لاشك أن بعد رحيل عبدالله صالح الرئيس اليمنى السابق وعقد الانتخابات الرئاسية اليمنية وتولى المرشح التوافقى عبد ربه منصور هادى الحكم لفترة انتقالية بموجب خطة المصالحة الخليجية التى تم الاتفاق عليها فى نوفمبر الماضى جنب اليمن الانزلاق إلى حرب أهلية ومنع الانهيار الكامل للاقتصاد ولكن المستقبل يبقى رهنا بتوافق جميع مكونات المجتمع اليمنى وتخطى المشكلات والصراعات الداخلية التى شهدتها اليمن طوال الفترة السابقة . فى البداية يرى د. فؤاد الصالحى - أستاذ علم الاجتماع فى جامعة صنعاء- ان الانتخابات الرئاسية اليمنية خطوة نوعية فى تنفيذ المبادرة الخليجية لتثبيت نقل السلطة سلمياً، مشيراً إلى أن فتح باب الحوار الوطنى إلى دستور جديد وانتخابات تعددية برلمانية ليتوج بانتخاب رئيس بعد عامين لافتاً إلى أن المبادرة الخليجية لن تكون العصا السحرية لإنقاذ اليمن من القضايا الجوهرية التى يعانى منها ولذلك لا بد من القيام بعمل دؤوبً للمحافظة على وحدة الدولة وفرض هيبتها، وإعادة سيؤدى بناء المؤسسات بما فيها الأمنية والعسكرية، والنهوض بالاقتصاد لتحقيق التنمية المطلوبة. وأشار إلى أن عبدربه منصور هادى الرئيس اليمنى الجديد حظى على اجماع فى الرأى محليا وإقليميا ودوليا وذلك باعتباره المرشح الوحيد فى الانتخابات لنقل السلطة بشكل هادئ مضيفا أن الطريق أمام هادى من المحتمل ألا يكون هادئاً خاصة فى ظل تصعيد الحراك الجنوبى الذى يسعى لانفصال جنوب اليمن إلى جانب الازمة الاقتصادية حيث ارتفعت نسبة البطالة ووصلت إلى نصف عدد السكان القادرين على العمل، وارتفعت معدلات الفقر إلى مستويات قياسية نحو 70 % من السكان يعيشون بأقل من دولارين يومياً، كما تراجعت احتياطات البلاد من النقد الأجنبى إلى نحو (4,5) مليار دولار، وفقد اليمن 31 % من الناتج المحلى الإجمالى على خلفية تعطل عمل المؤسسات وتوقف السياحة، وتراجع إنتاج النفط ، مضيفا أن البلاد فى حاجة إلى 15 مليار دولار فى السنوات الثلاث المقبلة لتثبيت الأوضاع الاقتصادية، وهو رقم يعد ضرباً من الخيال فى ظل النتائج الهزيلة التى خرج بها مؤتمر دول المانحين فى 2006 وأصدقاء اليمن فى 2010. وأضاف: ربما لا تأتى الانتخابات بتغييرات جذرية فى المشهد السياسى لليمن، ولكنها ستخلق استقراراً نسبياً لقوى سياسية مختلفة فى البلاد للتوصل إلى خطة عمل متماسكة وعلى أى حال أن هذه الانتخابات هى السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التى تهدد باندلاع حرب أهلية شاملة، وفى السياق ذاتة اعتبرالسفير أشرف عبد الوهاب عقل- سفير مصر باليمن- أن اجراء الانتخابات الرئاسية باليمن أول الخطوات الايجابية نحو الخروج من مازق الحرب الاهلية ووقف اعمال العنف والتخريب والفوضى التى كان يعانى منها الشعب اليمنى، معرباً عن أمله تطلعه فى أن تكون الانتخابات بوابة جديدة للانطلاق باتجاه استكمال مسيرة البناء والإعمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وعودة الخدمات وجذب الاستثمارات، وأشارعقل إلى أن عبدربه منصور هادى الرئيس اليمنى الجديد لديه رصيد نضالى كبير،وأثبت كفاءة وقدرة فريدة فى إدارة الأزمة والتعاون مع كافة الأطراف مما يعكس خبرات سياسية كبيرة لا شك أن اليمن ستستفيد منها فى تعزيز نهجها الديمقراطى واستكمال الجهود الساعية لمعالجة التحديات الاقتصادية التى تواجه البلاد. يذكر أن الرئيس عبدربه منصور هادى الذى انتخب رئيساً جديداً للبلاد، رجل عسكرى من الجنوب، ظل لسنوات طويلة موالياً ووفيا للرئيس على عبدالله صالح كما حظى بثقة المعارضة وبات الرجل التوافقى الذى سيدير المرحلة الانتقالية القادمة الممتدة إلى 2014، ويعد عبدربه منصور هادى، الذى ولد فى 13 سبتمبر1946، فى بلدة ذكين فى محافظة أبين، هو أول مسئول يأتى من جنوب البلاد، ليتولى رئاسة الجمهورية اليمنية، بعد الوحدة بين الشمال والجنوب عام 1990. وعمل هادى قائداً لفصيلة مدرعات، وشارك فى حرب الاستقلال لتحرير المناطق المحتلة من جنوب اليمن.وإثر استقلال الجنوب فى عام 1967، تم تعيينه قائداً لسرية مدرعات، ثم مديراً لمدرسة المدرعات، حتى وصل إلى دائرة التدريب بالقوات المسلحة.وبعد نحو أربع سنوات على إعلان الوحدة فى اليمن، وتحديدا فى مايو 1994، أصدر الرئيس صالح قراراً بتعيين هادى وزيراً للدفاع، ثم فى أكتوبر من نفس العام، أصدر قراراً آخر بتعيينه نائباً لرئيس الجمهورية. وفى عام 2008، تم انتخاب هادى نائباً لرئيس حزب المؤتمر الشعبى العام الحاكم، وتم تعيينه رئيساً للجنة العليا للاحتفالات الوطنية، وفى مطلع 2012 الجاري، تمت ترقيته إلى رتبة مشير، وهى أعلى رتبة عسكرية فى الجيش اليمنى. فوض بموجب المرسوم الرئاسى رقم 24 لعام 2011، تفويضاً لا رجعة فيه بالصلاحيات الرئاسية اللازمة للتفاوض بشأن الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وتوقيعها وتنفيذها .