اتحاد كرة القدم المصرى برئاسة سمير زاهر الذى تمت إقالته بالكامل عقب أحداث «مجزرة بورسعيد» وجهت إليه أصابع الاتهام بجانب «التقصير أو التواطؤ الأمنى من بعض قيادات الأمن المركزى ببورسعيد» فى تلك الأحداث الدامية التى تسببت - وفق آخر إحصاءات - فى قتل ما يفوق 170 شهيداً ومئات المصابين لأنه وفق تحليل الخبراء مهّد البيئة الملائمة للشغب لمساعدته على استمرار الدورى، ولم يقم بإدارة المنظمومة الكروية احترافياً بل اقتصر اهتمامه وتركيزه على «البيزنس» والتربح والتباهى بعقود الرعاية دون النظر لمصلحة الوطن العليا التى كانت قد تقتضى على الأقل إقامة مباريات الدورى بدون جمهور أو على أقل تقدير المباريات الجماهيرية الحساسة.اتحاد الكرة السابق دائماً ما كانت تثار حوله الاتهامات سواء بالمحاباة للنظام السابق والرئيس المخلوع وسياسة التوريث أو اتهامات بإهدار المال العام أو ارتكاب المخالفات الإدارية وغيرها من الاتهامات. وكان على رأس من وجهت إليه هذه الاتهامات سمير زاهر الذى تقدم العديد ضده ببلاغات كثيرة إلى النائب العام المستشار عبد المجيد محمود ومعظمها ظهر فى أعقاب ثورة 25 يناير من هذه البلاغات بلاغ تقدم به حسن عبد الفتاح رئيس نادى «بيلا» ضد زاهر بتهمة إهدار المال العام وتسهيل الاستيلاء عليه والعديد من المخالفات المالية التى تثبت المستندات صحة وقوعها.. كتقاضى الاتحاد أموالاً مقابل الرعاية لمنتجات شركة «بوما» فى العقد المبرم بينهما بداية من 1/1/2006 حتى 31/12/2010 وتم تجديد العقد حتى 31/10/2014، وهنا مخالفة لأن الاتفاق تم بالإسناد المباشر دون المزايدة وهو ما أدى لخسارة أموال كثيرة، وكذا ارتكاب مخالفات مالية بالميزانية فى 30/6/2010 وهو ما تم إثباته فى التقارير المالية لمراقب الحسابات مثل إضافة مبلغ 5 ملايين جنيه و760 ألفاً تحت بند الإيرادات رغم إنها إعانة فى الأساس من المجلس القومى للرياضة. ثالثاً: قيام زاهر بإسناد حقوق خدمات المحمول والإنترنت إلى إحدى الشركات بالأمر المباشر مقابل مليون و400 ألف جنيه عن موسم 2006/2007، وهو مخالفة صريحة لقانون المزايدات والمناقصات، رابعاً: إسناد تنظيم حفل افتتاح مشروع الهدف إلى شركة «بروموسبورت» بالأمر المباشر مقابل 650 ألف جنيه رغم أن الاتحاد دائن لهذه الشركة ب 150 ألف جنيه لم يهتم المجلس بالحصول عليها. أيضاً هناك ثلاثة بلاغات تقدم بها عمرو عبد الحق رئيس نادى النصر باتهام سمير زاهر بإهدار المال العام من خلال سفره وزوجته على نفقة الاتحاد بدون قرار لمجلس الاتحاد أو موافقة الجهة الإدارية بحجة السفر لحضور أحد اجتماعات الفيفا، كما سهّل زاهر استيلاء شركة كنتارو وإيهاب طلعت على 150 ألف دولار نصف حصة مصر من مباراة البرازيل التى أقيمت فى قطر وكان يجب توريدها وهو مالم يحدث بما يؤكد أن المباراة أقيمت لأهداف خاصة بعيدة عن الصالح العام اقتصادياً وفنياً.. أيضاً بلاغ آخر من عبد الحق ضده يتهمه بإفساد الحياة السياسية وتطبيق قانون العزل والبلاغ حمل قائمة من ممارسات التربح بالحصول على مساحات شاسعة من الأراضى المخصصة للاستثمار الصناعى والسياحى فى عدة مدن جديدة ثم تنازل عنها للغير مقابل عشرات الملايين والاتجار فى علاج الفقراء على نفقة الدولة، وذلك من خلال عمله فى الحزب المنحل ولجنة السياسات. بلاغ آخر من فرج عامر رئيس نادى سموحة ضد اتحاد الكرة لإهدار المال العام بعد فشله فى تحصيل مستحقات الأندية من عوائد البث الفضائى وهى 58 مليون جنيه باقى مستحقات من الموسم الماضى عن البث الفضائى. بلاغ مختلف من 81 عاملاً مصرياً ببلاغ رقم 3776 ضد زاهر لاتهامه بتدبير حادث الاعتداء على أتوبيس منتخب الجزائر فى مباراته مع نظيره المصرى بتصفيات مونديال 2010، وما ترتب عليه من نتائج بالإضرار بالاقتصاد المصرى وعودة عدد كبير من العاملين المصريين فى فرع شركة أوراسكوم بالجزائر خوفاً على حياتهم إضافة إلى الفصل التعسفى. بلاغات عدة ومختلفة وكان آخرها البلاغ المتقدم به جمال سمير محمد محرم للمطالبة بالتحقيق مع زاهر لإهماله فى عمله مما ترتبت عليه مجزرة بورسعيد. وأوضح فى بلاغه رقم 356 ل 2012 أنه تسبب بإهماله وعدم مراعاته للقوانين والتى تنظم اللعبة بإصراره على إقامة مباراتى الأهلى ضد المصرى ببورسعيد، والزمالك مع الإسماعيلى بالقاهرة فى توقيت واحد رغم خطورة الوضع الأمنى فى مصر. ويقول فى بلاغه حيث إن المادة 238 من قانون العقوبات تنص على «إن من تسبب خطأ فى موت شخص آخر بأن كان ذلك بسبب إهمال أو عدم احتراز أو عدم مراعاة للقوانين يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن مائتى جنيه ولا تتجاوز خمسمائة جنيه أو بإحدى العقوبتين». من جانبه حمّل اللواء حرب الدهشورى رئيس اتحاد الكرة الأسبق مسئولية الأحداث المؤسفة التى شهدتها مباراة النادى الأهلى والمصرى البورسعيدى لمسئولى اتحاد كرة القدم المصرى المقال برئاسة سمير زاهر، مشيراً إلى أن الاتحاد يتحمل المسئولية لكونه ارتضى إقامة بطولة الدورى العام حتى لو كانت بتعليمات سيادية معللاً أن السبب الأساسى لتساهل اتحاد الكرة هو «البيزنس» وعقود الرعاية والإعلانات ولم يشعر بحجم المشكلة التى نعيشها وحتى عندما أقيمت البطولة تهاون فى عقاب جماهير الأندية واقتصر فى عقابه على الشماريخ فقط، ولم يلتفت لأزمة اجتياح الملاعب والكوارث التى قد تترتب عليها كما حدث فى مباراة بورسعيد. وشدد على أنه حذّر أكثر من مرة من استكمال مسابقة الدورى هذا الموسم بعد الثورة لكن لم يستمع إليه أحد وكانت هذه هى النتيجة وشن حرب على زاهر وباقى أعضاء الاتحاد عدم المبادرة من أنفسهم بالاستقالة فهم لم يستقيلوا إلا بعد إقالتهم من د. كمال الجنزورى، ورفض تعليق الأزمة على شماعة «ضعف الأمن» فقط لأن مجلس زاهر لم يكن خافياً عليه الحساسية غير المبررة والتعصب الأعمى فى مدن القناة ضد النادى الأهلى، بل إن هناك أعضاء بالاتحاد على علم مسبق بوجود أحداث ملتهبة وهناك حالة ثأر لدى جماهير الأهلى منذ الموسم الماضى بمباراة الدور الثانى عندما اعتدى جماهير الأخير على قطار جماهير الفريق البورسعيدى، بل أيضاً كان لدى بعضهم العلم بوجود نية مبيتة للفتك بجماهير الأهلى نتيجة الشحن الجماهيرى الزائد قبل اللقاء. وأيد حرب وقف النشاط الرياضى انتظاراً لحدوث حالة من الاستقرار تسمح بممارسته مجدداً. فيما رفض د. عمرو عبد الحق رئيس نادى النصر فكرة إلغاء الدورى بعد أحداث بورسعيد، فالأصل ألا نعالج مشكلة بأخرى، فرغم أن اتحاد الكرة هو من تسبب فى هذه الأزمة من الأساس بالسماح بإقامة بطولة الدورى وسط هذه الفوضى العارمة التى نعيشها وحتى عند إقامتها كان يجب عليه الضرب بيد من حديد على الخارجين عن القانون وتجريم نزول الملعب لأنها ظاهرة خطيرة انتشرت بهمجية داخل الملاعب المصرية سواء فى مباريات سابقة لجماهير المصرى البورسعيدى أو فى مباراة لغزل المحلة أمام الأهلى ومباراة للمحلة أيضاً أمام المصرى. وهذا التهاون الذى حدث من قبل اتحاد الكرة أو من القائمين على النظام فى مصر هو السبب فى كل الكوارث التى حدثت مؤخراً. وطالب عبد الحق مجلس الشعب بإصدار قانون مشدد على الخارجين ومحاسبة اتحاد الكرة المقال الذى تكاد تقول إن «أصواتنا يئست من النداء برحيلهم وحسابهم لأنهم كانوا من أذناب النظام السابق وعلى بعضهم تهم بإهدار المال العام، وكذا محاسبة الأندية الشعبية وتحميلها مع اتحاد الكرة مسئولية انتشار ظاهرة الشغب التى تحدث بسبب تشجيعهم انتشار روابط الألتراس. وقال لقد تحولت الرياضة من منافسة شريفة إلى ساحة للقتال والكل يسعى لتحقيق أهدافه الخاصة حتى لو كان بالقتل، مشدداً على ضرورة الحكمة فى اتخاذ القرارات ودراسة الأخطاء ومعالجتها قبل السقوط فى دوامة لن ينقذنا منها أحد. وفى النهاية طالب بوضع حلول لأزمة الشغب أو استغلال الكرة فى إحداث الفوضى داخل مصر أو القيام بثورة مضادة لهدم ثورة 25 يناير. أسامة خليل نجم الإسماعيلى السابق أكد أن اتحاد الكرة «شوَّه» معالم الكرة المصرية فى الفترة التى فيها اللعبة واهتم بالأمور المالية والبيزنس على حساب حل مشاكل الأندية، واكتفى بتكريس وقته لبحث توزيع المقابل والعائد المالى فى البث الفضائى لأسباب يعرفها الجميع بدلاً من الإسهام فى حلول تفاقم التعصب الجماهيرى حتى وصلت الأمور إلى اختلاط الرياضة بالدم. وقال إن اتحاد الكرة كتب أسوأ نهاية له وسيظل التاريخ شاهداً على مجزرة بورسعيد ومسئولية الجبلاية عنها، والمجتمع المصرى والرياضة المصرية تجنى الآن ثمن عدم الاستماع للمطالب المتكررة بالإطاحة بهذا المجلس الذى كان معظم أعضائه يخدمون مصالح النظام السابق، بل إن بعضهم كانت ضده قضايا شرف وسوء سمعة وسلوك، وكذا إهدار للمال العام داخل الجبلاية. من جانبه أكد يكن حسين نجم الزمالك السابق أن هذا الوضع الذى حدث بعد مباراة المصرى والأهلى خطير جداً ويرجعنا للحال التى تعانى منها مصر حالياً من غياب كامل للأمن وتحديداً فى ملاعب كرة القدم، إلا أن غياب الأمن لا يعفى اتحاد الكرة من تحمّله المسئولية شبه كاملة لسابق تكرار مثل هذه الحوادث باقتحام ملعب المباراة وتحديداً فى بورسعيد والتى تكررت أربع مرات سابقة منذ بداية الدورى هذا الموسم وفى الموسم الماضى بداية من مباراة الزمالك والأفريقى التونسى. والموسم الحالى بدأت بلقاء المصرى أمام سموحة ثم مع الاتحاد السكندرى ثم مع طلائع الجيش، وتسببت رعونة اتحاد الكرة فى اتخاذ قرارات صارمة إلى تفشى هذه الأحداث. وطالب يكن بإلغاء الدورى وعدم استكماله بعد هذا الكم من الضحايا الأبرياء، فى حين أشاد بقرار إقالة اتحاد الكرة لأنه فشل فى إدارة المنظومة الكروية والذى فاحت منه رائحة الفساد فى كل شىء سواء إهدار مال عام أو عمولات وبيزنس. وقال يكن أليس هذا هو اتحاد الكرة برئاسة زعيمه سمير زاهر الذى تسبب فى حالة خصام ومشاحنات بين جمهور بلدين كادت تتحول إلى حرب بين مصر والجزائر فى مباراتهما بالسودان فى تصفيات كأس العالم 2010 للمساعدة فى رسم سياسات الحزب المنحل الذى كان يرهب الشعب المصرى بمسلسلات وهمية كمحاولة لفت نظر الناس إلى مشاكل مبتعدة عن المشاكل الحقيقية التى يعيشونها كحادثة «كنيسة القديسين» التى فيما بعد تم اكتشاف أنها حادث مدبر من أمن الدولة المنحل الذى كان يخدم سياسات الحزب الفاسد ونظامه المخلوع.. ألم «يهوّل» مسئولو الاتحاد بالمساهمة مع النظام السابق من حجم أزمة مباراة «أم درمان» والآن اكتشفنا أن حجم المناوشات من جمهور الجزائر ضد الجماهير المصرية لم يكن بالتهويل الذى قيل بعد المباراة، بل اكتشفنا أيضاً أن بعض مسئولى الاتحاد هم من أطلقوا شرارة الكراهية مع الجمهور الجزائرى عندما كلف بعض المتورطين بإلقاء الحجارة على أتوبيس المنتخب العربى الشقيق.