها: إزالة الاحتقان الطائفى وتجديد نسيج الوطن الذى بدأ يهترئ فى الآونة الأخيرة، أما ثانى الملفات فمتعلق بالاستقرار والأمن بعد ازدياد معدلات الجريمة فى الشارع إلى حدود غير متوقعة، وثالث الملفات هو تطبيق العدل والقانون على الجميع حتى لا يوجد فرق بين وزير وغفير.
وطالب ضابط المخابرات السابق ممدوح قطب بالتركيز على الإنسان المصرى، والذى يعد ثروة بشرية ضائعة، أو غير مستغلة، وأضاف أنه يسعى لإقامة حياة ديمقراطية سليمة وعادلة وإرساء مبدأ المواطنة، وتحقيق الأهداف التى قامت عليها الثورة وهى خبز وحرية وعدالة اجتماعية.
ودعا قطب من خلال برنامجه الانتخابى «حقك يا مصرى» رجال الأعمال إلى تشجيع الشباب بدعم المشروعات الصغيرة واستصلاح الأراضى، والعمل من أجل مصر وإرساء مبادئ التوافق والسلام الاجتماعى.
وظاهرة ترشيح ضباط المخابرات لمنصب رئيس الجمهورية ليست مقصورة على مصر فحسب، ولكنها ممتدة لدول عربية وأوروبية أخرى، ولا يخفى على أحد أو الرئيس السابق صدام حسين والذى أعدمه الاحتلال الأمريكى صبيحة عيد الأضحى عام 2003 هو أول من أسس جهاز المخابرات العراقى وكان ذلك بتكليف من اللواء أحمد حسن البكر، بعد الانقلاب الذى قام به حزب البعث عام 68.
أما الرئيس اللبنانى إميل لحود، والذى ترك منصب الرئيس فى نوفمبر 98 فقد بدأ حياته فى المخابرات أيضاً، حيث تطوع فى الجيش برتبة تلميذ ضابط، والتحق بالمدرسة الحربية عام 1960، وأثناء الخدمة حصل على دورات خارجية فى بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وتخصص فى فرق الاستطلاع وتوجيه الطائرات عن بُعد، وقد نجح إميل فى كشف شبكات تجسس غربية كانت تقوم بذرع أجهزة التنصت فى الموانئ والمطارات والمواقع العسكرية اللبنانية.
وعلى نفس الشاكلة فقد كان الرئيس اللبنانى السابق العماد ميشيل سليمان والذى انتهت خدمته فى رئاسة الجمهورية عام 2008 ضابط مخابرات أيضاً حيث بدأ عمله العسكرى عام 1967 عندما تطوع فى المدرسة الحربية وتخرج فيها بدرجة ملازم ثم قائد فصيلة وبعدها قائد كتيبة، إلى مدرس فى المدرسة أو الكلية الحربية.
وتدرج العماد ميشيل سليمان حتى تولى رئاسة فرع المخابرات فى جبال لبنان عام 1990 وفى عام 1991، أصبح قائد لواء المشاه الحادى عشر، وكانت رتبة العميد هى آخر منصب له فى الجيش اللبنانى، وبعد إحالته للتقاعد ثم انتخابه رئيساً للجمهورية فى رحلة حافلة بالعطاء.
ومن الرؤساء العرب الذين لهم خلفية مخابراتية أيضاً الرئيس التونسى الهارب زين العابدين بن على، حيث أرسله حماه الجنرال «كافى» فى بداية حياته ليحصل على دورة فى الاستخبارات والاستطلاع والأمن من المدرسة العسكرية العليا، ومدرسة المدفعية الميدانية بولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى الساحة الدولية فيعد الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» والذى تولى مقاليد الحكم فى روسيا فترتين متتاليتين بدءاً من عام 2000 إلى 2004 ثم إلى 2008 من أشهر من عمل فى جهاز المخابرات الروسى بجهاز ال KGP، حيث أمضى شبابه ضابطاً فى جهاز المخابرات قبل سقوط الاتحاد السوفيتى، وكان عضواً فى الاستخبارات السوفيتية فى ألمانيا الشرقية بين عام 1985 و1990، وشغل منصب مدير جهاز الأمن الفيدرالى سنة 1998 إلى أن تولى رئاسة روسيا فى عام 2000 وقد نجح فى أن تسترد روسيا مكانتها وهيبتها كمنافسة أولى لواشنطن التى انفردت بتربعها على عرش العالم بعد تفتت الاتحاد السوفيتى، كما ظهر بوتين كخصم عنيد لفرض معادلة دولية جديدة.
ومن الرؤساء الذين عملوا بأجهزة المخابرات أيضاً الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش، والذى تولى الرئاسة من 1989 وحتى 1993، والذى يعد الرئيس رقم 41 فى قائمة رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وقد التحق بوش الأب بالجيش الأمريكى ثم البحرية الأمريكية، وشارك فى الحرب العالمية الثانية، وفى عام 1958 التحق بالحزب الجمهورى، وفى عام 1966 فاز بمقعد فى مجلس النواب الفيدرالى، ومثل بلاده سفيراً لدى الأمم المتحدة من 1971 إلى 1972.
كما عين جورج بوش الابن قائماً بالأعمال فى الصين وفى عام 1977 أصبح رئيساً لوكالة الاستخبارات المركزية CIA وبعد تولى الرئيس جيمى كارتر الرئاسة استقال «بوش الأب» من العمل فى وكالة الاستخبارات المركزية واعتزل عالم المخابرات نظراً لطموحاته السياسية حيث انتخب رئيساً للولايات المتحدة عن الحزب الجمهورى فى عام 1989، وشهدت فترة رئاسته جملة من التطورات العالمية والإقليمية على صعيد الشرق الأوسط مثلت انقلاباً فى المشهد العالمى وكانت أهم هذه التطورات العالمية انهيار الاتحاد السوفيتى وسقوط جدار برلين والمعسكر الاشتراكى ككل، ويعتبر الرئيس بوش الأب صاحب عبارة «النظام العالمى الجديد».
أما الرئيس الإسرائيلى «شيمون بيريز» فكان ضابط بجهاز المخابرات أيضاً وقد جند المئات من العناصر لخدمة الموساد كما أنه كان ضابط الاستخبارات الذى كان مكلفاً بالتعامل مع الجاسوس المصرى الشهير البطل أحمد الهوان فى الفترة ما بين عام 1967 وحتى عام 1977 بجهاز الاستخبارات الإسرائيلية حيث شغل «بيريز» منصب رئيس الوزراء مرتين من 1984 - 1986 ومرة أخرى فى عام 1995 وفى 2007 انتخبه الكنيست لمنصب رئيس الدولة.
وتأكيداً لدور ضباط وقيادات المخابرات العامة فى حماية الأمن القومى وتحمل المسئولية، أشار الكاتب الصحفى العراقى داود الفرحان بدور رجال المخابرات العامة فى حماية أمن مصر الداخلى والخارجى وبالتحديد بعد حالة الانفلات الأمنى التى أصابت الحياة المصرية بعد ثورة 25 يناير، حيث تحملت عناصر الجهاز المسئولية كاملة فلم يتركوا - كما يقول الفرحان- مصر نهباً لأجهزة المخابرات العالمية على عكس ما حدث ويحدث فى العراق بعد انهيار الجيش العراقى عام 2003 لتصبح بلاد الرافدين أرضاً مستباحة لجميع أجهزة المخابرات والتجسس فى العالم وذ?ك من أقصى الشمال إلى أدنى الجنوب.
واستشهد الفرحان قائلاً: يكفى المخابرات العامة المصرية شرفاً وكرامة أنها ألقت القبض على عشرات الشبكات الاستخباراتية التى تسعى لتقويض الأمن والاستقرار فى مصر.
واستشهد الكاتب الصحفى العراقى بشبكة الجاسوس الأردنى بشار إبراهيم أبوزيد الذى وقع فى قبضة المخابرات المصرية متلبساً بعد ضبطه وهو يقوم بالتجسس والرصد والمتابعة لكل المكالمات الهاتفية من وإلى مصر والعراق والسعودية وباقى الدول العربية مستخدماً فى ذلك تكنولوجيا الأقمار الصناعية والشبكات الدولية، ويتابع بأن مثل هذه الشبكة لو كانت فى العراق ما التفت إليها أحد..
وتعليقاً على ميول البعض أن يكون الرئيس القادم من جهاز المخارات يقول اللواء سامح سيف اليزل إلى قدرة الرئيس المدنى على قيادة البلاد فى هذه المرحلة ولكن يفضل أن يكون نائبه ذو خلفية عسكرية أو أمنية نظراً لما يحيط بالبلاد من مخاطر مؤكداً على أن حق الترشح مكفول للجميع ولا يجوز لأحد منع أى إنسان من الترشح للرئاسة سواء كان ذا خلفية عسكرية أو مدنية، مشيراً إلى أن نجاح المرشح سيترتب على برنامجه الانتخابى الذى لابد أن يحمل جدولاً زمنياً محدداً وأن الإرادة الشعبية ستكون هى الفيصل فى الاختيار.
كما أشار القيادى الإخوانى إبراهيم زكريا على أنه لم يتم الاتفاق أو الاستقرار فى الحزب أو الجماعة على مرشح بعينه مؤكداً أن البرنامج الانتخابى للمرشح هو الذى سيدعمه للترشح والنجاح، خاصة أن الشعب المصرى يريد إرساء قواعد مختلفة لمرحلة مختلفة من تاريخ مصر، وأن مقياس الاختيار سيكون لبرنامج المرشح وتاريخه ووطنيته مشيراً إلى أنه رغم الأخطار التى تحيط بمصر إلا أن الأمر لا يستدعى اختيار رئيس عسكرى طالما تتوفر الشروط فى مدنى.
فى حين رفض الكاتب الصحفى أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام الأسبق مبدأ التعصب ضد أى مرشح عسكرى لأن المرشح العسكرى مواطن له الحق فى الترشح كأى مواطن مصرى بالإضافة إلى أننا سنحرم المجتمع من قدرات وخلفيات يتمتع بها وقد تكون موجودة عنده دون غيره، مؤكداً أن نجاح أى مرشح يترتب على مؤهلاته السابقة وعلى قدرته فى الوصول للناخب المصرى وكسب ثقته وأن يكون لديه متوسط حسابى عام بمعنى أن يكون لديه القدرة على التنظيم وتجميع الناس حوله واحتواء الأغلبية والأقلية السياسية والفكرية خاصة أن المجتمع المصرى مجتمع متنوع فى آرائه مشي?اً إلى وجود كوادر مدنية لديها رؤية تستطيع قيادة البلاد فى هذه المرحلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.