كتبت : سمر الشافعى .... اشتعلت المؤامرات السياسية والصراعات بين حزب كاديما المعارض برئاسة تسيبى ليفنى وحزب الليكود الحاكم الذى يرأسه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، مع اقتراب موعد انتخابات حزب كاديما المبكرة، التى ستعقد فى 27 مارس القادم، وتتنافس فيها رئيسته تسيبى ليفنى مع عضو الكنيست شاؤول موفاز. والمؤامرة التى كان يعد لها حزب كاديما للإيقاع بنتنياهو وحزبه تعود بدايتها إلى عام 2009 خلال الانتخابات التشريعية الإسرائيلية الأخيرة، حيث ذكر تقرير نشره موقع «يالا كاديما» الإلكترونى أن الحزب استأجر محققا خاصا للتجسس على الليكود وعلى نتنياهو وجمع معلومات لإدانة حزبه والإيقاع به وجاء هذا الاعتراف مؤكداً ما جاء بالمقال الذى نشر بموقع القناة الثانية الإسرائيلية على لسان المحقق المستأجر «رافى حامى»، الذى اعترف فيه بأن كاديما قام بهذا مستغلاً الظروف التى كانت تمر بها إسرائيل حينها، خلال عملية الرصاص المصبوب التى قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلى فى غزة، وأنه تلقى أجراً من كاديما مقابل هذا وصل إلى 12,908 شيكل، مقابل تسليمه عدد من الوثائق المتنوعة ل «موشيه شحورى» الرئيس التنفيذى للحزب. ومن ناحيتها أنكرت ليفنى علمها بهذا الأمر، مشيرة إلى أنها كانت فى ذلك الوقت تدير انتخابات الحزب، ولم تطلب أو تأمر بإجراء أى تحقيقات ضد حزب نتنياهو، كما أنكرت تلقيها أية وثائق أو أوراق تخص هذه التحقيقات التى قام بها حامى لحساب شحورى، إلا أنها أشارت إلى أن التحقيقات القانونية التى تجريها الأحزاب عن بعضها البعض خلال إجراء الانتخابات التمهيدية أمر مشروع ومقبول ومتكرر داخل إسرائيل، مؤكدة على أن حملتها الانتخابية الحاليه تبتعد تماماً عن أى تدخلات فى الشئون الشخصية لنتنياهو. وعلى الرغم من الحملات المستمرة التى تقودها ليفنى ضد نتنياهو وحكومته والتى ازدادت حدتها مع صعود موجات الثورات الاحتجاجية ضده، فإن هناك توقعات بنهايتها بل بنهاية حزبها أيضا خلال الانتخابات التمهيدية القادمة، وتشير صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى أن ليفنى بعد أن فشلت فى تأسيس حكومة إسرائيلية مرتين متتاليتين فى 2008 و2009، ضلت الآن طريقها وأصبح حزب كاديما على يديها أضحوكة، وأصبح أعضاؤه عبارة عن جماعة من غريبى الأطوار. أما ليفنى ذاتها فقد اعترفت مؤخراً على القناة الثانية الإسرائيلية بأن تصريحاتها بشأن نتنياهو ستجعلها فى موقف صعب للغاية، وأنها تعلم تماما أن حزبها سيدفع ثمن رغبتها هذه و أنها فى صباح 28 مارس - موعد صدور نتائج انتخابات كاديما - ستجد نفسها فى طريقها للعودة إلى ديارها بحى رمات حيل بتل أبيب، بعد أن تكون قد خسرت مقاعدها، وقرأت خطبة الوداع لشعبها، بعد أن تخلى مؤيدوها عنها ونقلوا أصواتهم لموفاز. جاء هذا بعد أن اتهمت ليفنى قبلها بأيام حكومة بنيامين نتنياهو بالتطرف والفشل فى الوصول إلى مفاوضات سلام حقيقية مع السلطة الفلسطينية، كما اتهمته بأنه السبب الرئيسى فى انقسام المجتمع الإسرائيلى إلى عصابات من العلمانيين والمتدينين. ومن ناحيته، أعلن شاؤول موفاز مؤخراً أن زعامة ليفنى لكاديما حان الوقت لكى تنتهى بعد أن سببت الكثير من الأضرار وجعلته حزباً بلا زعامة، وأنه فى يده إعادة الزعامة للحزب من جديد وجعله بديلا حقيقيا وناجحا لحزب الليكود للعودة بإسرائيل إلى المسار الصحيح أخلاقياً وصهيونياً. كما هاجمت رئيسة حزب العمل الإسرائيلى شيلى يحيموفيتش تصريحات ليفنى بأنها الوحيدة القادرة على أن تحل محل ننتنياهو الفتره القادمة، واعتبرت يحيموفيتش تصريحات ليفنى مثيرة للسخرية وغير منطقية، مؤكدة على أن العمر الافتراضى لكاديما قد انتهى، لأنه أصبح حزبا مشوشا ومتناقضا فى داخله، وفاقداً لايديولوجيته السياسية. من جهة أخرى أكد «دانيال جيجى» أحد أعضاء كاديما الذى أعلن اعتزاله، أن كاديما لن ينجو من الانتخابات القادمه وأنها ستكون سبباً فى هلاكه للأبد، حيث أن كاديما يمر فى هذه الفترة بنفس الظروف التى مر بها حزب العمل الإسرائيلى عندما كان يرأسه إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلى، فقد أصبح كالسفينة الفارغة التى لا تحتوى إلا على مجموعة من الأشخاص ليس لديهم عقيدة اجتماعية مشتركة أو الرغبة فى الدفاع عن حقوق الشعب الإسرائيلى ولكن هدفهم الوحيد التطلع للجلوس على عرش الحكومة الإسرائيلية، دون أن يعرفوا ما الذى يريدون فعله فى المستقبل.